امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5314 - 2016 / 10 / 14 - 18:53
المحور:
كتابات ساخرة
أللهُمَ ... كما قُلْتُ لكَ البارِحة
14/10/2016
امين يونس
أحد المُتقاعدين الكِبار في السِن .. هّدهُ التعب من كُثرة تجوالهِ وسؤالهِ عن موعد إستلام الراتب التقاعدي .. وكانَ يعود في كُل مّرةٍ خائِباً ، بعدَ أن يخبروهُ : أن " الحكومة والمُحافِظ " لم يرسلوا الرواتب بَعد بسبب الأزمة المالية ! . ولأنهُ مريضٌ أصلاً ولا يملكُ مورداً آخَر ، فلقد تدهورتْ حالته تدريجياً بحيث أنهُ اُصيبَ مُؤخَراً بِمرضٍ نفسي ، جعلهُ يذهب كُل يومٍ إلى المسجد ، ويدعو أثناء صلاتهِ ، وبصوتٍ مسموعٍ وعالٍ : .. أللهُمَ دّمِر الحكومة .. أللهُمَ إكسِر ظَهر المُحافِظ ، لأنهم لا يرسلونَ راتبي ! .
أحد المُخبرين العاملين في المسجد ، أرادَ أن " يُحّلِل خُبزته " ، فكتبَ تقريراً وقّدمهُ إلى المُحافِظ ، ذاكراً فيه ، بأنَ رجُلاً يأتي كُل يوم ، ويشتم الحكومة والمُحافظ بصوتٍ جهوري ، ثم يُغادِر ! .
فقّرَرَ المُحافِظ ، أن يذهبَ بنفسهِ في اليوم التالي ، ليتأكد من الأمر ، وكيفَ أن شخصاً يتجرأ أن يسبه ويسب الحكومة علناً .. وبالفعل ، وصل السيد المُحافِظ وحمايته ، في الوقت المُحّدِد بالضبط .. حيث ان صاحبنا المُتقاعِد العجوز .. كانَ يهّم بالقَول : .. أللهُم " فرأى المُحافِظ أمامهُ " ، فإستدركَ وصاح : .. أللهُمَ ... كما قُلْتُ لكَ البارحة !! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟