أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم يونس - الماركسية و حركات الضغط الشعبي















المزيد.....

الماركسية و حركات الضغط الشعبي


إبراهيم يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5267 - 2016 / 8 / 27 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الماركسية و حركات الضغط الشعبي

إن حركات الضغط الشعبي تدخل تحت قائمة الحركات الإجتماعية ، إذا فما هي الحركات الإجتماعية ؟! هي نوع من العمل الجماعي و تتكون من جماعات غير رسمية أحيانا و هي تتضمن عدد صغير كان او كبير لأفراد او مؤسسات لتركزعلى قضية سياسية او إجتماعية ، بمعنى أخر تقوم الحركة الإجتماعية على تنفيذ تغيير إجتماعي ما او مقاومة و رفض سلوك معين تتبناه الدولة او سياسات معينة ، و ساهمت احياناً تلك الحركات الإجتماعية في دمقرطة الدول "ولكنها ديمقراطية حسب وجهة نظرها" ، في مصر ظهرت حركات الضغط الشعبي منذ فترة تعد متوسطة ، و من ابرزها في الفترة الأخيرة كانت "الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)" و "حركة شباب 6 أبريل" و "حركة تمرد" ، ما سبب نشوئها ؟ و لماذا في هذا الوقت بالتحديد ظهرت تلك الحركات العفوية ؟! ، قد ظهرت حركة "كفاية" منذ ما يقرب العشر سنوات ، و كانت تتكون من عدة تيارات فكان منها الإشتراكيين و كذلك الليبراليين و عدة إتجاهات اخري ، ظهرت و بدئت جذور الحركة بعد التغيير الوزاري المصري في تموز-يوليو 2004 ، في بدايتها ركزت الحركة على رفضها لتجديد فترة الرئاسة للمخلوع حسني مبارك و ذلك لفترة رئاسة خامسة ، ورفضت ما رأته ترتيبات سياسية و إعلامية هدفها التمهيد لتولي إبنه جمال مبارك الرئاسة من بعده "مشروع التوريث" ، فرفعت شعاري لا للتمديد لا للتوريث ، إستمرت فترة معينة من الزمن و تفككت بعد ذلك ، ولكن ظهرت مع بداية تفككها "حركة شباب 6 أبريل" ، بدأت جذور و نشأة تلك الحركة الشبابية عقب الإضراب العام الذي شهدته مصر في السادس من نيسان-أبريل عام 2008 بدعوة من عمال المحلة الكبري ، حيث تضامنت الكثير من القوى السياسية مع تلك الدعوة فتبناها و ايدها عدد من الشباب و بدؤوا في الدعوة إليها كإضراب عام لشعب مصر ، و بعد ذلك إجتمع عدد من أولئك الشباب و أسسوا تلك الحركة ، عارضت الحركة المخلوع حسني مبارك و سياساته الضبابية و عارضت أيضا السياسات القمعية لحكومته و لوزارة داخليته ، و كانت من ضمن الداعين لتظاهرات الخامس و العشرين من كانون الثاني-يناير ، و بعد تنحي مبارك من منصبه و خضوع السلطة في يد المجلس العسكري ، كانت الحركة من أشد المعادين للمجلس العسكري في تلك الفترة حتي سقط من صفوفها شهداء ، ناصرت و أيدت الحركة محمد مرسي في الإنتخابات الرئاسية التي أجريت بعد المجلس العسكري ، و بعد 100 يوم من مدة محمد مرسي إنتفضت في الشوارع معارضتا له و لجماعته "الإخوان المسلمين" ، و حدث ما حدث من تظاهرات عدة ، و في تلك الفترة زادت عضوية الحركة بأعداد كبيرة حتي تم اختراقها من عنصرين ، الأول و كان عناصر موالية للإخوان المسلمين و العنصر الأخر كان عناصر موالية لجهاز الشرطة ، و بعد الإنقلاب الذي حدث علي محمد مرسي من ذلك الديكتاتور القمعي و الجاهل المدعو عبد الفتاح السيسي عارضت الحركة السلطة الممثلة في السيسي ، و بعدها بفترة قصيرة تضائلت عضوية الحركة حتي إندثرت و اصبح ليس لها وجود إلا علي مواقع التواصل الإجتماعي ، و "حركة تمرد" هي حركة شارك فيها بعض الشباب و كانت في الحقيقة صناعة مخابراتية من الدرجة الأولي و لكنها نجحت بكم الدعم الإعلامي الرهيب أن تكسب ظهير شعبي و توقيعات علي حملتها و لكنها إندثرت هي الأخري و اختفت تماما بعد إنقلاب السيسي ، هكذا و إنتهيت من شرح كيف وجدت تلك الحركات ، ننتقل للسؤال الأهم ألا و هو لماذا ظهرت تلك الحركات العفوية ؟! ، هنا يظهر قانون العلة و المعلول ، إن وجدت العلة فيجب أن يكون هناك معلول و إن وجد المعلول فيجب أن توجد العلة ، اذا العلة التي ظهرت بسببها حركة "كفاية" كان قانون التوريث و السياسات الضبابية في ذلك الوقت ، و العلة التي ظهرت بسببها حركة "شباب 6 أبريل" كانت دعوة إضراب السادس من نيسان-أبريل و ما حدث من بعدها من تطورات الموقف من تظاهرات حتي الخامس و العشرون من كانون الثاني-يناير و ما بعدها من أحداث عشوائية ، و علة ظهور حركة تمرد هو وجود الإخوان المسلمين في السلطة ، إذا هنا تحقق القانون ففي ظهور الثلاث حركات سبب أقرب إلي أن يكون واحد ألا و هو السياسات الهدامة للسلطة و أجهزة قمعها المتعددة ، إذا نعود هنا للنقطة المحورية في هذا المقال ، ألا و هي أن تلك الحركات كلها هي حركات عشوائية و عفوية ، ظهرت نتيجة لشئ و إندثرت بعد ظهورها بفترة سواء حققت ما تتمناه ام لا ، و لكن ما رأي و وجهة نظر الماركسية في حركات الضغط الشعبي او ما يجب ان نطلقه عليها ألا و هو إسم الحركات العفوية ؟! ، هذا هو الهدف من المقال ألا و هو إيضاح وجهة نظر الماركسة في تلك المسألة الملحة في البيئة الثقافية المصرية المشوهة و الذي طبعت عليها البرجوازية طابعها البرجوازي للأسف .
أولا : إن الحركات العفوية و العشوائية هي مجال خصب و معرضة جدا للإستقطاب من ناحية البرجوازية ، و هذا يحدث في الغالب أن تطبع بطابع برجوازي ، بل أن تسيطر عليها البرجوازية .
ثانيا : إن الحركات العشوائية تلك ليست مستمرة ، بل لها نقطة بداية و لها نقطة نهاية ، و هي مترددة حسب الأجواء العامة و قابلية الجمهور ، في الغالب هي تندثر و تختفي بعد تحقيق هدفها ، و لكن هناك حالات تختفي لمجرد ركود الحراك الشعبي و تقبله الوضع الذي فرض عليه .
ثالثا : إن تلك الحركات ما هي إلا نتاج عفوية الشارع ، و عشوائية الجمهور ، حتي إنها ليست تنظيماً حقيقياً ، فلا هي حزب ولا هي مؤسسة ، إنما هي نتاج تقلب الحالة المزاجية عند الجمهور و ما يتعرض له من مؤثرات .
رابعا : هي لا تسعي للسلطة و لكنها تسعي لإحداث تغيير ما في سياسات او قوانين او ما تعترض عليه و تناضل ضده و بذلك فهي عبارة عن حالة شبه ثورية مؤقتة بين الجمهور .
خامسا : هي في الحقيقة و من وجهة نظري الماركسية كما ذكرت في السابق مجال للإستقطاب من جهة البرجوازية ، و هذا حدث بالفعل ، حتي إن مطالب تلك الحركات ما هي إلا مطالب برجوازية ، فهي تطالب مثلا بالحرية و الديمقراطية و المساواة و العدالة الإجتماعية ، كل هذا جيد و لكنها تطالب بتلك المطالب من وجهة نظرها "البرجوازية" ، و ذلك لأن أغلبية أعضائها من البرجوازية و الطبقة الوسطي ، فهي تعبر بالتالي عن مصالح برجوازية .
سادسا : هي ليست حركات ثورية بالمعني الماركسي ، هي تعد حركات إصلاحية بحتة تسعي لإحداث تغيير ما في منظومة ما ، بدون إحداث تغيير جزري راديكالي في تلك المنظومة ، إذا فهي برجوازية و إصلاحية ، أشبه بالنيوليبرالية .
لقد أدرك لينين أن المنظمة الثورية يجب أن تستجيب بشكل مباشر لكل المتسجدات والمتغيرات السياسية ، و لكن هل حركات الضغط الشعبي في مصر تعتبر "ثورية" ؟! ، لا هي لا تعد ثورية كما ذكرت في السابق بل هي إصلاحية و ساذجة و لا تعد بروليتارية أيضا و هذا لتمكن البرجوازية منها و تمكن أجهزة الدولة و البرجوازيات الأخري منها ، و هنا نتذكر ما كتبه لينين في "ما العمل" ""أما الأشكال التنظيمية التي تحتاجها الإشتراكية الثورية ، فهي بالتأكيد مستمدة من المهام السياسية التي تطرح نفسها عليها ، في ظل الدولة الأوتوقراطية ، كلما كان تحديد الأعضاء دقيقاً ، بأنهم أولئك الأشخاص المرتبطين بالنشاط الثوري بشكل محترف والمتدربين بإحترافية على فن مراوغة البوليس السياسي ، كلما كان من الصعب الإجهاز على المنظمة"" إذا فالموضوع بسيط و سهل .
إن تلك الحركات الجماهيرية العفوية أساسها الثقافي هو برجوازي بحت ، و في الغالب هو ليبرالي ، إذا هنا نخلتف معهم في نقطة جوهرية ، ألا و هي بعض المفاهيم و تعريفها مثل الدولة ، الثورة ، الصراع الطبقي ، الحرية ، الديمقراطية ، الديكتاتورية أيضا و هنا ديكتاتورية البروليتاريا التي يعتبرونها ديكتاتورية بالمعني البرجوازي .
إن الثورة الحقيقية تأتي بكسر الرأسمالية بل قتلها أيضا و إن العملية هي عملية إقتصاد و نظريات سياسية و ليست بالسهولة التي تراها تلك الحركات العشوائية ، فهم يرون أن إحداث إصلاح هو أمر كافي لتعديل المنظومة و لكن كل هذا كلام لا قيمة له ، إن المسألة كبير جدا ، و حتي إن حققت تلك الحركات غايتها ، ففي ظل هذا الشكل من الحكم أي الرأسمالية سيؤدي الوقت إلي الرجوع إلي ما كنا عليه بل يمكن للأسوء ، لأنه و بسهولة تلك هي الرأسمالية و إن تغيرت اشكالها سيظل مضمونها واحد و هو حرية الأقلية ، الفقر ، القمع ، المرض ، الجهل ، الموت البائس ، و بهذا تختلف تماما نظرة الماركسية للواقع عن نظرة تلك الحركات ، غير أنه كما قال لينين "لا توجد حركة ثورية بدون فلسفة ثورية" ، إن الحزب الثوري المنظم هو السبيل للخروج من هذه الدائرة و إن الثورة أيدلوجيا و تكتيك و نظرية ثورية و تاريخ و تحليل و ليست بعض مطالب عشوائية ، نقطة اخري ألا و هي أن المفهوم الماركسي للمجتمع بشكله الحالي هو بناء (الدولة) علي أعمدة الصراع الطبقي (القائم الأن رغم تمويهه) ، و جزء من العمل الثوري الماركسي هو تعزيز الصراع الطبقي لإحداث الثورة ، و في المقابل نجد أن أحد أهداف الحركات العفوية تلك هو التخفيف من حدة الصراع الطبقي ، في الحقيقة هي تحاول تخديره و تبطيئه ، تلك الحركات العفوية و نضالاتها الكمية ، لن تصب في النهاية مع بعضها البعض ، لن تتراكم كي تحدث تغيير كلي ، إنها ستحدث إصلاح ساذج ، بسيط ، أعتقد أنه يجب أن نناضل كماركسيين ضد تلك الحركات العفوية ، يجب أن نُظهر للبروليتاريا أن تلك الحركات لا فائدة منها ، بل إنها تصب في إضعاف الوعي العام ، في إضعاف الصراع ، في إضعاف الثورة ، يجب أن نناضل ضدها ، إنها تنتهز رفاقنا البروليتاريين ، تنتهز الكادحين .

إبراهيم يونس
27 آب-أغسطس



#إبراهيم_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم يونس - الماركسية و حركات الضغط الشعبي