أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناصر اليونس - قراءة في كتاب -الشخصانية في الفكر العربي المعاصر-














المزيد.....

قراءة في كتاب -الشخصانية في الفكر العربي المعاصر-


ناصر اليونس

الحوار المتمدن-العدد: 5245 - 2016 / 8 / 5 - 00:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الخطاب هو بناء من الأفكار , وهذا البناء يتم بمواد مثل الاستدلال والمحاكمات العقلية ......
والخطاب باعتباره مقروء القارئ يصبح موضوعا لعملية إعادة البناء أي نصا للقراءة , والقارئ عندما يساهم في إنتاج وجهة نظر معينة من الخطاب يستعمل هو الأخر أدوات من عنده ...... ومن هنا اختلاف القراءات وتعدد مستوياتها .
ومن خلال إمكانياتي الطفولية في الفلسفة عموما والشخصانية خصوصا لا أجد من دافع أقوى من "التغير" للولج في هذه الرؤية"الشخصانية" الغير منتشرة كثيرا في ثقافتنا العربية.

"طوبى للمطمئنين لأنهم يرقدون" المجنون العاقل نيتشة

أثارني في هذا العمل هو عدم تجانسه مع حركة التغريب الدارجة في هيكلة الوعي العربي , حيث إن أغلب المشاريع النهضوية –كما تدعي- كانت حالات من الاستحضار الهجين من منبعين مختلفين فالأول الأصولي وموارده الغثة من التراث بعملية سرطانوية بتحميل حوادث تاريخية وأدوات سياسية وفكرية فوق مقدرتها الحقيقية وإسقاطها على الواقع مثل الشورى الإسلامية والاعتزالية العقلانية , وخير مثال على ذلك سيد قطب وما لف لفيفه , والثاني وهو الليبرالي الذي لا يختلف كثيرا عن الخطاب السلفي فهو يرى مثلا (إننا لن ننهض إلا بما نهضت به أوربا ) وذلك مثل الحرية والمساواة والدستور مع النظرة العلمية الموضوعية للكون , متناسيا هذا الليبرالي أن أوربا في تاريخها النهضوي الذي مرت به من مسلسلات نجعلها مراحل حتمية , فيكون بذلك ماركسيا دون أن يدري.
وخير من فك طلاسم هذه الثنائيات النهضة/السقوط , الأصالة/المعاصرة , الدين/الدولة , هو عابد الجابري في عمله القيم نقد العقل العربي وذلك بأكثر من أداة لكن معظمها يسبح في الابسبتمولوجيا التي هي المجال الأعم في الخروج من المأزق الأيديولوجي الذي وقعت به البشرية.
حيث تربعت نصف قرن منذ كتاب كارل بوبر "نقد الايدولوجيا" في فصل قوانين الفيزيق عن علوم الاجتماع ,والمشروع المقدم "الشخصانية"مشروع قديم/جديد في ثقافتنا , وهو محاولة جادة تستحق الوقوف طويلا عندها .
بناء على هذه المقدمة سوف أسلط الضوء قليلا على بعض النقاط

• التراجيديا:
تنطلق الشخصانية منها وإليها تعود بمزيد من الأسئلة لتحدد لنفسها وجودا في الوجود , ويقول بردائيف نقل عن الكتاب نفسه "الإنسان مؤنسن للطبيعة , غير إن الإنسان أيضا كائن مؤنسن لفكرة الله ... وبهذا يؤنسن ذاته "
"الإنسان أراد أن يكون إنسانا بدون الله , لكن الله لم يرد أن يكون إلها بدون إنسان ولذلك أصبح إنسانا "ص 54
استحضرني في هذه الفقرة محاورة لأفلاطون يقول فيها بأنه كانت الكائنات البشرية مدورة وذات جنس واحد وكانت تصل الذرى في جمالها وكمالها حتى باتت تقرع أبواب الآلهة فحينها قرر الآلهة بشق المخلوقات الإنسانية إلى نصفين كي تلتهي بتجميع بعضها البعض وتنسى الآلهة وطموحها تجاهها , والطريف في هذه الدعابة أن ما يحصل واقعا هو راحة وصفاء أني يلي عملية الالتحام بين الجنسين.
وشخصيا أراها كينونة مستمرة ذات طابع ملهاتي لم تنجو به فقط البشرية بل استطاعت أن تقدم من خلاله ثقافة كاملة من أنسنة الوجود ,وأرى إنها لعبا ابستملوجيا بالتعبير السيكولوجي عند غادمير (وهنا اللعب لا يمت للهزل بشيء)

• الايدولوجيا :
يميز الكاتب الشخصانية ب : 1- بأنها ليست فلسفة روحية بل العكس تحاول فهم كل مشكلة إنسانية بقدر اتساع الإنسانية 2- حل المشاكل عمليا , لكي يتكامل هذا مع بقية الحلول وبحسب المستويات الاجتماعية الاقتصادية نفسية وسياسية ......ص68
"الشخصانية لم تكن عقائدية ولا أخلاقية لكن كانت مجهودا لتجسيد الوعي الشخصاني بكل المجالات :فلسفيا, دينيا, جماليا, سياسيا, اقتصاديا "
وبجمع هاتين الفقرتين تشاهد على أنها أيديولوجيا , فهذه المنظومات السياسية والاقتصادية لها سمة مؤسساتية سواء كانت منتظمة بكينونة ذاتها أم لم تكن بحسب تعبير ميشيل فوكو وخاصة في الطب والاقتصاد والعلوم الجنائية , حيث هذه المجالات تبدو من الخارج متصلة لكن ما يُسعى إلى كشفه هو حدود حركة من حركات التطور , ونقطة انعراج منحنى من المنحنيات , وانعكاس حركة منتظمة وأطراف اهتزاز من الاهزازات وعتبة حركة من الحركات ولحظة خلل عملية دائرية , بذلك نلحظ تطور وديناميكية تلك ال لا/منظومات ,فأين دور الشخصانية في نقاط الانفصال في المتصل .

• المنطق الهيغلي "الجدل"
"حبشي لا يريد شخصانية إلا فلسفة جدلية " ص 76
أعتقد أنه ها هنا قد وقع في الفخ الهيغلي , ووضع نفسه في المدرسة المثالية للجدلية , وهذا واضح جليا في وصوله للحقيقة حيث لا تختلف خطواته كثيرا عن الوصول للمطلق عند هيغل , وهذا أمر يلفه الكثير من الغموض فهل أسلم بالمقدمة الأنطولوجية الضخمة التي اعتمدها هيغل بإثبات "مطلقه" لأسلم بالحقيقة , أم هنالك مخارج إبداعية جديدة تنقض كلاسيكية الحداثة ؟


• الواقعية
لفت نظري عند الحبابي تحليله المطول عن الشهادة الإسلامية " لا إله إلا الله" في كونها تثبيت قيمة من قبل الشخص باتجاه الله لتكتمل باتجاه الانتماء ال"نحن"
و شعرت سريعا في السورة الأولى في القرآن الكريم "الفاتحة" , "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. "
فهي أولا منزلة من عند الله وصادرة عنه وبتثبيتها عند الشخص "النطق بها" ,الحمد لله" تصعد دينمكيا لعند الله وتثبت في نفس الوقت حالة انتماء الشخص ال"نحن" في "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ " صيغة جمع .
ولربما أكون مصيب أو مخطئ لكن في كلا الحالتين سيعتبرني التيار السلفي "الأكثرية" مهرطق ومحرف لأصول التفسير وهذا ما جرى حقيقة حين استخدم"منصف الوهايبي " اللعب الغادميري في التراث المقدس الاسلامي .
والسؤال هنا إن كانت ردة الفعل بالإقصاء والانعزال بكل الأحوال, فلماذا لا أمارس قطيعة العروي مع التراث بالمطلق ونبدأ في طرح الأسئلة خارج تراث المقدس الشرقي .



#ناصر_اليونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجيديا الفدرالية
- قراءة في كتاب أساطير الآخِرين لياسين الحاج صالح
- عن العقوبات البدنية
- تجارب وخلفيات الحركات الجهادية في سوريا
- الفيتشية من الخفاء إلى العلانية تطور الرموز ودلالتها


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناصر اليونس - قراءة في كتاب -الشخصانية في الفكر العربي المعاصر-