محمّد نجيب قاسمي
الحوار المتمدن-العدد: 5240 - 2016 / 7 / 31 - 12:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مثلما كانت الديمقراطية انتاجا اغريقيا خالصا في ممارسة الحكم يدير دواليبها السادة بعيدا عن شواغل العبيد والنساء والمهمشين كانت مسرحيات الماساة والملهاة انتاجا اغريقيا خالصا في الفنون يتسلى بها السادة النبلاء حتى يتطهروا من مشاعر الشفقة والرحمة بعد أن يقسوا على ضعاف البشر تحت سطوتهم.
واليوم يتكرر الأمر بوجهين في تونس حيت تدور تحت قبة البرلمان الشبيهة بمسارح الإغريق ملهاة ماسوية مغلفة بمقولات الديمقراطية وتمثيل الشعب كتب نصها تجار برامج انتخابية وهمية و مخرجوها سياسيون قذرون فاشلون وممثلوها في اغلبهم منافقون يناقضون أنفسهم بين الجملة والاخرى .
أما الشعب فهو غافل عما يدبر باسمه وإن تابع البعض منه ما يجري فإنه يصيبه الغم والكمد بين المداخلة والاخرى..
لقد جاؤوا يا سادة منذ عدة أشهر برئيس حكومة ووزراء اشادوا بخصالهم وكفاءاتهم وجديتهم حتى ظن البعض أننا سنصبح في جمهورية افلاطون الفاضلة .ودارت الايام ولم نر سوى التردد والعجز وبقي الامر على حاله من التراجع الاقتصادي والتازم الاجتماعي وانسداد كل الافق وتلهى الكثيرون بصراعات حزبية تافهة ووجد اخرون الفرصة للتنفذ بل تحولت الحكومة الى ماكينة لعرض مشاريع القوانين التي لا يستفيد منها سوى أباطرة المال والمستثمرين الاجانب .
وهاهم اليوم يجلبون "الصيد" تماما كما كان يجلب الرومان الأسود الجائعة لتلتهم المساكين ممن خرقوا قوانين السادة .ولكن الأمر هذه المرة ورد فيه تعديل طفيف حيث جيء ب"الصيد " ليلتهمه مروضوه ويتسلوا به كي يحرشوا طباعهم أكثر للمناصب الوزارية..
وتحول المشهد إلى خليط من المسرح الارسطي والكلاسيكي والسريالي..حيث فاضت لدى الكثيرين الوجدانيات تجاه الصيد وذرفوا عليه دموع التماسيح في ذات الوقت الذي يعلنون فيه فشله والتصويت ضده..وبات "النبيل" الحاضر لموكب تابينه متابعا هادئا لنهايته التراجيدية وكل مرة تؤدي الجوقة chœurs جولة من التصفيق ....
وهنا أتوقف عن الكتابة نتيجة الشعور بالضيق واختم بتوجيه التحية لنائبين من النواب الذين اثاروا اهتمامي وهما عبد المؤمن بن عانس وفيصل التبيني علما وأنه لا تربطني بهما أية معرفة سابقة او انتماء حزبي...
#محمّد_نجيب_قاسمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟