عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 5236 - 2016 / 7 / 27 - 21:59
المحور:
الادب والفن
ضَامَكَ الشوقُ
عبد الفتاح المطلبي
****
ضَامكَ الشوقُ فانتضيتَ الأماني
نصلُها اليأسُ والضحــايا الثواني
****
جيشُها الوهمُ والعَتـــــادُهمومي
وفؤادي العدوُّ فـــــــــي الميدانِ
****
وأوار الحنيـــــــــــن يشتدّ حتى
شبتِ النار فــــــي حطامِ كياني
****
أولُ الفوتِ سربُ نبضٍ مروعٍ
يشتكي عارضاً مـــــن الرجفانِ
****
صالَ مــــــا بيننا الفراق فأردى
كلّ نبضٍ يخيبُ فــــي الإمتحانِ
****
باحثاً عــــــــن ضحيةٍ لا تبالي
إنْ تهاوتْ وإن ســـــــمتْ سيّانِ
****
ذاك قلبي الذي ترجـــل طوعاً
صائحا يا لمحنـــــــةِ الإنسانِ
****
ضاعَ بينَ الضلوعِ يطلبُ عوناً
فلقد ملّ عربـــــــــــداتِ اللسانِ
****
كدتُ من بيــــن مهجةٍ وشغافٍ
أن أراهُ وكــــــــــادَ يوما يراني
****
غيرَ أني نفختُ فيــــــهِ فأضحى
طيرَ شوقٍ إلــــى الحنينِ دعاني
****
هزّ عِطفيهِ بين ضـــــلعٍ وضلعٍ
وشكا من خيــــــــــانةِ الخلانِ
****
لمْ يطقْ في الضلوعِ صبراً فغنى
مشجياً فــــــي أنينهِ غصنَ بانِ
****
فإذا النهرُوالنخيــــــــــل وسِدرٌ
جوقةً مـــــــــــــن قياثرٍ وقيانِ
****
وإذا الروحُ خمـــــــرةٌ وكؤوسٌ
وإذا الكونُ لم يكنْ غيـــرَ حانِ
****
فخلعتُ العذارَ ســــــــاعةَ ليلٍ
وتركتُ االنهـــــــــار للهذيانِ
****
أيها الليلُ لا مشـــــــــاحةَ أني
قاب حلمٍ من اقتطاف الأماني
****
فأعنّي على الشجا أنت أدرى
بالذي فيك مـــن شديد الهوانِ
****
لم يكن صبريَ الطـويلُ بمجدٍ
كانَ أحرى بـــــي اتّقاءَ السِنانِ
****
عاجزاً كنـتَ والمضاميرُ شتّى
كجوادٍ كبــــــــا بأوجِ الرهانِ
****
إن بيضَ المُدى تجـوسُ بروحي
مثلَ عُجمٍ تخاطبــــــــوا بالبنانِ
****
أسرَفَ الدهرُ بالفجيـــــعةِ نشراً
منذُ أوروك والخليــــــل وماني
****
ذهبَ العمرُ جُلّهُ والبــــــواقي
بين ناءٍ عـــــن االرجاءِ وداني
****
فصَبتْ مهجتي وراحـتْ تُغني
وتجنت فصارَ ســـجني جَناني
****
رشفةٌ مــن رضابِ ثغرٍغويٍّ
قد تساوي خمورَ كــلِّ الدنانِ
****
فلماذا أحلتنــــــــــي لجحيمي
أنا يا رب من جحيمي كفاني
****
لم أعد أستطيـــع فردَ جناحي
أنا أسلمتُ للريـــــــاحِ عِناني
****
جُنّتي من أساهُ محضُ جنوني
ربّ مُجنىً عليـــه لاذَ بجاني
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟