هجمات إرهابية تهز نظام بغداد العميل

طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5213 - 2016 / 7 / 4 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كتب Thomas Gaist مقالا بعنوان
Terror attacks shake US-backed Baghdad regime
"هجمات إرهابية تهز نظام بغداد العميل للولايات المتحدة"
المنشور في
World Socialist Web Site
https://www.wsws.org/en/articles/2016/07/04/iraq-j04.html
اترجمه ادناه بتصرف ضئيل.
------------------
اسفرت انفجارات سيارات متعددة ملغومة في بغداد الاحد الماضي عن مقتل حوالي 125 شخص وجرح 150 شخص آخرين. وزعمت مواقع وسائل الاعلام على الانترنيت المرتبطة بداعش مسؤوليتها عن الهجمات، مدعية انها كانت موجهة ضد الشيعة، الذين يٌعتبرون من المرتدين حسب هذه الجماعة الأصولية السنية الرجعية.

وقع هذا التفجير، كحلقة من سلسلة من الهجمات الإرهابية الكبرى، في حي للطبقة المتوسطة في بغداد, الكرادة, التي يقطنها الشيعة والسنة وغيرهما الكثير. انفجرت القنابل بعد منتصف الليل، عندما كانت الشوارع مزدحمة بالعوائل التي انهت صوم رمضان, وكان ما لا يقل عن 25 من القتلى هم من الأطفال.

وتأتي هذه الفظائع المروعة في أعقاب هجمات إرهابية مماثلة في اسطنبول وبنغلاديش وكابول، والهجوم السابق في بغداد على يد مهاجم يحمل سكينا.

في بيان يوم الأحد الماضي, قالت إدارة أوباما ان "الهجمات ستعزز فقط عزم الولايات المتحدة على دعم قوات الامن العراقية."

وقال بيان لمجلس الأمن القومي الأمريكي: "إن الولايات المتحدة تدين بشدة الهجمات الإرهابية البشعة في بغداد". واضاف البيان ان الادارة الامريكية سوف تكثّف جهودها "للقضاء على شبكة داعش الارهابية وقادتها."

ويأتي الهجوم وسط تصاعد شامل للعمليات العسكرية ضد داعش في العراق، الذي يشمل كلا من القوات العراقية و قوات التدخل العسكري الأمريكي المتجدد من قبل إدارة أوباما الذي بدأته في صيف عام 2014, حيث أرسل أوباما قواته بعد ثلاث سنوات من سحبها, ردا على زعزعة الاستقرار الذي يهدد حكومة بغداد المدعومة من قبل الولايات المتحدة عن طريق الاستيلاء على مناطق واسعة من غرب وشمال العراق من قبل المتمردين السنة.

على خلفية التصريحات الاخيرة بالاتتصار على داعش و"تحرير" الفلوجة، تستعد حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لهجوم آخر على مدينة الموصل الشمالية، والذي من المتوقع أن يستمر لأشهر ويسبب في تهجير 500000 شخص على الاقل. ان تفجيرات أحياء بغداد، بعد أيام فقط من جولة النصر التي قام بها العبادي في الفلوجة، هي ضربة مذلة لحكومة تزعزها الاضطرابات السياسية.

زار العبادي حي الكرادة صباح الاحد الماضي في عرض للتعاطف أثار غضب السكان الثكلى. تجمعت حشود للتنديد برئيس الوزراء بأنه "لص" و "كلب"، مما اضطر قوات الأمن للاسراع باخراجه من المنطقة.

كان تفجير يوم الاحد هو أحدث مظهر من مظاهر انهيار متزايد لحكومة بغداد النيوكولونيالية المثبّتة في السلطة في بغداد من قبل المحتل الامريكي بعد غزوه العراق عام 2003. ان هيكل الدولة الوطنية المركزية في العراق هو قشرة جوفاء، وذلك يسبب سيطرة الفصائل الطائفية والعرقية على معظم البلاد. والتوترات الطائفية التي اشعلتها وزادت واشنطن من لهيبها, لتحيلها الى حرب اهلية تجتاح العراق, تهدد وجود نظام بغداد المدعوم من قبل الولايات المتحدة.

يهدد اشتداد الصراعات الطائفية وتأجيج الصراع على السلطة الإقليمية باندلاع حرب اوسع واشمل في الشرق الأوسط. دخلت ميليشيات شيعية لها علاقات مع الحكومة الإيرانية في صراع قوات الأمن العراقية أثناء حملة الفلوجة، مما دفع زعماء السنة للمطالبة باستبعاد كل التشكيلات الشيعية من هجوم الموصل المُرتقب. ونددت الاسبوع الماضي اطراف سعودية بايران لزعزعتها "الاستقرار في الشرق الأوسط", مستشهدة بدعم طهران للميليشيات الشيعية المُتهمة بارتكاب فظائع في الفلوجة، مما دفع بغداد الى إدانة تدخل الرياض في الشؤون العراقية.

ان سنتين من الحرب المتجددة ضد العراق, التي بدأت الولايات المتحدة بشنها في عام 2014، تحت ستار الشعار المُخادع "الحرب على الإرهاب" و "الحرب ضد داعش", قد نجحت فقط في تعميق الفوضى الطائفية. وبغداد نفسها حاليا تعاني من سيطرة وهيمنة الجيش والشرطة، وهو تدبير تتخذه الحكومة ليس خوفا من الهجمات الإرهابية, قدر خوفها من الشعب.

وتواجه حكومة العبادي أزمة سياسية متصاعدة. فقد ألهبت الحكومة بهجومها على الفلوجة التوتر بين السنة والشيعة وسط تقاريرعن مذابح من قبل الميليشيات الطائفية في الجانبين. وإصلاحات العبادي السياسية,التي تهدف إلى إخماد الانقسام الطائفي داخل حكومة بغداد، قد تم كبحها من قبل المعارضين السياسيين في القضاء العراقي.

تستعد واشنطن لدعم عملائها في بغداد وتأكيد هيمنتها على البلاد من خلال نشر المزيد من القوات الامريكية. قال الجنرال الأميركي شون ماكفارلاند في الاسبوع الماضي انه يريد نشر ما لا يقل عن 400 جندي إضافي في العراق في خريف هذا العام، مع أو بدون موافقة رئاسية. وتضغط وزارة الدفاع الامريكية على إدارة أوباما للسماح بارسال المزيد من القوات الامريكية الى العراق قبل نهاية عام 2016

تلتزم القوات العسكرية الأمريكية بخوض حرب لا نهاية لها ومتزايدة في العراق. ان عدد القوات الأمريكية بالفعل في العراق هو اعلى من "السقف" الرسمي المٌعلن عنه من قبل البيت الأبيض، حيث يٌعترف رسميا بوجود بما يزيد على 5000 عسكري. والآلاف من الجنود ومشاة البحرية الأمريكين الذين يحملون أسلحة ثقيلة, بما في ذلك فصائل المدفعية والدبابات وطائرات الأباتشي، يهيئون لحرب واسعة النطاق في العراق.

إدارة أوباما والحزب الديمقراطي، لأسباب سياسية، تميل الى تأخير وتقليل التصعيد العسكري في العراق إلى ما بعد انتخابات نوفمبر، في محاولة لتنأى بنفسها عن الحروب المكروهة من قبل قطاعات واسعة من شعب الولايات المتحدة. وهم يفوضون, في نفس الوقت, وزارة الدفاع الأمريكية لخلق الظروف التي تؤدي الى المزيد من التصعيد في العراق وسوريا، وعالميا, في العام المقبل، وذلك بعد اجتياز العقبة السياسية للانتخابات.

#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات