ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5213 - 2016 / 7 / 4 - 09:29
المحور:
الادب والفن
تأملت في المرآة
وحدقت في وجهي
هذا الوجه الضائع والمصدوم
وبصقت عليه
تفو
غير أنه لم يغضب
بل إبتسم بسخرية لاذعة
وكان جميلا وبهيا
حتى أنني ندمت
فعدت أجففه من البصق
وأمسح عنه غضبي وفورة أعصابي
بقبلات صادقة
لكن المرآة حالت بيننا
فالوجه كان زجاجيا
وكان يحاكيني في بكائي وحركاتي
كان قردا دروينيا
وسألته
ياوجهي ياظلي
أوليس لك سوى هاته الإبتسامة وهذه السخرية
والأنانية الضرورية ؟
أليس بوسعك أن تمتلك الأشياء الأخرى ؟
الخطيئة أيضا لها مكانتها ومستقبلها في الحياة
فلما تتجاهل الحقيقة ؟
إيتسم الوجه وأجفل عينيه
كان يحدق في الداخل
في الأغوار
في الظلمة التي خفت عن الآخرين
وكنا نرى معا
ذلك الجنين النوراني
الذي لا تفصح عنه لغة ولا إدراك عادي
فكنا نبتسم هذه المرة ونحن مجردون من السخرية
فقد إنتصرنا
نعم وتألهنا
كنا نتمتع بألم لذيذ
وكنت أحملق في الوجه الضائع المصدوم
دون أن يكون مصدوما حقا .
/////////////////////////////////////////////
تطوان صيف 1974
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟