|
قَول الحقيقة ... وإزعاج الناس
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 17:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
* حكومات العراق المُتعاقِبة ، أثبتَتْ أنها لا تعير أي إهتمامٍ للناس ، وتُدير ظهرها لمتطلبات الشعب ، من خدماتٍ متنوعة ، وتوفير الأمان وصيانة الكرامة . ينطبقُ عليهم ، أي على حكومات المُحاصصة الطائفية والقومية ، المقيتة ، قَول " ماكس لوكادو " : ( الرجل الذي يريد ان يقود الأوركسترا ، عليهِ ان يعطي ظهرهُ للجمهور ) . وهذهِ الطبقة الفاسدة الحاكمة ، والتي تعزفُ لحناً نشازاً ، على أوتار النهب والسرقة والإحتكار والتشبُث بالسُلطة ... طالما أدارَتْ ظهرها ، للجمهور . وستبقى تفعل ذلك ، طالما بقى الجمهور صامتاً ، سلبياً ، خانِعاً .. مُصّفِقاً لللحن النشاز . * ( " الكِذب والخِداع والغِش " ... أنها ثلاثة حُفَر .. وإذا سَقَطَ القائِد في أحدها ، سقطَتْ الثِقةُ من قلوبِ أتباعهِ ) . كما وردَ : إذا سقطَ في أحدها ، فكيفَ إذا وقعَ فيها كُلها ؟ بل ان قادتنا ، وحتى بعد مرحلة صدام ، ليسَ فقط وقعوا في حُفَر الكِذب والخِداع والغِش ، وإنما تمّرَغوا في مُستنقِع الخيانة وجمع المليارات الحَرام وتجويع الشعب ، أيضاً . هنالك علاجٌ بسيط وعادِل ، لهذهِ الآفة : وضع هؤلاء القادة ، في تلك الحُفَر ، وردمها جيداً . * عّوَدنا القادة ، على إناطة المسؤوليات الأمنية الحّساسة ، بأقرباءهم وأتباعهم الحزبيين والعشائريين ، فقط . وكلنا نتذكر ، قُصّي صدام ، الغر ، وهو يقود فيالق الجيش ، او عزت الدوري وعلي المجيد ، يقودان مناطق بأكملها ... وكان ذلك من أحد الأسباب المُهمة ، للهزائم المُنكرة ، وإضمحلال هيبة الجيش والقوى الأمنية . ورأينا أيضاً ، أحمد المالكي ، يقود حمايات جّرارة ويعيث فساداً في بغداد .. ناهيكَ عن عشرات قادة الميليشيات الطائفية المجرمة ، التي خّربَتْ العراق من أقصاه الى أقصاه . والغالبية العُظمى ، من هؤلاء " القادة " ، يقودونَ من مكاتبهم الفخمة ، وينسبونَ ما يُسّمونهُ هُم " إنتصارات " ، لأنفُسهم . قالَ نابوليون ( ما أسهل أن تتحدث عن الشُجاعة ، وأنتَ بعيدٌ عن المعركة ) . * عندما نشاهد رئيس الوزراء البريطاني ، مثلاً ، أو الرئيس الفرنسي ... يعترفانِ بمسؤليتهما ، عن الأخطاء والسلبيات ، في بلديهما ، الناتجة عن سياستهما .. ويتعهدان ببذل كل الجهود ، في سبيل إصلاح الاوضاع . نشعرُ بالعار ، حين نرى قادتنا وهُم يُبّررونَ الأفعال الشنيعة ، ويتسترون على الأخطاء القاتلة ، ويُدافعون ضِمناً عن مافيات الفساد . " هنري بيشر " يقول عن القائِد الحقيقي : ( القائِد لا يُقّدِم الأعذار لنفسهِ ) . * حينَ تكون جالساً في شُرفتِكَ المُطِلَةِ على الشارع القريب .. وترى بوضوح ، ان سيارةَ أحد معارِفكَ ، صدمتْ شخصاً ، ولم يقف ، بل هربَ فوراً .. وأنتَ مُدرِك بأن الذي تعرفه ، مُستهتِر وسئ . ولكن حين تأتي الشُرطة وتسألكَ ، بإعتبارك كنتَ قريباً ورأيت الحادث عن كثب . تّدعي بأنكَ لم ترَ شيئاً ولا تعرف أوصاف السيارة . لا فَرقَ كبير بينكَ وبين الجاني . حينَ ترى ظُلم الحُكام وفساد القادة ... وتنظرُ الى مطالب الجماهير المتظاهرة والمعتصمة ... وتتفلسف وتقول أنكَ لستَ مع الإثنَين أو أنك مُحايِد ، فلا فَرقَ بينكَ وبين الظالِم . وكما قالَ " مارتن لوثر كنغ " : ( أسوأ مكانٍ في الجحيم ، محجوزٌ لهؤلاء الذين يقفون على الحِياد ، في أوقات المعارِك الأخلاقية الكبرى ) . * على إفتِراض أن هنالكَ " جحيماً " .. وعلى إفتراض أنني سأكونُ من نُزلائه ، فلا أريد ، على الأقل ، أن أكونَ في " أسوأ مكانٍ فيه " . ولهذا فأنا اُحاوِلُ جاهِداً أن أستمع إلى قَول " باولو كويلو " : ( قَول الحقيقة وإزعاج الناس ، أفضلُ ، من الكِذب لإرضاء الناس ) .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحرير الموصِل
-
بين شبابٍ نَكِرات .. و - مُناضِلين - مُعّتَقين
-
جّوِعْ شَعبَكَ ... يثورُ عليك
-
داعِش ... الذَريعةُ والغِطاء
-
حُكامٌ أثرِياء ... وشعبٌ جائِع
-
قاموس البذاءة
-
حَولَ حزب العمال الكردستاني PKK
-
ناقِل الكُفر .. ليسَ بِكافِر
-
شُبهُ إنسان
-
مِشط الخِبرة
-
أي شبابٍ وأي مُستقبَل ؟
-
إرهابُ دَولة
-
العملُ والمَناخ
-
فَسادُ قَومٍ .. عندَ قَومٍ إستثماراتٌ
-
الدائِرة الجهنمِية
-
رَحيل
-
بْجاه العّباس أبو فاضِل
-
إرفَع رأسَكَ وأنْظُر إلى الأمام
-
مَنْ مازالَ يُصّفِقُ للأحزاب الحاكمة ؟
-
كُردستان تُركيا ... تشتعل
المزيد.....
-
مارك زوكربيرغ يتجاوز بيزوس ليُصبح ثاني أغنى رجل بالعالم.. كم
...
-
مصدر أمني لبناني لـCNN: حزب الله فقد الاتصال بهاشم صفي الدين
...
-
هايتي: عصابة -عصابة غراند غريف- تقتل 70 شخصاً وتُجبر الآلاف
...
-
رغم التراجع.. كومباني لا يرى سببا لتغيير طريقة لعب بايرن
-
-ذكرى الخس- سخرية في لندن من ليز تراس رئيسة الحكومة السابقة
...
-
بن جاسم يحذر إيران وإسرائيل من تجاوز الخطوط الحمراء
-
العراق: دفاعنا الجوي قادر على حماية أجوائنا والدفاع عن سيادت
...
-
-رويترز-: الإمارات تصدر أول رخصة لأنشطة القمار بالخليج
-
قناة Welt الألمانية: حلف الناتو يعتزم تشكيل 49 لواء جديدا
-
فيتسو ينوي زيارة موسكو بمناسبة ذكرى نهاية الحرب العالمية الث
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|