أنت نصف المشهد

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4958 - 2015 / 10 / 17 - 13:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

_ الخير محور الأديان وأسطورتها
_الموضوعية محور الفلسفة وأسطورتها
_ الحقيقة محور العلوم وأسطورتها (كشفها, الوصول إليها_ معرفة الواقع وقوانينه)
تلتقي المحاور الثلاثة في وعد السعادة. الدين يعتبرها بعد الموت_ في الحياة الأخرى. الفلسفة تعتبرها في العقل والوعي (خارج الجسد). علوم الانسان تعتبرها في الصحة الجسدية والعقلية والعاطفية والاجتماعية_ والروحية...هذا الجانب أيضا سأعود إليه في نصوص قادمة.
* * *
فكرة تودوروف أل....(شعرية):
نسي الفلاسفة أو تناسوا لعشرات القرون المشهد المباشر_ والمستمر.
افترضوا أصل الانسان حلبة مصارعة, ذلك الوهم الذي كرسه هيجل عبر جدلية السيد والعبد الشهيرة. وتغافلوا عن أصل الفرد, الذي يتكر أمامنا كل يوم!
غرفة نوم تجمع امرأة ورجل في حالة شغف وحب, او رغبة غريزية على الأقل.
خلاصة تودوروف أن المشاركة والتعاون هي العلاقة الانسانية الأصلية والأولى, والصراع هو العلاقة الثانوية.
* * *
الفارق والحد بين علاقة الحب والتعاون أو الصراع والتدمير, يمكن تكثيفه عبر حزمتين_ أولى داخلية والثانية خارجية. عناصر الشرط الخارجي هي المصالح المادية والظاهرة_ متوافرة ومعروفة في الدراسات الاجتماعية والتاريخية وفي الفكر السياسي خصوصا, وفي علم النفس تركز النظرية السلوكية على هذا الجانب.
بينما عناصر الشرط الداخلي(درجة نضج الشخصية_ في الجانب الفردي) حيث تتركز نظرية التحليل النفسي_ او درجة تحضر المجتمع, والمستوى الأخلاقي_ المعرفي والعقلي الذي بلغه.
* * *
كل ظاهرة اجتماعية يوجد ما يقابلها في الجانب النفسي (العقلي والعاطفي) لدى الفرد.
سأكتفي بمقابلة سريعة بين الفاشية كمرض اجتماعي_ سياسي شديد الخطورة, ونظيره الفصام كمرض نفسي_ عقلي بنفس درجة الخطورة.
الغارق بينهما في مدى وإمكانية التدمير بالفعل. أو بعبارة ثانية الفارق في المقدرة وليس في الرغبة, قدرة فرد مقابل قدرات مجتمع.
الفاشية قاع العنصرية, وتمثل الحضيض في حالة الانحطاط الاجتماعي (اسفل سافلين)..رفض أصغر وادنى اختلاف_ وتدميره الفوري.
اتجاهان فقط_ مع القطيع او إلى المحرقة.
جنون العظمة قاع الفصام ونهايته. تمركز ذاتي مطلق ونكوص إلى مرحلة الطفولة الأولية.
مجنون العظمة لا يحتمل الآخرين إلا كأتباع ومعجبين (تطيعني أو أدمرك) المشترك بين الديكتاتور والفصامي.
* * *
هل توجد حدود أو معايير (موضوعية) للصحة العقلية والنفسية بشكل عام؟
مشكلة التحديد, الحلقة المفقودة بين العلم والفلسفة. أحاجي وألغاز زينون الأليائي بقيت لعشرات القرون تسحر العقول, وترهبها أيضا.
كيف يمكن تحديد (وبدقة) القريب والبعيد, او الكبير والصغير أو الشكل والمضمون, او أي شيئ او ظاهرة!؟
الخطوة الأولى والأساس التواضع. الموضوعية بالمعنى الفلسفي والسلامة العقلية بالمعنى النفسي وقصد الخير بالمعنى الديني.
هذا هو القانون الأساسي, المشترك والموروث أيضا. يوجد استثناءات بشكل دائم_ بالتأكيد.
لكنه في الغالب يوجد كذريعة أو تبرير للجشع والنقص الشخصي( الأخلاقي والمعرفي). وهذا هو المنجز الفكري للتحليل النفسي_ ولفرويد على وجه الخصوص.
_ هل كل شيئ نسبي!؟
إن اجبت بنعم, ماذا عن الأخلاق, والقوانين الموضوعية.
وإن كان جوابك لا, كيف تحدد ذلك, وتثبته منطقيا, وفي الممارسة تتجنب العدمية واللامبالاة!
المشترك إلى اليوم بين الدين والفلسفة والعلم: احترام المنطق, الانسجام وعدم التناقض.
_ اعتذر, سأعود إلى هذه الأسئلة في نصوص مستقلة, قادمة.
* * *
ثلاثة أسئلة جوهرية, كيفية معالجتها والاجابة الشخصية_ والاجتماعية عليها....تصل إلى التواضع والحكمة أو جنون العظمة والفاشية.
1_ سؤال العيش_ ماذا أريد من الحياة؟
سؤال أولي وبديهي وغريزي, تشترك فيه الكائنات الحية جميعا. ميزة الانسان ,ومشكلته ايضا, يتوجب عليه التوقف بعد النضج_ ثم تغيير الاتجاه.
قدرة الانسان موجودة (بالقوة) في جميع الأفراد_ إمكانية التوقف الفعلي عن الدوران في حلقة الجشع: الرغبة والمعرفة والقوة الكلية( النرجسية والتمركز الذاتي).
2_سؤال الوجود_ ماذا تريد الحياة مني؟
هو سؤال النضج والجكمة. يفسد حياته كل فرد يتأخر عن الجواب الملائم_ تطرحه الحياة عليه بشكل مستمر لبقية العمر.
3_سؤال المعنى_ماذا أريد من حياتي؟
مع سؤال المعنى تتكشف غبطة الوجود( وليس قبل _تلك الحكمة والخبرة الموروثة والمشتركة)) التي صاغتها مدارس التصوف والتأمل في الثقافات المختلفة.
* * *
أنت ايضا في مواجهة_ الضلال أو الذاتية أو الوهم
_ مشاعرك هي مسؤوليتك

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات