أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 8 -














المزيد.....

نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 8 -


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4945 - 2015 / 10 / 4 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقوق الإنسان والغياب المزدوج
كذلك الحال مع حقوق الإنسان في العراق لم تضف " التجربة الديمقراطية " العرق طائفية أية ملامح إنسانية لهذه الحقوق ، وفي مختلف المجالات من ابسطها تلك المرتبطة بحق السكن والعيش والعمل وتحقيق الذات ، وانتهاء بما يحيط المواطنين من قوانين وبيئة وأعراف اجتماعية ومؤسسات خدمية وصحية وأمنية .. الخ ، فكل هذه الحقوق تفتقد إلى وجودها العملي الواقعي لدى المواطنين العراقيين ، وذلك بسبب انعدام وجود الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة ، حيث علمتنا هذه التجربة ضمن قيادتها وتخطيطها اليومي والمستقبلي ، أنها تجربة طارئة وغير مهنية ، بالرغم الإمكانيات المادية المتاحة لها ، ومع ذلك مازالت القوانين لا تراعي الإمكانية في التطبيق والعدالة والمحاسبة والمراقبة والتخطيط للمستقبل .
إن خارطة السكن والعيش والعمل تنتمي إلى الحدود والأماكن البدائية ، المتخلفة عن ركب الحداثة والحضارة ، حيث لم نشاهد مدن عصرية راسخة في الأرض ، يقبل عليها المواطنون من مختلف طبقاتهم ، ولم تولد لدينا أية مؤسسات او مصانع عمل وعلم من خلالها يستطيع الفرد إيجاد ذاته ومن ثم تنميتها وتطويرها ، كذلك الحال مع البيئة انقسمت في ملوثاتها من بيئة معنوية إلى بيئة مادية ، الأولى عشائرية وطائفية وعنفيه والثانية انقسمت بإشكالها أيضا إلى مائية وهوائية والكترونية وصحية ودوائية .. الخ ، ولان هذه التجربة يحكمها كما أسلفنا سابقا جميع العناصر الفاقدة للأهلية العلمية التخصصية ، فضلا عن وجود دور المحركات الخارجية في إطالة واستمرار وجودها وفسادها ، لذلك تغدو مسالة تحقيق تجاوز لهذه الفقدانات للحقوق والملوثات المتواصلة لحياة المواطنين ووجودهم أمر في غاية الصعوبة ، حيث أعطت الكثير من النتائج السلبية التي يعانيها العراق ومنها الحرب الطائفية والهجرة والنزوح ووجود الإرهاب بمختلف أشكاله وأدواره المادية والمعنوية .
إن حقوق الإنسان في العراق غائبة عن الوعي الاحتجاجي ألمطلبي لدى المواطنين ، حيث بالرغم من : -
1- استمرارية الفقدان وانعدام الوجود لهذه الحقوق
2- كثرة منظمات المجتمع المدني الموجودة في العراق
3- وجود وزارة تعنى بحقوق الإنسان
4- فضلا عن كثرة الأحزاب والتشكلات السياسية
لم تنمو ضمن حدود النسبي الاكثري أية مظاهر حقيقية للرفض والاحتجاج ، حيث ظلت هذه الحقوق غير معرفة إلى الجماهير ، وذلك لأسباب تتعلق ب
1- وجود الفراغ الاجتماعي لثقافة الاحتجاج والرفض لمجمل الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها المجتمع العراقي ، وذلك الفراغ ناتج عن مجموعة عوامل ثقافية واجتماعية وسياسية موروثة من الأزمنة الدكتاتورية ، وصولا إلى الأزمنة الطائفية ، تلك التي تواصل الفراغ فيها أكثر فأكثر ، حيث الانتقال من ثقافة الخوف والخنوع إلى ثقافة مزدوجة بل متعددة الرؤوس تشمل الخوف من الماضي والحاضر والمستقبل ، الأمر الذي جعل الخضوع والاستكانة أشبه بالمرض المزمن لدى المجتمع العراقي .
2- وجود التعبئة الطائفية والدينية ، تلك التي تجعل الحقوق الإنسانية بمثابة الثانوي أو المهمل ضمن أولويات المواطنين ، حيث تعمل هذه التعبئة على إلغاء أو إسكات الضمير الداخلي لدى المواطنين ، لحجج سياسية طائفية ودينية ، بتم بثها من خلال الإعلام بجميع أشكاله المرئية والمسموعة والمكتوبة .
3- وجود أكثر الأحزاب السياسية داخل السلطة من حيث المشاركة والاستحواذ على هذه الغنيمة أو تلك من الوزارات الخدمية والإنتاجية ، وخصوصا من الأحزاب الإسلامية بشقيها الطائفي الشيعي والسني ، فضلا عن القومي منها العربي والكردي .
4- انعدام وجود المعارضة التي تشتغل على وعي المفقودات اليومية من حاجات ومشاكل الجماهير ، وما موجود يتمثل في الإعلام الذي تدعمه هذه الجهة أو تلك ، وبالتالي تكون حدود التوعية والمطالبة بالحقوق في غاية الادلجة والانتماء إلى الأجهزة الطائفية والقومية على حد سواء .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 7 -
- نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 6 -
- نقد التجربة الديمقراطية في العراق -5-
- نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 4 -
- نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 3 -
- نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 2 -
- نقد التجربة الديمقراطية في العراق 1-1
- نداء
- رسالة الى الازهار
- مشاهدات من عصر الزنابير 2 (حوار السجن والسجناء )
- مقال في الادلجة السياسيىة
- مشاهدات من عصر الزنابير
- غثيان يومي
- زقاق بلا صبايا
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 5-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 4-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 3-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 2-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 1-5
- مقدمة حول المعرفة التاريخية


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 8 -