|
من دون أي شغف
زين اليوسف
مُدوِّنة عربية
(Zeina Al-omar)
الحوار المتمدن-العدد: 4935 - 2015 / 9 / 24 - 22:34
المحور:
الادب والفن
حسناً حسناً سأنصاع باقتناعٍ شديد لطلبكِ المتذمر بأن أكف عن الكتابة عنكِ بعد أن أغمس كلماتي في محبرة الشغف!!..نعم قررت أن يكون هذا هو يومي الأول من دون أي قطرةٍ واحدة من الشغف تجاهكِ و لأثبت لكِ هذا الأمر سأبدأ بالحديث عنك..نعم سأتحدث معك و عنك من دون وجود الحد الأدنى من الشغف في كلماتي و الذي منعتني من ممارسته في حضوركِ و حتى في غيابكِ و لهذا لكِ ما أردتِ!!.
أتعلمين أنني لا أتمنى عندما أستيقظ من النوم أن تكوني في تلك اللحظة مستلقيةً بجانبي..لا أتمنى أن تكوني هنا في هذا الحيز الضيق الذي بجانبي لأراقب جسدك العاري المستلقِ بجانبي بسلامٍ نفسي يعجز عن تحقيقه أي داعشي يُمارس نحر الآخرين ليل نهار من أجل ربه..لا أرغب في أن أراقب ذرات الغبار و هي تتراقص بهدوء في مسرحٍ هو أشعة شمس تتسلل من بين ستائر لا تستر عُرينا أو حتى شبقي بكِ.
لا أرغب في أن أوقظك من النوم بصوتٍ تمتلئ مقاطعه بلذة نومٍ مضى و لكني في ذات الوقت لا أفكر بأن أتمادى فأوقظك بقُبلاتي التي تصدر من شفتين لا تكفان عن إدمان لذتكِ و لا تكفان عن التوسل إليَّ بأن لا أبعدهما عنكِ..لا أفكر في أن ألتصق بكِ لأوقظك و لا أفكر بأن التصاقي بكِ هو أمر كافٍ جداً لتستيقظ بسببه جميع حواسك لتبحث هي الأخرى عن القليل من اللذة الصباحية.
لا أرغب في أن أكون ذلك الشخص الذي يكون معكِ في مكانٍ عام و يقرر فجأة و من دون أية مقدمات أن يقبلكِ أمام الآخرين فقط لأنه يريد هذا الأمر الآن و بشدة..لا أرغب في أن أكون ذلك الشخص الذي يريد ذلك الأمر بشدةٍ لا يقوى معها حتى على مقاومتها..و لا أرغب أيضاً في أن أكون ذلك الشخص الذي لا يقوى على المقاومة و لا يريد حتى أن تكون لديه القدرة عليها..لا أرغب في أن أكون مستسلمةٍ جداً لكِ و مستلذةٍ جداً بفكرة أن أغيظ الآخرين بمقدار حبي لكِ.
لا أفكر في أن الوقت قد حان كي أتعلم الرقص رغم شخصيتي الخجولة جداً..نعم لا أفكر في أن أتغلب على خجلي فأرديه صريعاً لكي أتمكن من دعوتك للرقص عندما نكون أنا و أنتِ و دين مارتن ثالثنا..لا أفكر أنه سيكون من الجنون بأن نكون معاً في مكانٍ عام نصغي فيه لأغنية Sway و لا أطلب منكِ أن ترقصي معي لتصيبيني بالدوار بسببك و بسبب حضور جسدكِ و اقترابه مني و ابتعاده مع كلمات تلك الأغنية.
لا أفكر في أن أقوم بحمايتك من الآخرين الذي يؤمنون بأنك كائنٍ لا يبتغي إلا عوجا..لا أفكر في أن أخلصك منهم بعملية إبادة جماعية مدروسة الخطوات..لا أفكر في أن أقوم بالتسلل إليكِ لأحرركِ من معتقلهم شديد الحراسة..لا أفكر في أن أكون ذلك الشخص الذي تكتفي بوجوده عن وطنٍ بأكمله يعتنق ذكوره اشتهاءك دون حبك..لا أفكر في أن أقوم بالفرار معكِ من وطنٍ يستلذون فيه باعتلاء حريتك و اغتصابها من دون أن يستلذوا بمشاهدة تلك الروح التي تمتلكين و هي تقاتل لكي تتحرر منهم و من أفكارٍ سنَّتها أصنامهم.
لا أفكر في أن أكون ذلك الشخص الذي سيفعل المستحيل لكي تبتسمي و تنسي ذلك الماضي الذي كنت فيه شخصاً شقيا يبتغي حريةً أو حياةً تمت مصادرتهما منه..لا أفكر في أن أكون ذلك الشخص الذي لا يريد إلا أن تبتسمي ليشعر بأن حياته تستحق أن تستمر يوم إضافي..لا أفكر في أن أكون ذلك الشخص الذي لا يتحمل أن يصغي إلى صوتك الحزين بسببه أو بسبب الآخرين أو بسبب حُمقنا أجمعين.
لا أريد أن أكون ذلك الشخص الذي لا يفرض عليك مبادئه القليلة و أفكاره الكثيرة لأنه لا يعتبركِ أنثى يجب أن تتطهر من رجس أفكارها الخاصة سبع مرات إحداها بالتراب..لا أريد أن أكون ذلك الشخص الذي لا يجبرك على السير على آثار خطواته دون أن يسمح لكِ بأن ترسمي بقدميكِ آثارك الخاصة على طريقٍ قد يكون مشتركٍ بينكما و قد لا يكون و لكنه لا يصلي لكي يكون مشترك كالسرير الذي تستكينان إليه.
لا أفكر في أن أكون ذلك الشخص الذي يرغب بكِ بشدة و يتمكن من الاقتراب منكِ بالرغم من أن الآخرين يظنون أن الاقتراب من حدود عالمك -كما من حدود جسدك- هو أمرٌ يجب أن يقتصر فقط على الرجال من دونه..لا أفكر في أن أخطط بدقةٍ شديدة لعملية استخلاصك لنفسي من دونهم لأني على ثقةٍ بأنهم سيثيرون جنونك بشغفهم الشهواني الذي يبدو أنك لا تطيقين ملامحه..أي أنني من دون أي اختصارٍ لا أؤمن بمذهبه أعترف لكِ بأني لا أفكر في أن أحبك و لا أريد أن أتطرف معكِ لحالة عشقٍ لا نهائية.
أتعلمين بأني الآن مندهشةٌ جداً لأني اكتشفت بأنه لا بأس بي على الإطلاق!!..فقط كل ما ينقصني هو القليل من التدريب و سأجيد الأمر بطريقةٍ أكثر احترافية..نعم يبدو بأني سأجيد مع الوقت أن لا تمتلك كلماتي الكثير أو حتى القليل من الشغف..كل ما أحتاجه هو أن أُفرط باستخدام حرف النفي "لا" لتشعري كما سيفعل الآخرين بأني أنَّفي استيطان كينونة الشغف بكِ بداخلي..فهل ما زلتِ تريدين أن "لا" أكون شغوفةً بكِ؟؟.
#زين_اليوسف (هاشتاغ)
Zeina_Al-omar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نبضةٌ إضافية
-
أريد
-
حرب
-
مغناطيس
-
قصة مذهبين
-
أفكارٌ هشة
-
ختان..اغتصاب و تحرش
-
على جناح ذبابة
-
تساؤل
-
داعشي حتى يثبُت العكس
-
أنامل عاهرة
-
لائحة اتهام
-
الكتابة بمدادٍ من نار
-
رجل الستة ملايين دولار
-
أن يكون مُسلماً
-
من بدَّل دينكم فاقتلوه
-
وُلِدوا من العدم!!
-
كل عام و أنتِ قُبلتي
-
اللعنة على اليهود
-
تفاصيل من الماضي التعس
المزيد.....
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
-
الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو
...
-
-ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان
...
-
تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|