كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 02:02
المحور:
الادب والفن
لصوصُ النهار
( لغةُ المرآيا والنصّ الفسيفسائي )
سرقوا النشيدَ الوطنيّ مِنْ جيوبنا الباذخاتِ بالخيبةِ , والأيامَ الباقيّةِ لنا وزّعوها ما بينَ السيّاراتِ المفخخةِ وجبهاتِ الأقتتال , أكّدوا لنا بانَّ الموتَ في زمنِ الفتنةِ وتحتَ العَلَمِ فرصةً لا تعوّض فاستبقوا المكرمات , طَوَوا أحلامنا الكثيرة وكثيراً ما حلمنا خلفها بمدينتنا الفاضلة ,إكتضّتْ خرائبُ تواريخنا بخساراتٍ تلاحقنا أيّنما نولّي فثمّةَ فجيعة ,حتى الأيمان زحزحوا أركانهُ فخذلتنا السماء حينَ إستيقنتْ بأنَّ دعواتنا محض إفتراء . متأخرةً دوماً تشرقُ شمسنا وكأنّهم تعاهدوا معها بألاّ تشفي جراحاتنا المزمنةِ , يرطنونَ بالأمجادِ التي حصدناها مؤخراً والفتوحاتِ المدنّسةِ , ما يربكنا أكثر هذا الصباحِ الملثّمَ في طرقاتٍ علّقوا في مفتراقتها تصاويرنا المجعّدةِ , بالكادِ نعودُ لبيوتنا بعدما نقرأُ آيةَ الكرسيّ أكثرَ مِنْ مرّةٍ بمرارةٍ , تذوّقنا الموتَ كثيراً بعدما وزّعوهُ علينا في بطاقاتِ التموينِ , جاهزٌ معنا نكدّسهُ في غرفِ المعيشةِ بدلاً مِنَ الطعام ينتظرنا متململاً . غنِّ أيّها الشعبُ المنتفخ بالوعودِ الكاذبة , مرحى لهديركَ يحتشدُ صفّاً واحداَ يسدُّ منافذَ الدعارةِ , إخلعْ ثيابَ الصمتِ والخنوعَ وتعمّدْ بحريتكِ المستباحة في زنازينهم , الساكنونَ في بروجهم إقتحمْ أسوارَ قداستهم المستوردة , المجدُ لكَ أيّتها المدنُ المفجوعةِ بالطاعونِ أخرجْي منْ كهوفِ العزلةِ , فقوافل العودةِ لاحتْ في الأفقِ تطرّزُ خارطةً جديدةً وتفتحُ مزاراتكِ تهتفُ وتمزّقُ ليلهم الأرعن .
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟