أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فريق الركابي - حيدر العبادي و الخيارات الثلاث














المزيد.....


حيدر العبادي و الخيارات الثلاث


محمد فريق الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4907 - 2015 / 8 / 25 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حيدر العبادي و الخيارات الثلاث
محمد فريق الركابي

مستمرةٌ تظاهرات الشعب العراقي بل و في تزايدٍ مستمر حتى وصل الامر الى تهديد الحشود المليونية بالاعتصام المفتوح ان لم تتحقق مطالبها و ابرزها احالة الفاسدين الى القضاء و قبل ذلك اصلاح السلطة القضائية نفسها و اقالة رئيس مجلس القضاء الاعلى الذي تم اختياره دون الارادة الشعبية و الذي استغل سلطاته في حماية الفاسدين بدلاً من محاكمتهم عن الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب و امواله و رغم جدية و خطورة الموقف و التصعيد الذي وعد به الشعب الغاضب لا يزال العبادي يطلق الوعود دون عملاً حقيقي فحزمته الاصلاحية الاولى لم تلبي طموح الشعب بل اعتبرت وسيلة لامتصاص الغضب الشعبي و الدليل انها لم تطبق بالشكل الذي اُعلن عنه اضافةً الى تأجيل حزمة الاصلاح الثانية التي اكدت مخاوف المتظاهرين من تسييس الوعود فلا شئ يمنع من حصل على تفويض و تأييد الشعب و المرجعية عن اعلان حرباً شاملةً على من تورط في قضايا الفساد في السنوات الماضية و اثرى على حساب الشعب.

و من المؤكد ان العبادي تحت ضغطٍ سياسياً غير مسبوق فالكتل السياسية في العلن غيرها في الخفاء و من اعلن تأييده لمطالب الشعب هو نفسه من يطالب العبادي بعدم الاستجابة لها كونها تهدد وجوده في السلطة , و لكن هذا لا يعني ان يصبر الشعب اربعة اعواماً اخرى لمجرد دعم العبادي الذي لا يسعى لتحقيق مطالبه و يعلن في احسن الاحوال عن اجراءاتٍ روتينيةٍ لا تمس من يطالب الشعب بمحاكمتهم بعدما تورطوا بكافة الجرائم التي يدفع ثمنها الشعب العراقي اليوم من ماله و مستقبله و مستقبل ابناءه.
ان خيارات العبادي محدودة و الوقت يمر بسرعة و الغضب الشعبي في تزايدٍ مستمر و اذا كان المتظاهرون قد خصصوا احدى التظاهرات لتفويضه فمن المؤكد انهم سيخصصون اخرى لإسقاطه طالما لن يكن جديرا بثقتهم , علماً ان تنفيذ مطالب المتظاهرين لا يعد خياراً بل واجباً على العبادي او غيره من الوزراء او النواب فالشعب مصدر السلطة و انصياع الكتل السياسية له امراً حتمياً.

اما ما يملكه العبادي من خيارات فهي :

الخيار الاول : حل الحكومة الحالية و دعوة الكتل السياسية الى تقديم مرشحيها للحقائب الوزارية شرط ان لا يكونوا ممن شغلوا الحقائب الوزارية في الحكومات السابقة او حتى حكومته الحالية و هنا سيضع العبادي الكرة في ملعب الكتل السياسية فمن المعروف ان هذا المطلب هو واحداً من الامور التي طالب بها الشعب في تظاهراته.

الخيار الثاني: ان يقوم العبادي بتفعيل نص المادة 64 من الدستور و يدعو الى حل مجلس النواب بعد موافقة رئيس الجمهورية و هنا سيضع العبادي الشعب امام الامر الواقع و سيكون سيد قراره ينتخب الصالح و من يستحق الوصول الى مجلس النواب و يترك الطالح ممن فشل في تحمل الامانة و خيب امال الشعب و طموحاته.

الخيار الثالث : اعلانه الاستقالة من منصبه رئيساً لمجلس الوزراء العراقي لعدم قدرته على مواجهة الظروف التي يمر بها البلد و هنا اشك في قبول العبادي تقديم الاستقالة او حتى قبولها من رئيس الجمهورية او البرلمان لسببين الاول يتعلق بالعبادي نفسه لايمانه (العبادي) ان الفاشل ستكون صفته التأريخية كرجل حكم العراق و حاز ثقة الشعب و المرجعية الدينية و ضيع فرصة ذهبية للخروج مما يمر به العراق و شعبه , و السبب الثاني هو دخول العراق في فوضى اختيار بديلاً عنه لرئاسة الحكومة في الوقت الحالي فالعبادي نفسه تم اختياره لينهي ازمة رئاسة الوزراء.

ان الخيارات الثلاث اعلاه ليست مستحيلة و لو كان العبادي محترفاً في العمل السياسي او على الاقل مطلعاً على الدستور لكانت احدى هذه الخيارات هي حزمته الاصلاحية الاولى و لكن قلة الخبرة و عدم وجود مستشاراً وطنياً يقف الى جانبه رغم كثرتهم حوله كانت السبب في دخوله دوامة التسييس و المماطلة و في جميع الاحوال لن يرجع الشعب عن تظاهراته إلا بتحقق مطالبه سواءاً كان العبادي في منصبه او تنحى , فالشعب صار اكثر وعياً و نضجاً و لن تنطلي عليه الوعود التي لا امل ورائها , و من يعتقد ان له حصانةً و انه و جاء بأصوات الشعب فعليه ان يعني ان لا حصانة له ان اخطأ بحق الشعب و ان رفع صورته و اقتران اسمه بكلمة فاسد في الميادين و الساحات التي يتواجد فيها المتظاهرين تعني ببساطة ان من انتخبه و اعطاه ثقته تراجع و سحب صوته و ثقته كونها لم تذهب الى من يستحق مثل هذه الامانة العظيمة و الامر لا يستثني العبادي بل ربما يكون عقابه اكبر لانه خيب امال الشعب و المرجعية و الثقة التي منحوها اياه.



#محمد_فريق_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظاهرات العراقيين مدفوعة الثمن
- العراق على اعتاب الثورة
- العبادي و سياسة المهادنة
- هل ستطرد داعش وحدها ؟
- حصتي من النفط
- الصحفي و السياسي و العداء الدائم
- الوقت المناسب لتقييم الحكومة
- داعش كادت ان تنجح !
- عندما يتكلم الرئيس
- الادخار الوطني ام العقوبة الوطنية ؟
- الجيش العراقي .. بين فساد القيادة و صفقات الضباط
- محاكمة الفاسدين ضمان نجاح العبادي
- ضحايا الارهاب و الفساد كوارث منسية
- ثلاث وزارات ستحدد مستقبل العراق
- هل سيحفظ اوباما ماء وجهه ؟
- التناقضات و كثرة الزعامات في تشكيل الحكومة العراقية
- حكومة العبادي بين الاخطاء و التحديات
- النظام العراقي الجديد و الاستقرار على ركام الماضي
- الارهاب و الفوضى السياسية
- العراق .. تتغير الانظمة و تستمر اخطاؤها


المزيد.....




- أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
- إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا ...
- إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات ...
- المحكمة الإدارية الفرنسية تؤكد صحة قرار الجزائر في قضية المؤ ...
- عباس يرسل برقية للسيسي بشأن تهجير الفلسطينيين.. ماذا فيها؟
- إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بالسجن 11 ...
- باكستاني يقتل ابنته لنشرها فيديوهات على -تيك توك-
- طبيب نفسي: يوجد في سوريا من 1 إلى 3 ملايين مريض نفسي
- الولايات المتحدة: أوامر بترحيل المئات من مواطني الدول المغار ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فريق الركابي - حيدر العبادي و الخيارات الثلاث