كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 5 - 00:20
المحور:
الادب والفن
رايةٌ سوداء في صباحٍ مظلم
( سردية تعبيرية )
قناعٌ أسودٌ تسلّقَ وغطّى وجهَ الشمس لمْ يألفِ الحياةَ كما هيَ حينَ تعكّزَ على سيفٍ مثلومٍ رافعاً رايتهُ عالياً , يجرُّ خراباً الى ما لا نهاية , لنْ ترى مِنْ ملامحهِ إلاّ الليل يتمرّغُ فيهِ والقمر الفضيَّ لمْ يتبيّنَ وجههُ يكبّلهُ برعونةٍ , يتحسّسُ ضوءهُ بفتوى تبيحُ الذبحَ , نأى النهارُ الطينيَّ ولمّا يستوحش الطريق , يغضُّ الأملُ وجعاً سامقاً مِنْ كلِّ شعاعٍ يبزغُ في الأزقّةِ مكشّراً نظراته , يئزُّ خلفَ الأبواب المغلقةِ خوفٌ يتمرى في الحيطان , الشوارعُ أصابها الضمورَ لا تسمعُ منها سوى الأنين على أشجارها , كلَّ العصافير هاجرتْ تبحثُ عنْ أعشاشٍ تتلمسُ عنْ نهارٍ ابيض , مقبرةُ الأحلام هتكَ قدسيتها أكثر من غرابٍ متسخٍ راحَ يغزلُ مِنْ جريدِ النخيلِ حصيراً يواري الأنين , فمنْ ينشرُ الأغاني إذا هربَتْ دهشةُ العشّاق يطرّزها سخرية غبار الخيانةِ ! النداءاتُ الجديدة عبّئتْ المآذنَ في أكياسٍ مثقوبةٍ تروّجُ للغةٍ شبقةٍ وحضارة كانتْ تنامُ في دهاليزِ الخيانة , فمَنْ يطلقُ الشمسَ مِنْ معتقلِ الظلام ؟ , ومَنْ يفتحُ ألفَ بابٍ في السماءِ يتدفقُ منها قوس قزحٍ يبعثُ البهجةَ ؟ ومَنْ يحرثُ الأرضَ ويبذرُ في بكارتها بذورَ السلام والمحبة ؟ , ومَنْ يصنعُ مِنْ هذا الخرابَ مسرحاً للحياةِ ؟ ! , آآآآآآهٍ أيّها الوجعُ الرابضَ على سُحنةِ الحرائق في بلادٍ لا تعرفُ الطمأنينة , هذا التحديقُ الطويلَ في مفاصلِ الاضطراب عرّشَ نسائمَ سمّرتْ وجهَ التاريخ , أوّآه ..... ايكونُ كلَّ هذا مزحةً لعوبةً في لوحةٍ جديرةٍ بالنسيان ... !
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟