أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي محروس عبدالله - هل تحتاج المسيحية للاصلاح؟














المزيد.....

هل تحتاج المسيحية للاصلاح؟


مجدي محروس عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4740 - 2015 / 3 / 6 - 16:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ربما قرأنا كثيرا عن مشكلة صعود الاسلام السياسي وتأثيره المدمر على المجتمعات العربية والاسلامية ومحاولة ايجاد مخرج من هذه الازمة عبر "محاولات اصلاح ديني" متمثلة في طرح التراث
الديني في دائرة النقد واعادة النظر فيه ,
لكنني ايضا اطرح قضية غاية في الاهمية وهي قضية "المسيحية الشرقية" وارتباطها هي الاخرى بمحتوى لا انساني ساهم وبشكل مباشر و غير مباشر في تدمير العقلية المسيحية الشرقية
وتحويله من مصدر قوة لمجتمعه الى مصدر تخلف و تقهقر كبير
فعلى صعيد الوجود تتعرض "المسيحية الشرقية" الى اكبر انتكاسة في تاريخها منذ عدة عقود ولأن الفكر او العقيدة يمثل ايضا الانسان
فالمسيحي الشرقي يعاني الان اكثر مما مضى كثيرا حيث كانت مشكلته سابقا هي التمييز ضده و اضطهاده اضحت مشكلة اكبر اكثر خطورة و هي "وجوده" نفسه.
ان الارتباط الوثيق جدا بين "الدين" و "الفكر" وحال الانسان اكبر بكثير جدا مما نظن ففكرتنا عن انفسنا و تصرفنا المبني على قناعات دينية اصبحوا هم الفاعل الاساسي فيما وصلنا اليه
وهنا لابد ان نطرح السؤال الجوهري هل المبادئ المسيحية هي السبب وراء اندحار المسيحية المشرقية واهلها؟
قد تكون الاجابة الموضوعية هي بنعم لكن القراءة المتأنية في تاريخ شعوب الشرق الاوسط المسيحي توضح لنا جملة حقائق اكبرها اهمية
هي ان المسيحية والفكر المسيحي تلقى ضربات كثيرة وقوية جدا في بداية اعتناق الدولة الرومانية للمسيحية واعتبارها دينا رسميا بعدما اصدرت مرسوم "التسامح الديني" في
ميلانو والذي انهى رسميا اضطهاد المسيحيين .
لا شك ان بداية تدخل الدولة في الدين المسيحي والفكر المسيحي شكل بدايات ما يمكن ان نطلق عليه "المسيحية السياسية" فتم صياغة المسيحية في شكل نظام كنسي
هرمي يحاكي النظام الهرمي للامبراطورية الرومانية واعطيت الامتيازات الدينية لرجال الدين المسيحي
فبدأ الكنائس المحلية في الترتيب واصبح لديها قسوس وقمامصة واكبرهم سنا هو الاسقف و اصبح هناك تفريق بين اسقف المدينة واسقف القرية(و يطلق عليه مساعد الاسقف خوري ابسكوبس)
وبالطبع استكمالا لمحاكاة الدولة وتنظيمها اصبح الاسقف الذي يكون رئيسا في العاصمة يصبح عظيم الشأن لأنها مقر الحكم او الامبراطور
ويسمى باليونانية ارشي ابسكوبس اي كبير الاساقفة و لاحقا بطريرك
ومن الطريف بهذا الشأن ان الكتابات المسيحية التي جاءت الينا بخصوص الكراسي التي يترأسها البطاركة زعمت ان افضل الكراسي هي كرسي روما
وانه هو الكرسي الرئيسي على كرسي الاسكندرية و انطاكيا و اورشليم(القدس) وهذا الزعم مفهوم جيدا فليس من المقبول ان يكون البطريرك الاورشليمي مثلا ذو مكانة اعلى من البطريرك
الذي في روما عاصمة الدولة الرومانية(1) لكن ربما يسأل سائل ما علاقة هذا الترتيب الهرمي(2) الذي دخل المسيحية بالفكر المسيحي
هذا سؤال مشروع
ولكن دعونا نتساءل هل يمكن لفكر ما ان ينشأ دون مساعدة سلطة ما؟
هل استطاع "اوريجانوس(3) وهو العلامة والفيلسوف المسيحي السكندري ان ينشر فكره او كتبه بعد حرمانه ونفيه من الاسكندرية من قبل البطريرك ديمتريوس؟
هل كتابات اثناسيوس وفكر اثناسيوس استطاع ان يصمد امام سلطان رجال الدين , فهل انتهى تقديس حثث القديسين وعرضها للزائرين وعدم دفنها كما حث على ذلك اثناسيوس؟(4)
ام مازال هذا التصرف البغيض يمارسونه من اجل جمع الاموال؟
وهناك الكثير من الدلائل التي تؤكد حرص طبقة رجال الدين والتي اخذت امتيازات من الدولة الرومانية على اعادة توجيه الفكر بما يخدم مصالحها و مصالح الحكام
وهكذا ابتعد الفكر المسيحي عن بساطته الاولى واتخذ طريقا مخالف عما كانت المسيحية سابقا وتجلى هذا الامر تماما في فشل المسيحية وبخاصة الشرقية
في تقديم اية حلول لمشاكل المسيحيين الحقيقية مثل الاضطهاد والالم بل انها ساهمت في
مضاعفة مشاكلهم بتقديمهم حلول رومانسية لا تمت للواقع بصلة مثل
الادعاء ان محبة الاعداء كفيل بتغييرهم متناسين ان تلك الحلول الرومانسية لم تفلح منذ قرون عديدة على تغيير الواقع
ان المسيحية الان في مأزق كبير فلابد ان "نعيد" اكتشافها كما قال البابا بينتدكتوس الروماني السابق
فانني ازعم ان "المسيحية الحقيقية" قادرة على انقاذ العالم مما هو مقبل عليه بل انها الامل الوحيد .
هوامش ومراجع
(1) جميع الكتاب الاقباط على سبيل المثال وحتى اوائل القرن العشرين فقط عندما نشطت الحركة الكاتوليكية في مصر اعترفوا واقروا بسيادة كرسي روما على كرسى الاسكندرية
(2) هناك محاولات عديدة لالغاء النظام الهرمي فكانت هناك ما يسمى كنائس الاخوة والتي تعتبر الجميع اخوة بدون امتيازات
(3) للمزيد عن حياة اوريجانوس وكتابه "ضد كليسوس" الرجاء قراءة
Origen Contra Celsum ,Edinburgh MDCCCXXIL .
(4) راجع مجلة مدرسة الاسكندرية العدد السادس فبراير 2014 الرسالة الفصحية 41 لعام369 ميلادية





#مجدي_محروس_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش على مذبحة الاقباط بليبيا
- اساليب جديدة للكفاح القبطي(1)
- تعليقا على كلمة البابا القبطي:عدونا هو الشيطان
- من قتل خالي؟السيسي ام مرسي؟
- رسالتي الى الشعب القبطي قبل فوات الاوان
- الحرب الاهلية في مصر .....نهاية حتمية
- هل يحكم الشيطان مصر؟
- أيها الثوار المصريون...لا تسرفوا في التفاؤل
- تداعيات نشوب حروب اهلية في مصر
- مظاهرات مصر30 يونيو و موقف الاقباط
- إثيوبيا .....هل لازال لدي الأقباط حلفاء؟
- حكومة الاقباط و رؤية ثاقبة خلال ثلاثة عقود
- في مصر:معجزة ايقونة العذراء تنزل سمن بدلا من الزيت المقدس لأ ...
- لماذا لا يعترف الاقباط (المسيحيون)بالاسلام ويريحوا دماغهم:قص ...
- شرف القلم القبطي
- إخواني القبط :عفوا .... الإسلام ليس مشكلتكم
- الامبريالية العربية ....هل سمعتم بها؟(1)
- الأنبا بيشوي والميراث الثقيل
- انتخابات الرئاسة المصرية وساعة الصفر
- كيف تقمع الاجهزة الامنية المعارضة في مصر؟


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي محروس عبدالله - هل تحتاج المسيحية للاصلاح؟