|
حكومة أبو إجخيل
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 23:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للتعريف بالاخ ( أوبو إجخيل ) : أبو إجخيل هو إسم للواوي في مدينة السماوة ، الذي هو الثعلب ، وأبو إجخيل يعشق أكل الدجاج ، ويشم رائحة الدجاج من مسافات بعيدة ، نقل الاسم كما تنقل الاسماء في اللغة العربية الى المعمم ، لان أخانا المعمم لايفكر الا ببطنه وفرجه ، وأنتم تعلمون ياسادة قول الامام علي ع عن هذا النوع من الناس ( من كان همه بطنه فقيمته مايخرج منها ) . أبو إجخيل عندما يدخل للمساجد او اماكن إقامة الافراح والاحزان يسأل أهل الدار عن الغداء أو العشاء ، ويهمس بإذن القائم على شؤون الحفلة ( مولاي شنهو الاكل عندكم اليوم ، سابوح ناطوح باحوث ) فاذا علم ان المائدة تتضمن واحدة من هذه الاسماء يفرح واذا تضمنت كلها فانه يطرب فرحا وإبتهاجا في ذلك اليوم . السابوح : السمك الباحوث : الدجاج الناطوح : الخروف وفي حادثة في كراج السيارات في السماوة ، كان صاحب سيارة الكيه ينادي رميثة رميثة نفر واحد ، وكان الاخ أبو إجخيل اول راكب جلس في اول مقعد ( الصدر ) وفي هذه الاثناء مر ثلاثة شباب قرب سيارة الكيه ، فأدخل أحدهم رأسه داخل سيارة الكيه ليخاطب الاخ أبو إجخيل ( ها خويه ابو إجخيل اليوم رايح للرميثه اكيد شام ريحة دجاج )؟. والاخ أبو إجخيل يشم رائحة أخرى غير رائحة الدجاج ، وهي رائحة مشكلة بين زوجين هنا أو هناك ، فيسارع لصيب الزيت على النار ، ويدخل في رأس الزوجة أن زوجها ظالم وغير مؤمن والشرع الاسلامي لايقبل بأن تكون مؤمنة طاهرة تحت رجل عاق ينكر ضروريات الدين ، وهذا الزواج غير مبارك ، لعلها تتطلق من زوجها وينكحها نكحا إيمانيا ، وهكذا يفرقون بين الزوج وزوجته بسحر وبدونه ، ويخربون البيوت . ويشم الاخ أبو إجخيل رائحة الدهن الحر ، والمعروف عن العجائز تدخر الدهن الحر أشهر وتحرم احفادهن من شم رائحة الدهن الحر ، واذا زارها الاخ أبو إجخيل ليقرأ مجلسه الروزخوني تقدم له صحنا فيه الدهن الحر ، والاطفال ينظرون اليه وهو يأكل حتى يكبر كرشه ورقبته ( علباته ) . ويقدم للاخ أبو إجخيل البيض والدجاج العربي ، حيث يقدم الطبق الذي يحلم اطفال الناس بشم رائحة الدجاج ، فيأكل حتى العظام . اذن يشم الاخ أبو إجخيل الامور التالية ويهرول اليها : رائحة الدهن الحر والدجاج ورائحة مشكلة بين زوجة وزوجها . بقي الاخ أبو إجخيل على هذه الطريقة يدور بين العشائر من أجل بطنه وفرجه عقود من الزمن ، متنقلا بين الريف العراقي والمدينة ، وفي المدينة يشارك رفاقه في الكيشوانية ، يقفون امام ابواب العتبات المقدسة ، ويسألون الناس : هل عندكم مولاي نذر ، او هدايا للامام ، وتحصل معارك بينهم على كل زائر وخصوصا اذا كان عنده ( نذر ) أو ( خروف ) يجره ليعطيه للعباس أبو فاضل . ويتورط الانسان اذا اخرج الدراهم أمام عيون الكيشوانية أل أبو إجخيل ، يهجمون عليه ، ويقولون له : اعط المزيد هذا القليل ليس شأنك ولا شأن الامام ، الامام يستحق منك أكثر . مرت الايام وسقط نظام صدام حسين وجاء ( التحرير الامريكي ) الاحتلال ، وظهر الاخ أبو إجخيل الى السطح وفي الواجهة ، ليقدم في صدارة المشهد . من المناصب التي توالاها الاخ أبو إجخيل ( قيادة الشرطة في المحافظات الجنوبية ) وفي مدينة الديوانية تولى الاخ أبو إجخيل أمر مديرية شرطة نجدة الديوانية ، وكان قبله ذلك الرئيس العرفاء شرطة الرائع الذي عندما يدخل شارع المحافظة او يدور في الشوارع بعصاه ( الصونده ) يستتب الامن وللدولة والنظام هيبة . اول يوم من تولي الاخ أبو إجخيل امر شرطة النجدة في الديوانية جاء إتصال من إمرأة تريد النجدة لان الحرامي قد دخل حديقة المنزل الخلفية ، اخبروا الاخ أبو إجخيل بالامر ، فخطب بالشرطة ، وتحدث عن التعوذ من الشيطان والتوكل على الله واخذ ذلك مدة تسمح للحرامي بالسرقة والهروب ، حتى تدخل شرطي مهني قديم ، وقاطعه ، عمي المرأة راحت ومجوهراتها سرقت اي شيطان اي بطيخ هذه شرطة نجدة لانقاذ الناس وحفظ الامن ، روح شوف لك حسينية احجي بيها .... وتركوه وهرعوا لانقاذ المرأة فوجدوا ان الحرامي سرق مايريد وهرب . وقف الاخ أبو إجخيل في كربلاء لينظم الزوار الايرانين وينظر يمينا وشمالا لمن عنده تبرعات او نذور ، واذا بشرطي قديم مهني ( فراسة رجال ) يوقف زائرا ايرانيا ويفتشه ويجد في حقيبته مخدرات ، وهنا تدخل الاخ أبو إجخيل لصالح الزائر ، وقال : لايجوز إزعاج زوار الحسين ع لانهم قصدوه من مسافات بعيدة . دخل الاخ أبو إجخيل للبرلمان ، وهو لايفهم ماهو البرلمان وماهي السياسة ، وكيف تدار شؤون البلد ، ولايعرف غير ( الكمشن والحيلة الشرعية ) واذا اقبلت الدنيا فأبرارها أولى بها من فجارها ، فأدخل البضائع من الخارج وخصوصا من ( الجمهورية الاسلامية الايرانية ) لان اقتصادها مرتبط بالاسلام والمذهب ويجب دعمه مقابل الكمشن . وذهب الاخ أبو إجخيل الى إغلاق مصانع النسيج والتايرات والالبان في العراق لانها من صنع النظام البائد الكافر الذي حارب الجمهورية الاسلامية . وفي الناصرية تولى الاخ أبو إجخيل أمور البلاد والعباد ، وهو امام الامة الذي يخطب في كل جمعة ليذكر الناس بعذاب القبر ، وقدم إبنه المريض نفسيا ليحكم مدينة الثقافة والشعر والادب ، التي سميت ( موسكو الصغيرة ) حتى لايتسلل اليها الفكر الشيوعي الكافر ويفسد دينها ، وجلس مع العائلة وتحدثوا عن الغنائم وعن الخدمة الجهادية ، وعن الدجاج والدهن الحر الذي يعشقه الشيخ والد المحافظ المريض نفسيا . الاخ ابو إجخيل لم يعترف بالكلية والاكاديمية العسكرية ، لانها من صنع الغرب الكافر وافكاره الهدامة ، واخذ يمنح رتب عسكرية من الحسينيات للمؤمنين حتى لاتذهب المناصب العليا للبعثين الكفار وغيرهم ، ومن النكت ان العقيد الركن الدمج الذي تخرج من كلية الوقف الشيعي لايفرق بين الرتب ، ومر امامه ملازم فإرتبك وادى التحية لحامل الرتبة التي اقل منه ( حتى قال الملازم ها سيدي اكو شيء شو اديت لي التحية مو انت اعلى رتبه مني وانت قائدي ) . الاخ ابو إجخيل لايعرف كيف تبنى الدولة ، وكيف ترفع الازبال ، وكيف تتقدم الدول وتبنى مؤوسساتها ، الشيء الذي يعرفه كيف يكسب المال من الحيلة الشرعية وغيرها ، وخبرته فقط في شم رائحة الدجاج المشوي والدهن الحر والمرأة المطلقة . وتعيش الديمقراطية في ظل الحكم الاسلامي والقيادة الحكيمة للاخ أبو إجخيل .
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مآساة الطب في العراق
-
اللعب على المشكوف
-
داعش ... خنزير طروادة الامريكي
-
النفوذ الايراني في العراق
-
دستور الاحتلال الملغوم
-
لاجهاد تحت راية ضلال
-
الاسلام في خدمة الشيطان
-
( الولاية الثالثة ) للمختار
-
ثورات النعال في العراق
-
الجلاد المقدس
-
ايها الوحش ايها الاستعمار
-
المواطن ( ينتصر )
-
أنعاك يا ابن العم : خالد جامل الكرعاوي
-
السعودية وايران والحضن الامريكي
-
القدر مكان
-
المالكي خيار السيستاني
-
رسالة من الوطن : إلغاء السفر
-
حسن العلوي ( المثقف ) صانع الديكاتور
-
( معركة الحشفة المقطوعة )
-
إستهداف الجواهري
المزيد.....
-
نجاة طيار بعد تحطم طائرته المقاتلة إف-35 في ألاسكا.. وقائده:
...
-
مسؤول أمريكي يجري أول زيارة إلى غزة منذ 15 عامًا
-
تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا للجمهورية العربية السورية بش
...
-
الجزائر.. تبون يلتقي باتروشيف
-
إسرائيل تستعد للإفراج عن 110 أسرى فلسطينيين مقابل ثلاثة محتج
...
-
كوريا الجنوبية: حريق في طائرة إيرباص قبل الإقلاع ونجاة الركا
...
-
ماذا حدث في مهرجان -كومبه ميلا- الديني الهندوسي في الهند؟
-
هل تهدد خطط ترامب حول قطاع غزة استقرار دول الجوار؟
-
الشرع يلقي خطابا هاما ينتظره ملايين السوريين
-
غرينلاد.. توجس أوروبي من نوايا واشنطن
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|