حب الجمال .. برهان على وجود الاله

حسين نور عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 09:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

حب الجمال مرتبة لا يتم الوصول اليها بسهولة , مرتبة تفيد الانتقال الى كائن أسمى وعند المتصوفة الى الكائن المتسامي , وبين السامي والمتسامي حرفان أحرقا الحلاج وقطعاه الى أجزاء فهو القائل سبحانك ما أعظم شأني ! .
جميلة هي تلك اللغة التي يستخدمها الصوفيون , لغة تخرج من القلب بحثا عن قلب , لذلك لا تتلقى قلوب أهل الموروث السلفي أو الموروث العقلي هذه اللغة التي تحتاج الى عمل كبير على النفس للارتقاء بها من نفس متفاعلة الى نفس فاعلة , من نفس متفاعلة مع شهوات النفس واغراءات الحياة والكسل , الى نفس تصنع قدرها بيدها وتفعل عقلها وقلبها في كل شيء .
هذه اللغة تحتاج نفس تعمل الخير لذات الخير لا تنتظر شكرا ولا يزيدها اطراء ولا ينقصها ذم , هذه اللغة تحتاج وجه مبتسما وعقلا متفتحا وقلبا مليئا بالرحمة , فهذه اللغة هي لغة خليفة الله .

لن تدرك الاله حتى تدرك الجمال , ولن تدرك الجمال حتى تدرك الكون , ولن تدرك الكون حتى تدرك الانسان , ولن تدرك الانسان حتى تدرك ذاتك , حتى تتحكم في مشاعرك , حتى تكافح مساوئ شخصيتك , حتى ترفع من سقف أهدافك , حتى تبتسم لهذه الحياة , حتى تحب الحياة , هنا تدرك الجمال فتصبح ريشتك كقلم ديستوفسكي وقلمك كريشة فان كوخ .
( العلم لغة كثرها الجاهلون ) كلمة نطق بها العظيم علي بن أبي طالب وهي في محلها , فايكفي المرء أن ينزوي على ذاته باحثا عنها ومستكشفا وسابرا أغوارها حتى يستحيل الى حكيم ينير الدرب للاخرين , حتى تستحيل الأشياء من حوله معاني ترسم على وجهه علامات التعجب ومن ثم الابتسامة .

منعة الصلاة وقت شروق الشمس لان الوقت أهم من الصلاة هنا , شروق الشمس لوحة الهية تعاد يوميا لتقف أمام فنان يعرض لوحته لقلوب تعرف الجمال فقط , فقط عليك الاطلاع على نسبية أنشتاين وكيف أن الألوان لا تملك وجودا خارجية وماهي الا مجرد طاقة تستقبلها العين ومنها الى العقل فتحوله بحسب درجتها الى لون معين .
فان علمنا أن الفنان التشكيلي يبدع لوحته استنادا الى الخلفية التي أنشأها العقل , فكيف بمن قدر مقادير الطاقات والأشعاعات المختلفة لكي تعطي ألوانا محددة ؟
أليس من السخف أن يتم ارجاع هذا الأبداع الى الصدفة أو الى الطبيعة حيث تصبح اللوحة علة نفسها !
هذا هو برهان الجمال اللذي أكتشفته في لحظات شروق الشمس ولم أقرأ عنه قبلا , حيث يكفي أن تهدم كل شيء بنقد نيتشه ومن ثم تعيد البناء بمقاييس ديكارت وأجعل شعارك رائعة البسطامي " غب عن الطريق تصل اليه ".
بلغة القلب سترى سبينوزا والحلاج روحا واحدة , وسترى نيتشه مؤمنا والحجاج زنديقا وان صلى في العبد , وبلغة القلب سترى غاندي وكونفوشيوس وموسى وعيسى ومحمد في كفة واحدة , وسيستنكر قلبك موسوليني وهتلر والسفاح والحجاج ومعاوية ونيرون وكاليجولا وأتيلا الهوني وكل من يكفر بالانسان .
بلغة القلب لن تهمك صلاة في المسجد أو الكنيسة أو الدير , بقدر ماتهمك عبادة بحق الانسان , بلغة القلب سيستحيل الحلاج مؤذنا وجيوردانو برونو قسا وان حاربتهما الكنيسة والمسجد .
هنا تختصر الفقه في كلمة صوفية " ما يخدم الخلق , يخدم الحق " ....

#حسين_نور_عبدالله (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات