خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 16:11
المحور:
الادب والفن
حين يتأخر القطار تفسد الرحلة
**********************
تأخر القطار كثيرا ،
ونمت بعض الوقت بين أضلعي ،
حلمت أني وصلت أخيرا ،
لكن صوت زمارة القطار أيقظني من حلمي البسيط ،
وانتبهت أنه قطار آخر ،
فقطاري الذي انتظرته ،
لم يأت بعد ، ربما لعطب في وقت الظهيرة ،
وحين سألت أحد المسافرين ،
أخبرني أن الفجر لم ينبلج في هذه المدينة ،
منذ سنوات ولو قطميرا ،
وتأكدت ان القطار لن يأتي ،
لأن قطاري لايأكل الشعير ،
قطاري ريح تركب غدا ربما قد يأتي ،
من كهف أدمن التفكير ،
من ارادة الزلزال ،
من قدرة الاعصار ،
اذا لزم الأمر دمر الأصنام تدميرا ،
لن أسافر اليوم اذن ،
وربما لن أسافر غدا ،
لكنني أدرك في قرارة نفسي ،
سأسافر يوما ما ،
وأهجر هذه الجزيرة ،
انها تغرق ،
والبحر لا يترك أثرا اذا مر على قرية ،
أهلها صاروا حصيرا ،
تأخر القطار يا اخوتي ،
يا أيها الطيبون المستكينون لقانون العشيرة ،
ولن تبرحوا أماكنكم يوما ،
وسيبقى الأجير أجيرا ،
والمفلس مفلسا ،
والعاطل عاطلا ،
فلا تلوموا القدر ،
ولوموا انفسكم ،
ما اسهل أن نركب القدر تفسيرا ،
ولعنة النار ،
وهي تزداد سعيرا ،
واغتياب الناجح لأنه ،
فقط أراد أن ينير ،
ما رضينا به ظلاما حقيرا ،
سأخلد لمحطة القطار ،
فلا مناص للمسافر أن يتحول ،
لمنظومة التأخر سفيرا ،
غير أن وميضا يشرق بداخلي ،
ويحثني على مغادرة المحطة ،
فقد صار الأمر خطيرا ،
وهذه المحطة سجن ،
وهؤلاء المسافرون أصنام أسيرة .
8--2--15
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟