أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - موطن الاستعصاء في -المفاوضات النووية- بين طهران وواشنطن!














المزيد.....

موطن الاستعصاء في -المفاوضات النووية- بين طهران وواشنطن!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 20:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
الرئيس أوباما يبدى دائماً حرصاً على تأكيد أهمية وضرورة التوصُّل إلى اتفاقية مع طهران، تُسَوَّى فيها نهائياً مشكلة "القلق الغربي (والإسرائيلي) من نيَّات عسكرية لإيران تكمن في برنامجها النووي"، على الرُّغْم من إعلان طهران، وتأكيدها، غير مرَّة، أنَّ برنامجها هذه لن يكون إلاَّ مدنياً، يستهدف، في المقام الأوَّل، توليد الكهرباء من مَصْدَر نووي، وعلى الرُّغم، أيضاً، من إدراج المرجعية الدينية الإيرانية صُنْع إيران للقنبلة النووية، أو حيازتها لها، أو استخدامها لها، في عِداد المُحرَّمات الدينية (الإسلامية).
ومع أنَّ الرئيس أوباما ظلَّ مستمسكاً بالتزام الولايات المتحدة القديم عدم السماح لإيران بصنع سلاح نووي فإنَّه أعرب، غير مرَّة، عن تخوُّفه من تبعات وعواقب الحرب، قائلاً (وكأنَّه يُفاضِل ليُفضِّل) إنَّ عدم التَّوصُّل إلى اتفاقية (نهائية، أو طويلة الأمد) مع طهران في شأن برنامجها النووي هو أَمْرٌ أخطر بكثير من التَّوصُّل إليها.
كلا الطرفين (الولايات المتحدة وإيران) يريد (ويسعى إلى، وله مصلحة في) تسوية نزاعه مع الآخر، ويَفْهَم "الانتصار" على أنَّه صراعٌ يمكن ويجب أنْ ينتهي بجَعْل الخصم (أو العدو) صديقاً. الولايات المتحدة، وفي عهد إدارة الرئيس أوباما على وجه الخصوص، لا تُمانِع في إنهاء كل العقوبات (الدولية، أو الغربية) المفروضة على إيران، التي تبدو موافِقَة تماماً على إثبات وتأكيد أنَّ برنامجها النووي لن يتمخَّض (أبداً) عن قنبلة نووية؛ لكنَّ طهران، المُصرَّة على الإنهاء الفوري لكل العقوبات، تُقيم، في مفاوضاتها مع واشنطن، صلة (غير مُعْلَنَة) بين تسوية مشكلة "البرنامج" بما يرضي الولايات المتحدة كثيراً، وبين التَّوصُّل إلى تفاهم بين الطرفين في شأن الدَّوْر الإقليمي لإيران، ويرضي طهران كثيراً.
ومعنى إرضاء الولايات المتحدة (ومعها إسرائيل) في شأن البرنامج النووي الإيراني هو أنْ تَضْمَن "الاتفاقية (النهائية)" مسافة واسعة (بالمعنَيَيْن الزمني والواقعي الموضوعي) بين هذا "البرنامج (المدني، الكهربائي)" وبين تَحَوُّل إيران إلى "دولة نووية بالقوَّة"، أيْ دولة لم تَصْنَع بَعْد قنبلة نووية؛ لكن في مقدورها صنعها فوراً في أيِّ وقت تشاء.
إنَّها "المسافة"، والتي من معانيها "نِسْبَة التخصيب"، هي التي ما زالت مدار الخلاف بين الطَّرفيْن؛ فـ "إطالتها كثيراً (بمقياس الزمن، وبمقاييس الواقع الموضوعي لهذا البرنامج)" هي ما يستبد بالتفكير الاستراتيجي للولايات المتحدة التي تَعْلَم (والآن على وجه الخصوص) أنَّ إيران لن تلبِّي لها هذا المَطْلَب إلاَّ إذا قبضت (منها، ومن غيرها) ثَمَناً باهظاً هو اعترافها (في طريقة ما) بدور إقليمي لإيران يسمح لها بشراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة في تسوية ملفَّات (مشكلات ونزاعات) إقليمية عدة (سورية، العراق، اليمن، لبنان، الحرب على "داعش"، دور "حزب الله" اللبناني، لبنانياً وإقليمياً، وبعض القضايا الخليجية). وأحسبُ أنَّ المرونة التفاوضية لإيران في شأن برنامجها النووي لن تكون إلاَّ بحجم المرونة التفاوضية للولايات المتحدة في شأن تلك الملفَّات الإقليمية؛ وأحسبُ، ايضاً، أنَّ طهران تريد أنْ تقول لواشنطن إنَّني، ومن موقع الشراكة الاستراتيجية، لا من موقع التبعية الذليلة، أستطيع أنْ أخدمكِ إقليمياً أكثر وأفضل من غيري.
إنَّ إيران، ومن غير أنْ تبلغ ببرنامجها النووي حدَّ صُنْع القنبلة النووية، ومن غير أنْ تبلغ به حدَّ جَعْلها "دولة نووية بالقوَّة"، استطاعت أنْ تبلغ ما بلغته من نفوذ إقليمي متعدِّد الوجه والبُعْد؛ ومع ذلك، ثَمَّة أَمْرٌ مهم اختلف وتغيَّر الآن، ألا وهو وَضْع "الصلابة التفاوضية" لإيران على نارٍ قوية، هي كناية عن هذا الانهيار الكبير، السريع، والمتسارِع، لسعر برميل النفط؛ وقد يبلغ "الانهيار" حد "اللاجدوى التجارية"، أيْ البيع بسعرٍ يعدل "كلفة الإنتاج"، أو يقلُّ عنها.
مهلة التفاوض الجديدة قد تُسْتَنْفَد من غير التَّوصُّل إلى "الاتفاقية الدائمة"؛ لأنَّ المفاوِض الإيراني ما زال محتفظاً بـ "صلابته التفاوضية"، أو لأنَّ الأزمات الإقليمية لم تَعْنُف وتشتد بما يُعَظِّم الميل لدى إدارة الرئيس أوباما إلى تقديم ما يكفي من التنازل إلى إيران. وهذا "الإخفاق" يُرَجَّح أنْ يُعالَج بما لا يَصْلُح علاجاً، أيْ بتمديد جديد للمفاوضات؛ فإنَّ "انهيارها المُعْلَن السافِر" ليس بالأمر الذي يقع موقعاً حسناً من نَفْسيِّ الطرفين.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -السياسة- بين -المثالي- و-الواقعي-
- -الآلة- من وجهة نظر سوسيولوجية
- في نسبية -الآن-
- عندما يصبح اللجوء إلى المجتمع الدولي إرهاباً!
- هكذا تكلَّم أوباما!
- هل تورَّط الأردن؟
- سياسة بعيون ميثولوجية!
- انتهازية أخلاقية!
- -يهودية الدولة-.. مشروع نتنياهو الانتخابي!
- نهاية ثورة!
- دولة لليهود فقط!
- هكذا قد يختفي العرب!
- المعاني الاستراتيجية لهبوط سعر النفط!
- إفراغ القدس من الحرم القدسي!
- الإنسان -مُمَثِّلٌ-.. هذه هي -حقيقته التاريخية-!
- -الربيع العربي- بميزان -التجربة العملية-!
- مَيْل عالمي إلى -القُوَّة الناعمة-!
- مواطنو -اللادولة-!
- عندما يُنْكِر السيِّد حسن نصر الله -مَذْهَبِيَّة- الصراع!
- بروزور مُزَوِّراً للحقائق!


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - موطن الاستعصاء في -المفاوضات النووية- بين طهران وواشنطن!