أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - معركة سياسية.. وتغييب السياسة!















المزيد.....

معركة سياسية.. وتغييب السياسة!


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك أسباب حقيقية تستدعي وحدة الجماهير العربية في اسرائيل – وحدة كفاحية وفي أطر كفاحية، على مدار أيام السنة. كان مفهوم "الوحدة الكفاحية" ولا يزال، عصب صمود الجماهير العربية منذ أن وجدت نفسها أقلية قومية في إسرائيل بعد العام 1948، في صدام وجودي مع سياسة الاضطهاد القومي والاقتلاع والمصادرة والتمييز العنصري وصولا الى المد الفاشي الذي نواجهه اليوم.
وكان مشروع "وحدة الصف الكفاحية" هو المشروع المؤسس الذي اجترحه الشيوعيون وبنوا من حوله أطر "الوحدة الكفاحية" معركة تلو معركة، ليجعلوا من حطام شعب مشتت منكوب، أقلية قومية متجذرة في وطنها، وينتقلوا بها من نفسية النكبة الى نفسية الصدام والمواجهة. أقلية قومية مرفوعة الرأس، راسخة القدم، واثقة بنفسها، لا تتردد في المواجهة مع الفكر والممارسة الصهيونية في كل مفاصلها. ولكنها في الوقت نفسه، لا تتلعثم في تحديد تناقضها الرئيسي مع مشاريع الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية في المنطقة. ولا تحايد في الصراع معها، جميعها معا وكل واحدة منها على حدة. ولا تتردد في انتمائها الى شعبها الفلسطيني والمساهمة في انتصار قضيته العادلة من موقعها داخل اسرائيل: "نحن أهل هذا الوطن الذي لا وطن لها سواه... لم ننكر، ولا يمكن أن ننكر حتى لو جوبهنا بالموت نفسه، أصلنا العريق: نحن جزء حي وفاعل ونشيط من الشعب العربي الفلسطيني، لم نتنازل ولا يمكن ان نتنازل عن حق هذا الشعب في تقرير مصيره وفي الحرية والاستقلال على ترابه الوطني" (وثيقة 6 حزيران 1980).
إن أية محاولة لتصوير "القائمة العربية المشتركة" التي يجري التحضير لها لانتخابات الكنيست القريبة والترويج لها على أنها قائمة "الوحدة الكفاحية" المناهضة للفاشية، أوأنها "وحدة المقهورين"، و"تحالف ثوري"، من خلال استبعاد الأسس الجوهرية التي تقوم عليها مثل هذه الوحدة، لا تتجاوز كونها محاولة بائسة لتضليل النفس وزرع الاوهام والمغالطة، وتغييب السياسة من الصراع السياسي، وتشويه مفهوم وحدة الصف الكفاحية واستبداله بمفهوم "مسخ"، لوحدة "تصفيف كراسي" في الكنيست ينادي بها بعضهم جهارا، وإعادة انتاج لوضع العجز السياسي القائم والطاغي على السياسة العربية في اسرائيل منذ سنوات، بديلا لأية وحدة كفاحية ممكنة ونقيضا لها وعوضا عن استخلاص أية عبرة من التراجعات والفشل.
وتماما كما أن حركة "شاس" لم تشكل في يوم من الايام مخرجا لليهود الشرقيين من ضائقتهم والتمييز ضدهم، بل كانت مخرجا للنخب من أصول شرقية، وتمكين هذه النخب من استثمار هذا التمييز وهذه الضائقة، فإن القائمة العربية المشتركة المطروحة، بمقدورها أن تشكل مخرجا للنخب السياسية العربية، لكن ليس لنضال الجماهير العربية وقضاياها المصيرية الملحة.




*الرجعية العربية بين التدخل على ساحتنا والتداخل فيها!*


إن طبيعة الوحدة المطلوبة يجب أن تكون خاضعة لطبيعة المعركة السياسية والفكرية السائدة. فالسياق السياسي والأيديولوجي الذي تجري فيه هذه الانتخابات أبعد من السياسة اليومية الجارية، على خطورتها وعلى خطورة تفاصيلها. فهذه الانتخابات التي فرضها اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو عن وعي وسبق إصرار، جاءت استمرارا مباشرا لمنطق الحرب الارهابية التي نفذتها اسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة مؤخرا، وما سبقها من عدوان على الضفة الغربية والقدس العربية المحتلة، وما تلاها من المشاركة في الخفاء والعلن في العدوان الارهابي الذي تتعرض له سوريا، ومن الاعداد لحرب عدوانية على لبنان والمقاومة اللبنانية.
لقد أعلن نتنياهو على الملأ، حربا استراتيجية متدحرجة - وليس مجرد مجازر وعمليات أمنية – على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. ولم يتورع اليمين الفاشي في اسرائيل عن المجاهرة بأن عليه استغلال الفرصة الاستراتيجية المواتية في المنطقة العربية، لاقتناص تغيير جوهري على مكونات الصراع، في ظل مشروع "الفوضى الخلاقة"، ومشاريع الهيمنة الامبريالية على المنطقة، و"الربيع العربي" والثورة الظلامية المضادة، وتفكيك الدول وتفتيت الشعوب، ومواصلة الحرب الارهابية المعولمة على سوريا وعلى شعبها.
وفي إطار هذا التغيير الاستراتيجي الجوهري الذي يبتغيه اليمين الفاشي على طابع الصراع وطبيعته، يصبح الصراع صراعا على "يهودية اسرائيل " وليس على تحرر الشعب الفلسطيني، ويصبح مشروع الاستقلال الفلسطيني والدولة الفلسطينية، خاضعا ل"الحرب على الارهاب" الداعشي، وليس شرطا لدحره والانتصار عليه , ويصبح مطلب مرابطة جيش الاحتلال الاسرائيلي على نهر الاردن عنصرا في استقرار المنطقة وجزءا من الحل، وليس سببا لغياب الاستقرار والقضاء على الحل، وتصبح القضية المطروحة للحسم هي موقع اسرائيل في محور المعتدلين في الشرق الاوسط وليس قضية الشعب الفلسطيني.
وفي محاولة اليمين الفاشي أن يجني ثمار مشروع الفوضى الخلاقة والوضع الجديد الناشيء في المنطقة، وأدواته – الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية، دفع بالانفجار الفاشي داخل اسرائيل الى درك جديد. وفي معركته لتغيير طابع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وتشويه معادلاته اعتبر ان الفرصة مواتية لتبديد الحقوق القومية للاقلية القومية العربية في اسرائيل، ومسح الانجازات الوطنية التي حققتها على مدى سنوات نضالها الطويل وتهديد حقها بالوطن وحقها المولود بالمواطنة في الدولة التي تقوم على وطنها.
وإذا كانت هذه هي مركبات الحالة السياسية القائمة، وهذه هي التحديات المصيرية التي أفرزت الانتخابات من جهة، وتفرضها المعركة الانتخابية من الجهة الاخرى، فإنه ليس من حق أحد أن يبني سياسة التحالفات والشراكة الانتخابية في تغييب التناقض مع عناصر ثلاثي الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية في المنطقة . إن تركيز بعضهم في هذا النقاش، على أن التناقض الرئيسي يقتصر على التناقض مع الصهيونية، لا يعني تعميق الصراع مع الصهيونية بالضرورة، وانما يعني التستر على التناقض مع مشروع الهيمنة الامريكية من جهة، والتغاضي عن التناقض مع تواطؤ الرجعية العربية الفاعل مع المشروع الامبريالي ومع المشروع الصهيوني سواء بسواء.
إن التمايز على ساحة القوى السياسية الفاعلة على ساحة الجماهير العربية في اسرائيل لم يكن أكثر وضوحا وعمقا وشفافية مما هو عليه اليوم. وفي هذه الظروف فإن أي تحالف أو شراكة انتخابية، لا تقوم على موقف مشترك تتخذه هذه الشراكة من عناصر ثلاثي الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية، مجتمعة وكل واحدة منها على حدة، تصبح ضربا من التحالف الانتهازي. فالرجعية العربية، التي كانت تتدخل في ساحتنا السياسية وتحاول أن تؤثر عليها في الماضي، باتت تتداخل في ساحتنا بأذرعها وأموالها وسياساتها في ظل مشروع التفكيك والتآمر على المنطقة. إن الشراكة السياسية المقترحة تشكل فرصة لمطالبة قوى رئيسية فاعلة على ساحة الجماهير العربية بفك ارتباطها بالرجعية العربية وبالمشروع الامبريالي في المنطقة، ليس من باب المناكفة والاتهام، وانما من باب الرغبة الصادقة في بناء شراكة وطنية استراتيجية صادقة وفاعلة.




*لا يكفي "تمرد الغيتو" للرد على الفاشية!*


ليس سرا أن هناك نقاشا حقيقيا يدور في داخل هيئات الحزب الشيوعي والجبهة حول الافكار المطروحة للشكل الذي نخوض به الانتخابات القادمة، وهو في جوهره نقاش سياسي وفكري واستراتيجي. وفي مركزه يطرح السؤال حول تحديد الساحة الاساسية التي نريد أن نمارس دورنا وخياراتنا السياسية عليها. وما هو البديل السياسي الذي نطرحه. وبديل لمن؟
فالساحة السياسية التي تتسع للمشروع السياسي الذي نحمله منذ عشرات السنين، هي الساحة السياسية الاسرائيلية بطولها وعرضها، وما يشغلنا هو أن نطرح بديلا لسياسة المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة، بأحزابها المختلفة وإجماعها القومي الصهيوني، لا أن نلعب على ملاعبنا المحلية لننافس التجمع والقائمة العربية الموحدة، بل نمارس دورنا على الملعب الرئيسي في اسرائيل لاننا نطرح بديلا لنتنياهو وائتلافاته الخطيرة وبديلا لهرتسوغ وليفني ومن لف لف المعسكر الصهيوني. نحن معنيون استراتيجيا بطرح بديلنا التقدمي الديمقراطي الحقيقي ليحل مكان النظام القائم في اسرائيل. ومعركتنا لا تقتصر على تحرير المواطنين العرب وحدهم من هيمنة الصهيونية، بل إن معركتنا هي على تحرير المواطنين اليهود ايضا من هيمنة الصهيونية بفكرها وممارستها. إن تحديد الطابع الاستراتيجي لدورنا ليس مسألة نظرية فقط، مهما تململ بعضهم مدعيا أنها قضية نظرية لا ترتبط بالمعركة الانتخابية العينية التي تتطلب أجوبة آنية. لكن ما يفوت المتململين هو أن تحديد الطابع الاستراتيجي لنهجنا السياسي، يجب ان يشكل المدار الذي يجب ان يدور عليه وفي اطاره تكتيكنا الانتخابي وألا يتجاوزه او يتناقض معه.
وعندما نتحدث عن الانفجار الفاشي في اسرائيل والهجوم العنصري الشرس على الحريات الديمقراطية والانفلات الفاشي على الاقلية القومية العربية، تصبح الحاجة أكبر، إلى أوسع تحالف ديمقراطي، تقدمي لجميع القوى المناهضة للفاشية، يتسع للجماهير العربية ووحدتها الكفاحية الاكثر اتساعا، ويتسع لجميع القوى الديمقراطية اليهودية المعنية بمواجهة المد الفاشي ويخاطبها. إن وحدة الجماهير العربية الكفاحية، من المفروض ان تأخذ مكانها في اطار تحالف مناهض للفاشية والعنصرية، وليس بديلا عنه، في قائمة عربية مشتركة. إن كون الانسان عربيا أو كونه يهوديا لا يشكل قاعدة سياسية لأي تحالف. نحن نقيس الناس بحسب مواقفها وليس بحسب انتماءاتها، وهو أضعف الايمان. إن التجربة التاريخية علمتنا أن المواجهة مع الفاشية، لا يمكن ان تنتصر من خلال الانكفاء على الذات، وأن "تمرد الغيتو" بقياس تاريخي لا يعدو كونه حدثا عابرا وهامشيا، بينما يتطلب الانتصار على الفاشية تحطيم جدران الغيتو، و"تكسير جدران الصهريج"، وبناء الجبهة الشعبية المناهضة للفاشية مع القوى المناهضة للفاشية في شعب الاكثرية، وهي في حالتنا جبهة عربية يهودية تقدمية بالضرورة.



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة -جذور القضية الفلسطينية- (2-2)
- إعادة إنتاج النكبة هو المشروع الامبريالي السائد
- الناصرة بين مشروع وحدة الصف الكفاحية.. ومشروع -الفوضى الخلاق ...
- دراسة: نحو قرن من تجربة الحركة الشيوعية في البلاد النضال الأ ...
- دراسة: نحو قرن من تجربة الحركة الشيوعية في البلاد النضال الأ ...
- النضال الأممي هو الجواب في الصراع القومي الدامي! (الحلقة 2)
- نحو قرن من تجربة الحركة الشيوعية في البلاد:النضال الأممي هو ...
- لأجل مستقبل بلا حروب
- عصام مخول - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي ورئي ...
- زاهي كركبي - حلقة الوصل بين تاريخ مجيد، وحاضر معقد..
- من حافة الحرب على سوريا...إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار ال ...
- الماركسية والصهيونية (4-4)
- بين -اليسار الصهيوني- واليسار المناهض للصهيونية (3)
- بين -اليسار الصهيوني- واليسار المناهض للصهيونية
- الماركسية والصهيونية (1)
- لئلا تفلت فرصة الحرب من أيديهم!
- استراتيجية الحزب الشيوعي الاسرائيلي في القضية القومية تحولت ...
- انتخابات الازمة .. وأزمة الحكم في اسرائيل !
- الخدمة العسكرية ومشروع -السلخ القومي-
- ليست إسرائيل هي الضحية.. وليست الحل !


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - معركة سياسية.. وتغييب السياسة!