عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 10:19
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حفلُ التَخرُّج
قالوا لي .. أنّهُم هكذا يتمنون أنْ يكتبوا ، لـمن يعتقدونَ أنهنّ " حبيباتهم " المُفتَرضات ، في عالمٍَ مليءٍ بالأسى . عالمٌ فيه القليل جداً من الأشياء الجميلة . قالوا لي .. أنهم لم يتجرأوا أبداً ، وطيلة أربع سنوات ، على قول شيئٍ كهذا لـ زميلاتهم الرائعات .. الشبيهاتِ بالسيدات الصغيرات النبيلات ، في القصور الملكيّة البائدة . ولكنّهم لا يجيدون الكتابة . لم تسمح الحياةُ هنا ، إلاّ للقليل منهم ، بتعلُّم " السِحْر " الكامنِ في الكلمات . ومَن كان يُفترَضُ بهم أن يُعلّموهم " فن التواصُل ِ " مع الآخرينَ .. خانوهُم ، وأتّهموهُم بشتى التُهَم ، وأدانوهُم ، وعلّقوا " جُثَثهُم " الخرساء على حيطان المدارس البائسة .. ثُم أرسلوهُم إلى الجامعات .
هذه الكلماتُ لهُم . أولئكَ الطلبةُ الطيّبون كالملائكة ، الذين يحتفلونَ بتخرجّهم الآن .. في هذه اللحظة الهاربةِ من المحنة . أولئك الفتيةُ الحالمونَ بالنهار القادم . أولئكَ الباحثون بِشَغَفٍ نادرٍ ، عن فُرصةٍ للأمل . عن مُناسَبةٍ مُمكنة للأحتفال ، بشيءٍ يسيرٍ من الفرحِ النقيّ .. الخالي من الشوائب .
[ ها قد بدأ " حفلُ التخرّج " .. وأنتهى زمنُ " الكُليّةِ " المجيد .
ولولا أنّنا في العراق " الجديد " ..
لرَكَضَ وجهي الميّتْ ، إلى وجهُكِ الحيّ .
و جسدي اليابس ، إلى جسدكِ المُمْطِرِ
الذي يجعلُ الطقسَ في " القاعات " ، غائِماً جُزْئِيّاً .
لولا أنّنا في العراق الجديد ..
لحَمَلْتُكِ فوق كتفي ، مثلُ طفلةٍ باسقة .
و دِرْتُ بكِ في الممَرّات .
وجعلتُ جميعَ ضيوف الحَفْلِ
يموتونَ من الدهشة .
نعم .. سأفعلُ ذلك .
إنّ بوسعي فعلُ ذلك .
كأنّنا وحدَنا الأحياء .. في هذه " الجامعة " .
كأنّنا وحدنا المجانين .. في هذا البلد .
كأنّنا وحدنا الذين بوسعهم العَيْش .. في هذا العالَم . ]
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟