أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي الخازن - قراءة في ديوان - قبل الانصراف - للشاعر المغربي- الحسن الكامح-














المزيد.....


قراءة في ديوان - قبل الانصراف - للشاعر المغربي- الحسن الكامح-


عبد العاطي الخازن

الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 23:51
المحور: الادب والفن
    



قبل انصرافه بقليل ، اكتشف شاعرنا مقدار الحرية التي يتمتع بها في هذا العالم الداخلي الواسع فأبدع . آخذا معه أسلوبه الخاص بقدر كبير من الاطمئنان ، مؤكدا به التعبير والجمال والخيال الخلاق . شاعر زاده الخيال أما الواقع يمكن أن يئول على أنه سير ذاتية صارمة الدقة أو بالغة الأمانة .
فمنذ ذبيب هذا المخلوق المسمى مجازا إنسانا على وجه الأرض ، وهو يخطو لتدوين جراحاته أحلامه أحزانه وأفراحه .. لتكون شجا للروح .وعلى نفس الشجا والشجن حيث يعلو الخيط الرفيع للصدق ، جاءنا صدقا صافيا عذبا أنيقا في معانقته الصور الشعرية الفسيحة والاحتفال بعناصر العالم صباح مساء .. ليلاً ونهاراً على حد سواء . للنتساب إلى ذلك النقع اليومي المكثف ، المأهول بالعمل والسفر وضجيج الأفكار والتآويل والتعب .. ولا شك أن شاعرنا "الحسن الكامح" قد أتقن وصف ونقل هذه التعقيدات المتراصة بحبر من السهل الممتنع .مبرزا سلاسة اللغة التي لا تمنعه من قدرة الافصاح عن كل ما ينتسب إليه أو ينتمي إلى قضايا الحياة الواسعة من حوله :

" عندما
أجلس في صمت
على كرسي أرشف قهوتي وحيداً
والأفق احمرار
والندى يحاكي المدى شوقا جديدا
أركب حلمي يقينا
وأتيه في الكون بعيدا بعيداً "

بعيداً عن المزاح ، ومن خلال هذا التنوال الشعري المليء بالرموز والتيه والانصراف .. يبدو كما لو كان الحلم الذي أتيح لهذا الشعر كي يكتمل حضوره في صمت ، أيقن بكثير من كل شروخ الوحدة على كرسي آيل للزوال والبوار .. وإن كانت الكتابة الشعرية يقيناً أنها أبدية سرمدية خالدة فإنه لا شيء أصعب من ممارستها ، ولا شيء أروع منها أيضا . إنها نار بلا دخان تحرق القلب والعقل والأنامل التي تكتب في نزق من أوراق . بل إنها بلسم شاف من كل داء . فاضحة حد الخنق هي شطحاتها الفنتازية الضاربة في جذور الواقع الداخلي للذات :

" أكتب ما يكتبني
ولا أكتفي بما يعريني
وإن كنت عارياً
منذ الولادة الأولى و لا أخفيه
هو فعل الكتابة
يعريك من كل ما ملكت يداك
فلا تخجل وإن كنت تنفيه
هو فعل الكتابة
يجردك من كل ما كسبت ذاتك
فلا تيأس وإن كنت في قرارة نفسك تلغيه "

هذا المقطع المتحدث عن فعل الكتابة ، تتعدد تجلياته فيغدو الفعل متكررا مؤكداً به شاعرنا " الحسن الكامح " على أنه لا يكتفي بوصف عري الكتابة و الافتتان بتشوهاتها المثيرة أو بالاكتفاء بطرق بابها بكل ما ملكت يده من خيال واستعارات ومجازات .. بل يكسر بابها معلنا اهتزازات شعرية مدوية عابرة كل الشرفات والغرف حتى المنسية منها التي أغفلها بعض الشعراء :

" يا طارقي لا تتمهل قليلاً
ولا تقف
خلف الباب قاطع الأنفاس
مدمر الاحساس
لا أنت معي
ولا أنت بعيدا عني
أدخل
ولا تتردد في مكانك
لك مني قلبا وعرشا ولا نعشا "

إنها دعوة صادقة من شاعر مرهف الاحساس ، للدخول إلى عوالمه المزدانة بالورود والوعود .. عوالم ليست لأحد .. عابرة كل حنايا المدن الأنيقة من أكادير إلى مكناس عبوراً بمراكش الحمراء .. فندرك أن الترحال راسخ كأصل الحب في قلب شاعرنا .. وإن كان السفر حياة أكثر وموت أقل .. نتمنى لشاعرنا " الحسن الكامح " حياة كلها سعادة و نجاح وتألق على درب القصيدة الشاقة .

الخازن : مراكش
19/08/2014



#عبد_العاطي_الخازن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في ديوان - ونيس وحدتي - للشاعر المغربي عبدالله شريف ( ...
- مالينا / شعر
- قيامة / شعر
- سفر / شعر
- وصية / شعر
- حارس الجبل / شعر
- قلب / شعر
- عزلة / شعر
- حيرة / شعر
- شعر / رسالة
- قراءة في ديوان - وخزات في زمن الريح - للشاعرة المغربية أمينة ...
- سيدة الورد
- حوار حول اليوم الوطني للزجل بالمغرب
- الشاعرة نعيمة خليفي و ديوان -همسات ثائرة-
- بين طريق بغداد و الحديقة المراكشية : شاعر يخطو بين هاوية الم ...
- ملحمة الحب والسراب ( محاولة أولى )
- بول إيلوار .. انتصار الصدق
- مع الشاعر محمد نور الدين بن خديجه
- نهاية الانسانية
- نسيان كاذب/شعر


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي الخازن - قراءة في ديوان - قبل الانصراف - للشاعر المغربي- الحسن الكامح-