أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعادة عودة أبو عراق - سيناريوهات الصيف العربي القائظ














المزيد.....

سيناريوهات الصيف العربي القائظ


سعادة عودة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 4509 - 2014 / 7 / 11 - 12:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حينما كانت السلطنة العثمانية نائمة في التاريخ، كنا نائمون في أحضانها ، وحينما دهمت الأمواج العاتية قاربها القديم المنعزل ، وتفككت أخشابه، أصبحنا غنائم حرب لبريطانيا وفرنسا، كنا مسترسلين في الجهل والكسل والنعاس ، حتى أننا لم نفرق إن كنّا ما زلنا في أحضان الدولة العثمانية أم في أحضان بريطانيا وفرنسا وإيطاليا.
لعلنا كنا نتساءل عما كان يجري من تقسيمات بالمسطرة على الخارطة ، وتسمية هذه البقعة العراق والأخرى سوريا وتلك تونس ولبنان ، وإلى آخر القائمة ، واحترنا هذه الأقفاص السياسية التي وجدنا فيها أنفسنا ، أو هذه الزرائب البشرية التي تتحرك فيها تجمعات عشائرية، تثغو ولا تفعل شيئا ، في هذا الحيز المكاني الذي أسموه (وطن) ، أو أسموه دولة تحت الانتداب.
وكان قدرنا نحن الثلاثين مليون عربي – آنذاك - من المحيط إلى الخليج ، أن نسكن هذه الزرائب وأن يضع المستعمرون علينا حكاما ، لا ندري ما صلتهم بالحكام المستعمرين ، وكيف وضعوهم علينا ، لا نعرف ما هي واجباتهم كحكام, ولا واجباتنا كمواطنين ، ولم نطالب بتعريف واضح للوطن، ولا الأسس الواجبة لبناء الدولة ، وظل مفهومنا عن الدولة أنها هي شرطة وتحصيل دار ، وأيضا الشرطة والضرائب هي الدولة.
في العام 1945 ،خرجت بريطانيا العظمى وفرنسا من الحرب العالمية الثانية تلعق جراحها وتضمد خرائبها ، وكانت أمريكا الفتية الثرية ترث ممتلكاتها وترث حكامها التي نصبتهم عيها ، فورثت أمريكا /أو اشترت البلاد والعباد ، بصفقة لا ندري كيف تمت ،ولكنها زهدت بهؤلاء النواطير التي عينتها بريطانيا وفرنسا وكان لا بد من إزاحتهم واستبدالهم بنواطير جدد يضمرون ولاءً لها وليس لبريطانيا.
وهنا بدأ الجيل الثاني من الحكام العرب وهم الحكام الانقلابيين ، الذين ركبوا دباباتهم وتوجهوا نحو الإذاعة والقصر الملكي أو الجمهوري ، واسقطوا الأسر الحاكمة ملكية, كانت أو جمهورية ، واستطاعوا أن يقولوا عن أنفسهم بأنهم ثوار ،وأنهم محررو الأمة من الاستعمار.
وقبل بزوغ الربيع العربي, كانت سيطرتهم على الشعوب سيطرة من لا غالب له، رغم أن الثلاثين مليونا من العرب المساكين أصبحوا ثلاث مائة مليون عربي من التعساء ، وتبين أن هؤلاء الزعماء - الذين سقط منهم أو لم يسقط – هم الأعداء الوحيدين لشعوبهم ، ونسيت الشعوب هتافات حناجرها ضد الإمبريالية وتناقضها التاريخي مع إسرائيل ، وأصبح هتافهم الشعب يريد إسقاط الرئيس.
إن الدولة الكرتونية العربية التي وضعتها أولا الاستخبارات البريطانية ثم وزارة الدفاع الأمريكية ، لم تكن إلا شكلا فارغا يصلح مسرحا لفلم من أفلام هوليود ، فلا العرب من الذهنية الصحيحة لمراقبة بناء الدولة, وليس القائمون على هذه الدولة بمعنيين بسلامة البناء والأسس السليمة التي تبنى عليها كل الدول الحديثة ،فجميعها بنتها مؤسسة الاستخبارات على قياس الزعيم.
ولكن إسقاط النظام أو إسقاط الرئيس لا يؤدي بالضرورة إلى بناء دولة وعدل ومساواة ، فهذا العمل أكثر صعوبة من إسقاط النظام ذلك أن دولنا بنيت على رمال متحركة، بمعنى عدم وجود بنية تحتية, فإن هذه الرمال لم تستطع حمل هذا الثقل الذي تضاعف عشر مرات، لذلك ...لاغرو أن تميد بهذه الدول الأرض ،فتتحول دول مثل ليبيا ومصر وسوريا والعراق واليمن ركاما أو شبه ركام ، وبلغة السياسيين دولا فاشلة.
ماذا نتوقع بعد هذه الصورة الكارثية التي ألمت بنا ؟
هناك عدة سيناريوهات يمكن أتصورها:
1- أن تستمر هذه الشعوب في صراع طائفي أو مذهبي أو عرقي ، تحت راية المنظمات الإسلامية التي تنبت كالفطر بلا نظام ، كما هو الحال في الصومال ، دولة على ورق ، أو بلغة السياسة دول فاشلة.
2- أن تقتسم القوميات والطوائف مناطق نفوذها, وتصنع منها دولا اقرب ما تكون بدول الطوائف في الأندلس ، أو دول المشرق قبيل الغزو الصليبي ، إذ كانت كل مدينة دولة تحكمها عائلة وليس بينها وفاق بل عداء ، ولعل ما تم في السودان هو النموذج البكر لهذا السيناريو.
3- أن يبقى الصراع طويلا بين المنضمات الإسلامية التي تُدعم من دول أخرى ، لأن كل جماعة ترى في نفسها الفرقة الناجية والفرق الأخرى في النار ، ويستمر هذا الصراع سنينا ، كما كان في لبنان أثناء حربه الداخلية لمدة 15 سنة
4- وفق السناريو الثالث فإن هذا الوضع الذي يشبه إفريقيا قبل حركة الاستكشاف، مجرد أراضٍ فيها قبائل متقاتلة، وبذلك تكون مباحة لمطامح المستعمرين الأوروبيين، فاقتسموا القارة كما شاءوا ، وعليه ستكون الدول العربية مطمعا للسيطرة المباشرة وغير المباشرة لمن يستطيع أن يلعب بمهارة وقدرة وذكاء.
5- في الحلم يمكن أن نرى جماعة متنورة وقادرة, تأخذ على عاتقها اجترار المعجزات كما فعل بسمارك في توحيد ألمانيا وجورج واشنطن في توحيد الولايات المتحدة الأمريكية ، وجوزبيني مازيني في توحيد إيطاليا وماوتسي تونغ بتوحيد الصين وستالين بإقامة الإتحاد السوفيتي
وضع إشا



#سعادة_عودة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنارة على القصة القصيرة جدا
- وادي عزيزة
- ضرورة المنطق
- واقع العلمانية في الوطن العربي
- واقع العلمانية في العالم العربي
- العرب والعلمانية - 2
- العلمانية ونشأتها
- العار
- لماذا لا يحتفل المسلمون بميلاد السيد المسيح
- غيفارا-بن لادن-بلاك ووتر
- قليل من الشك يوقف التهور
- هل لدينا وقت للأحلام ?
- الحركات المستهدفة من الحركات الإسلامية والماركسية
- الخمار
- المرأة ومشكلة الإبداع الشعري
- الاقتصاد الإسلامي واقتصادد الإخوان المسلمين
- هل ورثنا علما في السياسة


المزيد.....




- روسيا وقطر.. تعاون بقضايا استراتيجية
- في قطر... أول لقاء بين الشرع والسوداني بعد أشهر من الحذر
- علماء: رصد أقوى -مؤشرات- للحياة في كوكب خارج النظام الشمسي
- أهالي حمص السورية يستقبلون الحجاج الإسبان بأهازيج الترحيب (ص ...
- السلطات البولندية تخفي معلومات عن الانفجار في مطار شوبان منذ ...
- سيناتور روسي: ماكرون يحاول استدراج ترامب لمعسكر الراغبين باس ...
- القوات الأمريكية تعلن تدمير منصة وقود في ميناء رأس عيسى اليم ...
- ما الذي جرى خلال لقاء السوداني والشرع في قطر؟
- فجوة بين نتنياهو وترامب مع تصاعد الخلاف بشأن إيران
- قيادي في “حماس” يكشف لـCNN موقف الحركة من المقترح الإسرائيلي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعادة عودة أبو عراق - سيناريوهات الصيف العربي القائظ