زمام المبادرة مفتاح التحرك نحو النصر

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

زمام المبادرة مفتاح التحرك نحو النصر

من أهم أسباب انتكاسة الجيش العراقي في الموصل بالإضافة للأسباب التي سبق وأن قدمناها في حلقات سابقة من تقصير في العمل العسكرياتي الأصولي وضعف التعاون بين التشكيلات والقيادات وغياب الرؤية الوطنية عند الكثير من القادة والضباط نتيجة تعدد الولاءات والانحياز الطائفي والقومي , تبقى هناك نقطة جد محورية وهي نتيجة من نتائج ما تقدم وليس سبب منعزل وهو غياب مفهوم الإمساك بزمام المبادرة في عمليات الفعل ورد الفعل , وهذا الأمر ليس عاديا بالنسبة إلى جيش محترف وقديم ومؤسسة لها تاريخ عسكري يمتد لقرن من الزمان .
يأت تثبيت هذا المفهوم من خلال جملة مرتكزات البعض منها عملياتي والأخر لوجستي وعامل ثالث يعتمد على البناء العقائدي للجيش وهذا الأخير عامل مهم وركيزة أساسية في العلم العسكري وله تأثيرات مهمة على جملة العمل العسكري المنظم والموحد ,من الناحية العملياتي يجب أن تتوفر عند القيادات العسكرية والقطعات الماسكة والمتحركة مجموعة من الخيارات والخبرات في كيفية التعامل مع الخصم والعدو المتوقع منها خطط عسكرية للمواجهة ومنها خطط دفاعية تهيئ لمرحلة هجوم لأحق , المفترض أن هذه الخطط قد تكون قد تدربت عليه الوحدة أو الوحدات العسكرية وأجرت عليها تمارين وأن هذه التمارين يتم مناقشتها بعد التدريب وأن تخضع دوما للتطوير والتحديث والتعديل حسب مقتضيات التطور الميداني , حتى تكون الوحدات والقطعات على تماس مباشر بالرؤية التي تتبناها سواء بالهجوم أو الدفاع الهجومي .
في الموضوع اللوجستي هناك معطيات ومقدمات يعرفها القادة والأمرين تتمثل بجملة من الإجراءات والتصرفات التي تؤمن الدعم والمساندة وطرقها وخطوطها العامة وكيفية التعامل مع الطوارئ والمفاجآت القتالية دون أن تنسى الرؤية اللوجستية إمكانية الإنقطاع أو التشتت على أن تضع في الحسبان كل ما يمكن أن يعزز من قدرة الوحدات المقاتلة على الصمود والحفاظ على مبدأ المبادأة أو على أقل تقدير أن لا تعطي زمام المبادرة للطرف الأخر , عليه فإن الكثير من هذه القضايا لم يتم الأهتمام الكافي بها ولا مراعاة المهنية العسكرية الأحترافية في تنفيذ الكثير منها نتيجة أن الغالبية من الضباط وبعض القادة قد دخلوا المؤسسة العسكرية من باب غير تقليدية نتيجة المحاصصة وتوزيع المناصب وفق رؤية سياسية وقرار غير مهني .

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات