أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - دور الهوية في تحديد مسارات الحركة التاريخية للمجتمع














المزيد.....


دور الهوية في تحديد مسارات الحركة التاريخية للمجتمع


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4465 - 2014 / 5 / 27 - 01:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا يدرك الكثير ممن يشتغل بعالم الفكر والمعرفة اليوم دور الهوية في تحديد مسارات الحركة التاريخية للمجتمع ولا دور المؤسسة الفكرية في صياغات الواقع الحالي والمنظور والمستقبلي للأمة ,بل جل الأهتمام اليوم منصب على المباريات الفكرية وإظهار مدى الصلة بالتاريخ عند المذهب الماضوي والمتأثر بإحداثيات الفكر القومي والديني وبين إحداثيات الفكر الليبرالي الغربي المتمنطق بتجدد الحاجة ورفض الماضي,تمزق الفكر الناشئ بين هذه الولاءات وأصبح البحث عن منهجية مستقلة أصيلة نوع من التغريد خارج السرب ,هنا على المفكرين الأحرار أن لا يقعوا ضحية التغريب المتعمد وأن يخوضوا المواجهة بروح الثقة بأن أول رسم خطوات الفكر الحقيقي هو أن نعي ما نريد ونعي الواقع بكل سلبياته دون النظر إلى عوامل الخوف من التحدي أو الفشل في المحاولة.
ان البحث عن مشروع فكري خارج نطاق الهوية المحددة والموصوفة والتي ليست من شروطها ان تكون محلية أو ذاتية لكن الشرط الرئيس فيها ان تكون إنسانية ومتجددة تراعي الخصائص الذاتية ولا تنقطع عن الحركة الوجودية الشاملة التي يمر بها الكون , هذا ليس تزاوج بين النقائض كما يدع الكثيرون بل هي فهم حقيقي لكونية وجود المجتمع المحلي وأنه جزء يتفاعل وينفعل وبتأثر بكل التطورات الما حولية وبالتالي عليه أن يأخذ بالحسبان مدى التأثير والتأثر كي لا يتقاطع هو مع الحقائق الوجودية,ان انتصار لغة العقل الواعي والمتفهم لحاجات البشر والمتيقن ان حركة الزمن لا يمكن لأحد أن يتجاهلها كما يؤمن بأن الإرث التاريخي بحاجة إلى نقد وتشذيب ومصاهرة مع تقنيات الإرث العالمي سوف ينهض بالفكر من حالة التعجز والإنحلال نحو تبني رؤية أكثر واقعية وأشد التصاقا بحاجات الإنسان المعاصر.
الأشكال الأخر الذي تواجهه الثقافة والفكر العربي هو تحديد معنى الهوية وماهية المعيار الذي يحددها دون ان نصطدم بالمتشابهات أو ننعت من البعض بالعنصرية أو الشيفونية , الحقيقة أن هذا الموضوع قد أحدث الكثير من الردات النفسية عند من يحاول ان يبحث عن معنى للهوية وعن المعيار بسبب تداخل ما هو خاص بما هو عام بين تحديد الهوية المجتمعية وبين تحديد ماهية الفكر ووجهته الإنسانية,سبب هذا التداخل هو اشتراك الفكرة أساسا بين البعد القومي للفكر وبين البعد الفكري للقومية في ظل من يرى ان لا حس قومي حقيقي إلا بفكر يعبر عن هذا الحس ويسجل انعكاس عنه,وكأن الفكر هو القاعدة الأسية والركيزة الأساسية للوجود القومي,هذا الحد من التحديد لو تم التعامل به سينقذ الامة من ضياعها وتيهها وستجد حقيقة عنوان تنتمي له وهو عنوان إنساني لأن الفكر أساسا قضية إنسانية بدل ان تبحث في الماضي ومآسيه عن حدود للهوية.
يبدأ التحديد الحقيقي للهوية من تحديد المعيار الذي تنتخبه الأمة والمجتمع ليكون العلامة التي منها ننطلق في بناء وتشيد الهوية ويبدأ معها السؤال الأهم , هل نحن أمة ومجتمع قائم على الركن الفكري أم على النتاج الروحي أم سنختار أن نحدد مفهوم متضايق على نفسه وهو الأنتماء للدم والعرق,لأن كل مفهوم من هذه المفاهيم يبرز لنا هوية ذات ملامح قد تتناقض لحد القطيعة فيما بينها ,فلا يمكن ان يجتمع المفهوم الروحي مع الثقافي ولا العنصري مع الفكري ,لقد جرب العرب الدمج فضاعت هويتهم وتمزق الفكر عندهم بين الديني والقومي والواقعي حتى لا نكاد نجد مشتركات حقيقية بين نتاج هذه المحددات التي انطوت جبرا ووهما تحت عنوان الفكر العربي قديما وحديثا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الخرافة في الفكر الفلسفي الأفتراضي
- من مهمات الفكر العربي
- فكرة الزعامة وأنحراف الزعيم
- تجرد من
- السيد مسطرة _ قصة قصيرة
- الحب المحرم
- نهاية الديكتاتورية الجديدة في العراق
- الديمقراطيون المدنيون ومهمات المرحلة القادمة.
- سأمضي بقافلتي الصغيرة
- الزعامة والزعيم في المجتمع العراقي
- ساعة الحقائق الزائفة
- الإبداع معنى ودلالة
- حكومة أزمة أم حكومة أدارة أزمة ؟.
- أنا يا أنت _قصيدة نثر
- الإمام علي في ذكرى مولده
- أشباحي ودروب الحارة
- المستقبل العراقي وتحديات الهوية الوطنية
- قصيدة _ تبسم والنبي ...فأنت انسان
- العراق ومستحقات تشكيل الحكومة القادمة _ قراءة في واقع الأزمة
- الطريق الجديد


المزيد.....




- بعد زيارة وزير خارجية أمريكا.. بنما لن تجدد اتفاق -الحزام وا ...
- اتهامات بالتحريض وترهيب الشهود.. النيابة الإسرائيلية تفتح تح ...
- سوريا تحت قيادة الشرع تفتح صفحة جديدة مع الخليج، فهل تنجح بإ ...
- إسرائيل تصعد عملياتها العسكرية في جنين: نسف 21 منزلا وسقوط خ ...
- لقطات جوية تكشف حجم الكارثة.. أحياء بأكملها تغرق في كوينزلان ...
- كيف تتلاعب روسيا بالرأي العام في أفريقيا؟
- هل نجح نتنياهو بتغيير ملامح الشرق الأوسط؟
- الأطفال الفلسطينيون المرضى والجرحى يصلون إلى مصر بعد فتح معب ...
- المتمردون من حركة -إم 23- يدعون حكومة الكونغو الديمقراطية لل ...
- مصر.. خطاب للسفارة الأمريكية اعتراضا على تصريحات ترامب


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - دور الهوية في تحديد مسارات الحركة التاريخية للمجتمع