مقام الحيرة قصص قصيرة جدا

بشير ونيسي

الحوار المتمدن-العدد: 4453 - 2014 / 5 / 14 - 13:43
المحور: الادب والفن
    

1
قال التوأم ع لشقيقه ز وهما على عتبة الخروج الى الكون ، القوقت عتمة ...
- سيقطع حبل السرة والوصل ، وأكون أنا وأنت آخر موجود .
رد التوأم ز تغشى وجهه قطع من الليل مظلما .
- اننا يا خليلي ، نخرج من الوجود الى العدم ومن الروح الى الجسد ، وسوف يبدأ الاستلاب والاغتراب والسراب ويقول كل منا يا ليتني كنت ترابا .
... فجأة سكتا ... سكنا ... لحظة الولادة والخلق ...وخرجا الى الأرض
قال ع :
- مستلب أرى وجودي يحاصره عدم .
قال ز :
- مغترب أرى حريتي تمحو جسدي .
2
جلس الوجود جنب العدم صدفة في محطة سفر والزمن مكتظ بفراش مبثوث من الناس قال الوجود :
- متى ينطلق قطار الشرق الى الغرب ، وقطار الغرب الى الشرق ؟
قال العدم والأشياء تفقد هويتها :
- نسيت يا هذا واحد منهم في آخر الليل ،والثاني في أول النهار ، أنا ياهذا كرهت السفر وضاقت بي الأرض بما رحبت رحلت حتى مشرق الشمس وعرفت فيض الروح ، ومشيت حتى مغرب الشمس فرأيت حياة الجسد في موته ،وأنا الآن عرشي على كل شيء ، أمحوه اذ ما اثبت .وكما ترى كل يوم في محطة السفر أرقب قطار العمر أنتظر أنظر لأجد ، أقرأ الجرائد ، أدخن السجائر ، أحسو قهوة أو شايا .
قال الوجود :
- أنا يا انت أريد ما أرى ، والذي أرى لا أعرفه .
قال العدم :
- لن تعرف ما ترى حتى يأتيك اليقين .
3
سأل موسى الخضر ذات يوم وقرن الشمس تكسر
- ما سر السفينة ؟
- جسدك يوم ولدت ويوم تموت ويوم يبعث حيا .
- والغلام المقتول ؟
- نفسك الأمارة ، السوالة اللوامة ...
- والجدار ؟
-روحك من شدة قربها منك حجبيت عنك .
بشير ونيسي

#بشير_ونيسي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات