|
الإعلام المسرطن
ابراهيم ابوعتيله
كاتب
(Ibrahim Abu Atileh)
الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 18:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الإعلام المسرطن تعاني دولنا العربية شأنها في ذلك شأن العديد من الدول النامية ، من تزايد نسب المصابين بالسرطان، ويعزو الكثيرون سبب ذلك إلى تلوث الغذاء أو سوء نوعية الدواء ، فغذاؤنا في الغالب غير مستوف للشروط الصحية ونسبة كبيرة من دواءنا مقلدة أو مهربة أو غير خاضعة للرقابة الكافية ، علاوة على قيام دول العالم " الأول " بتصريف الكثير من بضائعهم التالفة وتلك التي لا يسمحون بتسويقها محلياً حيث يقومون بتصديرها إلى دول العالم الثالث ومنها بالطبع دولنا العربية ، والنتيجة تنوع وتعدد الاصابات بمرض السرطان وتزايد حالات الوفاة بسببه ، فسرطنة الأجسام اضحت أمراً واقعاً بسبب تخلف طرق المراقبة والوقاية أو بسبب الجشع وانعدام الضمير عند من يستوردون مثل تلك البضائع يرافقها في أحيان أخرى ضعف نفوس العديد من المراقبين والمسؤولين عن تطبيق المعايير الصحية ، كل ذلك علاوة على أننا قد اصبحنا فئران تجارب لدى الشركات العابرة للقارات في الدول المتقدمة خاصة وأن الانسان لدينا لا يماثله في الرخص شيء ولدرجة لا يأبه به وله أحد سواء كان حياً أو ميتاً ، وما يجري من أحداث في دولنا العربية لأكبر دليل على ذلك ، فمن لم يمت بالسيف مات مسجوناً ومن لم يمت في السجن مات قهراً وغماً على عزيز لديه أو من تصرفات السلطان ، ومن سلم من كل ذلك فهناك السرطان أو السكتة القلبية أو انفجار الدماغ ، ولعل السكتة القلبية والسرطان هما السببان الأكبران للوفاة في بلادنا ،،، لقد تزايدت في الآونة الأخيرة نسبة الاصابات بهذين المرضين بحيث لم يعد بالإمكان دفع فاتورة العلاج سواء من قبل الاشخاص أو الدول ، والسؤال ، ماذا حصل وما هو الجديد الذي أدى لمثل هذه الزيادة المضطردة في السكتات القلبية وفي السرطانات ، عرفنا عن الغذاء والدواء وهو ما تعودنا عليه منذ مدة ليست بالقصيرة ، فما السبب الحقيقي وراء هذه الزيادة ، لعلني لاأبلغ حين أقول أن السبب يكمن في السموم التي تنفث في كل لحظة في فضاءاتنا وبيوتنا ومع هواءنا دون ان يكون لنا سيطرة عليها .. فهي تدخل بيوتنا بدون أدنى استئذان ، كل ما عليك إلا أن تشعل جهاز التلفاز الذي اصبح وبدون أدنى شك جزءاً اساسياً في حياتنا اليومية ووسيلة أساسية من الوسائل التي تعرفنا بما يجري من حولنا من أمور واحداث ، نتابع ما يقدمه من برامج ومسلسلات وهي في غالبيتها تافهة ، نراقب بلهفة ما يبثه من أخبار وما يقدمه من تحليلات سياسية من قبل بعض من محترفي الكلام الذين يتنقلون من قناة لأخرى ، ونستذكر كيف قام التلفاز كوسيلة اعلامية بأن جعل للعراق جيشاً يضاهي جيوش الناتو ونفخ به حتى تبخر بالهواء مع أول غزة من دبوس وهو الذي قام باسقاط بشار منذ الأيام الأولى للإضطرابات في سوريا وشجع على الحرب الأهلية هناك وروج لغزو الناتو لليبيا كقوة محررة للشعب الليبي ومن من .. من نفسه ، وهو من تأسف للريس وهو من جعل تكميل الجميل واجب ، مبشراً بأنبياء ورسل في القرن الحادي والعشرين ... هو من يجعل من الدكتاتور حاكماً عادلاً يؤمن بالديمقراطية وهو من روج ويروج لمفتي السلاطين الذين يحرفون الكلم عن مواضعه فيستخدم هؤلاء كيفما اتفق فهم من سيقوموا بتحرير القدس وفلسطين عن طريق كابول أو ربما عن طريق جمهورية الشيشان مع أنهم عادوا ليغيروا طرق الجهاد ووسائله بحيث أصبح جهاد البعض لا يكون إلا في سوريا وأصبح زنا البعض ونكاحهم جهاداً . تسميم مستمر للأفكار والقيم والمبادئ يقوم به الاعلام العربي ، ولعل ما يقوم به التلفاز لا يقل بشكل أو بآخر عما تقوم به وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة ولكني ضربت بالتلفاز مثلاً كونه الوسيلة الأوسع انتشاراً وكوننا شعب لا نقرأ ، والنتيجة جلطات وسكتات قلبية بسبب إما الإثارة أو التدخين الذي نلجأ إليه آلياً بعد سماع كل خبر مثير ، سموم ما بعدها سموم .. وانعزال عن الواقع وتشبث بالخيال ، نسيان وتناسي للقضايا الأساسية وترويج رخيص لما كان في خيال مقدمي البرامج ومستضيفينهم الذين يلهثون وراء الدولار مهما كانت مصادره وبأي طريقة يأتي ولا يهم على حساب من ، سرطان فكري جاء الينا مع طاهرة السرطان في أعداد القنوات التلفزيونية الفضائية التي تتوالد كل يوم كما تتوالد الخلايا السرطانية لتنقل هذه الظاهرة من الأقمار الصناعية إلى أجسامنا التي اضحت في طريقها إلى الإنهيار، ربما جاء الوقت لنقول أن اعلامنا العربي اضحى إعلاناً مدفوع الثمن لكل من هب ودب لا لشيء إلا للمساهمة في تدمير واقعنا بأفراحه وآلامه وخلق خيال زائف يدخل منه كل من يستهدف ما بقي من حريتنا ومن كرامتنا الإنسانية ... إن وجدت ...... ابراهيم ابوعتيله عمان – الأردن 10/4/2014
#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)
Ibrahim_Abu_Atileh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القضاء المصري وطريقة 5-2-8
-
بين - حانا - و - مانا - ضاعت لحانا
-
يا فلسطينيي العالم ... اتحدوا
-
مصر وحماس والإرهاب ....
-
العودة .. دون مطالبة
-
عباس ... والهراء
-
الاسلام السياسي و -الربيع العربي-
-
دستور الدساتير
-
عباس ... والغطاء
-
مفاوضات ... حتى الممات
-
دولة فلسطين الديمقراطية
-
يهودية دولة
-
حكايات .... ابو مازن العباسي
-
أسرانا يهربون الخلود
-
الطائفية والدين والقومية
-
بين مرسي والسيسي ... سي
-
قادتنا الملهمون ...
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|