أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال طعمه - البيدوفيليا في الفضاء العقائدي المسيحي .. مجرد علامات استفهام؟؟













المزيد.....

البيدوفيليا في الفضاء العقائدي المسيحي .. مجرد علامات استفهام؟؟


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 16:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البيدوفيليا والمسيحية!!
بداية لم أكن أود أن أتطرق الى موضوعات فيها صبغة دينية بالذات لاني لا أحب أن أكون من هؤلاء المترصدين في خندق المواجهة الدينية والطائفية! وأنا أدعو أن يكون الدين والأيمان بالذات محركا لروحانية الإنسان وليس لشر الإنسان والوقوع في فخ التعصب،الذي فيه تموت كل الروحانيات!
أعتبر أن كل كاتب له أهميته فيما يطرحه وكل كاتب يطرح ما يريده وما على القارئ سوى الإطلاع وتحديد وجهة نظره من الموضوع!
لكن في مجتمعاتنا التي تعشق الديانات وتلهث وراء اظهار تميزها الديني ! يصبح الهدف من النقد الديني وسيلة لإظهار عنصريتها وطائفيتها ويعزز الكراهية الموروثة!وهذا ما لا نريده قطعا.
وليس الرد هو محاولة مني لتفنيد ما جاء به الكاتب المحترم على وجه الخصوص،ولكنه محاولة مني لاستقراءها وفهم الغاية منها؟

فكل كاتب يكتب له غاية من كتابته وهدف ورؤيا معينة ،قد يكون الهدف سياسي.. اجتماعي.. نفسي ..أو إنساني بشكل عام! فما الأمر الذي أراد الأستاذ حسن محسن رمضان ايصاله حقا في البحث حول البيدوفيليا في الفضاء العقائدي المسيحي!
احب أن أوضح نظرتي الى المسيحية فهي كنهج حياة وسلوك انساني راقي وليس شرائع وقوانين وطقوس فلربما كانت كل الشرائع التي تنص عليها الكنائس المسيحية هي مجرد اجتهادات كنسية وثمرة تأملات الأباء الأوئل.

ولن أتعرض الى حقيقة ماجاء به الكاتب من أرقام ومعطيات وغيره بل الى الفكرة الأساسية وهي ربط البيدوفيليا بالعقيدة المسيحية! من خلال بعض المشاهد التي يذكرها الأستاذ الكريم.
يتضح أن الكاتب لديه تصور خاص في فكره حول ارتباط العقيدة المسيحية بمشاكل جنسية من الأساس ويحاول إبراز هذا الجانب بقضية البيدوفيليا أو التحرش بالأطفال لدى الكهنة الكاثوليك!حيث يطرح صورا وقراءات لتتسق مع فكرته !
ولأنني قرأت المقال بالذات لأنه يتحدث عن بيدوفيليا وفضاء عقائدي مسيحي!! أي ربط حالات التحرش الجنسي بالأطفال بالعقيدة المسيحية وهذا امر خاطئ جملة وتفصيلا!
ما الذي جعل المسيحية، كعقيدة، تعاني من انتشار الاعتداء الجنسي على الأطفال، البيدوفيليا، بين رجال دينها على الخصوص؟
السؤال اعلاه مأخوذ من مقال الاستاذ حسن محسن رمضان ،فهل هي العقيدة بالأساس التي تعاني من انتشار الاعتداء الجنسي ؟؟واعتقد ان السؤال خاطئ بالأساس، لربطه المشكلة بالعقيدة.

الكاتب الكريم يربط هذه القضية بالعقيدة وقد تصورت أني سأجد نصوصا أو مراسيم كنسية تدل على هذا أو شيء من هذا القبيل أو تشجعه لكني عذرا أجد مجرد تصورات !
العقيدة المسيحية قدست السمو الروحي وانكار الجسد ومن هذا المنطلق ظهرت الرهبنة وهي اختيارية! أما ما جرى لاحقا من إجبار الكهنة ككل على عدم الزواج فهذا سوء استدلال من جانب الكنيسة الكاثوليكية ومبالغة في تفسير كلام الرسول بولس!
وقد تتغير الأمور لأن الكنيسة ذاهبة في طريق التجديد والتغيير وما كلام البابا فرنسيس عن الجنة والنار إلا تصديقا لهذا الواقع،وأرى انفتاحا في الكنيسة الكاثوليكية ولكن هذا الأمر ليس موضوعي بل أورده على سبيل تبيان محاولة الكنيسة للتواءم مع متطلبات العصر ونفض غبار الماضي عنها! فلم تعد ترى نفسها متصلبة أمام النصوص والتقليد الكنسي!وهذا المطلوب رغم أن البعض لم يعجبه هذا الأمر ولكن المركب تسير بهذا الاتجاه.
ربط مشاكل جنسية بالعقيدة المسيحية هو أمر خاطئ لانه ليس هنالك عقيدة تعنى بهذا الشأن تحديدا أو تمثل انعكاسا له!

اذا كان القصد ربط مشاكل جنسية بالمسيحية كديانة وطقوس فأيضا الطقس المسيحي لا يحتوي على هذا الأمر ، وفهم القبلة الذي تحدث عنها بولس على أنها دعوة للجنس ما هي الا إنعكاس لفهم القارئ الخاطئ !ولأن الأمر ليس أمرا أساسيا فقد تم التجاوز عنه،وقد رجعت الى مقال سابق للاستاذ عن تزوير مسيحية يسوع لألقى انه أورد مافيه وربطه بمشكلة البيدوفيليا!
ومقارنة ما كان يحدث من تجاوزات ربما في بداية تبلور المسيحية كديانة على أنه يرتبط بالمسيحية كعقيدة وكطقس كنسي مسلم به أو مثبت بالكنيسة أجده أمرا مغلوطا! لأن الأفعال الخارجة والتجاوزات لايمكن إقرانها بالطقوس الكنسية أو بالنصوص الكنسية إلا اذا كان هنالك اقرار واضح من الكنيسة بجواز فعلها وهذا لم أسمع به قط! ولا أجد ذلك - أي ماحدث بالقرن الأول على حد قوله - له علاقة بالبيدوفيليا التى طرحها الكاتب كمشكلة ترتبط بالعقيدة المسيحية!
فكأنما الأمر يبدو اصرارا على ربط المسيحية بمشاكل جنسية كعقيدة وأكرر كعقيدة وليس تصرفات!
التصرفات المشينة نستنكرها ولكني أرى انها لا ترتبط بدين معين بل ربما ترتبط بخلل نفسي أو ثقافة خاطئة قد يشكل الدين جزءا منها ولكن ليس ككل ، وقد تجد لها مرتعا خصبا في بعض البيئات دون غيرها.
أما ربط تصرف جنسي غير أخلاقي بعقيدة تدعو الى سمو الجسد واكرر عقيدة !!فهذا مستعجب.

اذا كان المقصود هو اظهار الخلل والمساوئ في الرهبنة وقوانين الكنيسة الكاثوليكية فهذا شيء أخر (من وجهة نظري المتواضعة اذا كان هذا المقصود كان لابد تغيير العنوان والسؤال)،رغم أن المجتمع الغربي يتلمس مشاكله ويحاول حلها بصورة عقلانية ومنطقية!وأجد الأمثلة التي طرحها الكاتب المحترم حول التقارير عن الكهنة والممارسات الشاذة ،لدليل على تلمس مؤسسة الكنيسة وتلمس تلك المجتمعات ربما على موضع الخلل فيها بغض النظر عن الإجراءات التي تمت او لم تتم بهذا الشأن، ان تحويل الدين كعلاقة بين الانسان وخالقه (من المنظور الروحاني الفردي )الى إطار مؤسسات وتنظيمات لابد ان تكون هنالك احتمالية للخلل ولابد من مراجعته وتصويبه.
ولنفترض أن هذا الأمر له انعكاس على مجتمعاتنا هنا فوجهة النظر سوف تختلف أكيد !! ولكني لم أر له اي انعكاس مباشر اوغير مباشر علينا ،والمجتمعات العربية اغلبها مسلمون وليس منهم رهبان ولا شمامسة! والموضوع ليس تقرير اخباري نشاهده أو نقرأه ونطلع عليه كنوع من المعرفة!كذلك الأمر ليس نقدا لنص مقدس !!!

وأتوقف عند نهاية المقال وعبارته التي أقتبس :
"بعض طقوسها التي تتبناها(أي الكنيسة ) قد تؤدي إلى اضطراب سلوكي جنسي عند ممارسيها"،ولم يوضح الكاتب تلك الطقوس ؟؟وكيف تؤدي الى اضطراب جنسي عند ممارسيها؟؟أم هو قصد تحديدا الرهبنة؟

واستغرب أن يأتي هذا الموضوع في وقت يمرر فيه قانون يسمح بالزواج لطفلة عمرها تسعة سنوات!ونجد من يدافع عنه ويقول ان الطفلة قد تبلغ بهذا السن؟؟ لنقول ما الحاجة الملحة في سن مثل هذه القوانين؟؟أهي استقراء لواقع معين أم فرض واقع معين؟؟
فتلك المشكلة موجودة في المجتمعات العربية والمجتمعات عامة، فلو كان الحديث عنها بقالب يتناولها ككل وليس كمحاولة لإثبات ارتباطها بعقيدة معينة لنرجع ونتسائل بحسن نية عن الهدف ؟؟

وبعيدا عن هذا لي رأي - ولست أحاول فرض رؤيتي على أحد- وهو أن النخب الثقافية مطالبة بمعالجة الواقع البائس الذي نعيشه قبل إظهار مشاكل تعنى بها مجتمعات أخرى،و طبعا لكل كاتب رأيه ، وأرى أن العديد من الكتابات تصب لصالح اذكاء نار العنصرية والطائفية البغيضة -ولو لم يكن ذلك الهدف بذهن الكاتب- لأن مجتمعاتنا لم تتحرر بعد من أغلال التعصب الديني والقبلي.

مقالي هذا مجرد تساؤل حول أهمية نقد المسيحية ونصوصها وطقوسها والكنيسة الكاثوليكية والرهبنة بالنسبة لنا وتحديدا في فكر الكاتب الكريم؟؟فمن يكتب كل هذه السلسلات عبثا يكون فقط باحث عن الحقيقة!فلا بد أن له وجهة نظر !هذا هو تساؤلي .

مع احترامي لشخص الكاتب الكريم









#امال_طعمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة التحرش الجنسي!!
- أمي.. يمَه..يامو..
- بعض البشر كالملائكة
- طريق الألهة
- صوم روحي
- وغفا الحلم ..قصة قصيرة
- مفكرة كل مسلم!
- رثاء إنسان ..أم رثاء صور!
- جرائم الشرف كمرآة للمجتمع!
- خربشات قلب ..لرفيق الدرب
- اغتيال الحرية!
- زي السحر
- تأملات الوداع
- الفالنتاين
- من هذه الحياة (4).. ذاك الثوب الأبيض
- الكتابة بين الحقيقة والخيال
- بعضا من الورود!
- لحظة انتحار
- العداد
- مشاعر أم


المزيد.....




- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال طعمه - البيدوفيليا في الفضاء العقائدي المسيحي .. مجرد علامات استفهام؟؟