أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - العبعاطية تجتاح مصر الوطن














المزيد.....

العبعاطية تجتاح مصر الوطن


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 4404 - 2014 / 3 / 25 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحقيقة أن "عبعاطي" ليس مجرد شخص، ولكنه ظاهرة مصرية. وهو ليس فضيحة بجلاجل للمؤسسة العسكرية وحدها. هو فضيحة شعب بكامله. فضيحة ثقافة مشبعة بالتخلف والخرافة، وتستعصي حتى الآن على اختراق نور العلم والحداثة لها. فالشعب والدولة المصرية، تمر الآن بحالة انفلات سلوكي وتشوش عقلي.
تعريف "العبعاطية": هي مزيج من الدجل والتهريج والعلم بالإيمان، وليس الإيمان بالعلم. هي منهج وفلسفة حياة، تصنع من الهلاوس الفكرية والبصرية عالماً موازياً، نكفن فيه أنفسنا، هروباً من عالم لا نمتلك مقومات العيش فيه. تعتمد العبعاطية تكتيك، كن كذاباً بجرأة وجسارة، ولا تكف عن ترديد أكاذيبك، حتى يصدقك الناس، فعندها ستتحول الأكاذيب إلى حقيقة يعيشونها، لتصير أنت عندها زعيماً أو قديساً. . استخراعات "عبعاطي" الطبية، ذكرتني بانتصارات "عبناصر" العسكرية وإنجازاته الاقتصادية!!
العقل الإنساني بصورته الأولية الخام، التي يولد بها الطفل، لا يكون مؤهلاً لقراءة الواقع، وإدراك علاقاته. يحتاج العقل إلى التدريب على التفكير المنتظم، الذي نسميه الآن التفكير العلمي. يحصل الإنسان على جزء مهم من هذا التدريب، عبر الممارسات العملية في الحياة، عن طريق التجربة والخطأ. لكن في عالمنا الراهن المتشابك والمعقد العلاقات، يحتاج الإنسان لتدريب ممنهج، على التفكير العلمي المنظم. افتقاد العقل للقدرة على هذ النوعية من التفكير، يؤدي إلى تشوش الرؤية، فيبدو حتى الحاصلون على أعلى الشهادات العلمية، كما لو بهيمة تتخبط في طريقها، الذي تسير فيه للمرة الأولى. . هل يبدو الشعب المصري الآن، كما لو قطعان من الجاموس الوحشي، تتصادم أجسادها، وهي تعدو مذعورة؟!!
مع الأسف "عبعاطي واحد مننا". . أظن مثلاً أن كثيرين من كهنة الأقباط الأرثوذكس، يستحقون لقب "عبعاطي" بعد اسم كل منهم!!. . في دفاع أتقياء الأقباط الأصم عن فساد قادة الكنيسة الأرثوذكسية، كنت أشتم رائحة تبعث على الكآبة، وتدفع لليأس من الإصلاح والتنوير، تصورتها "رائحة قبطية". الآن أشتم نفس تلك الرائحة، عند جميع الفرق، وأصحاب جميع التوجهات الفكرية والسياسية والدينية. هي حقاً أمة مصرية واحدة!!
سيكون أكثر فائدة لو تم استبدال الـ 529 المحكوم عليهم بالإعدام، بواحد فقط هو فضيلة الشيخ د. ياسر برهامي!!. . أتعشم أن تصل مصر يوماً للمستوى الحضاري، الذي يسمح لها بإلغاء عقوبة الإعدام من قانون العقوبات المصري. . ليس من شأني البحث عن استحقاق هذا العدد الكبير من الناس حكم الإعدام من الناحية القانونية من عدمه. المحزن هو أن يكون لدينا مثل هذا العدد، وربما أضعاف أضعافه، ممن يستحقون قانونياً حكم الإعدام، لما ارتكبوه من جرائم. الأمة المصرية في أسوأ فترات تاريخها الحديث!!
نعم فاق إجرام الإخوان المسلمين ووحشيتهم كل الحدود. وإذا لم نجد في مواجهتهم إلا دولة جاهلة وعمياء تتخبط، تتلاعب وتتراجع وتتخاذل تارة، وتندفع بحماقة تارة أخرى، فإننا هكذا ندخل بأرجلنا إلى مرحلة ضياع وفوضى وحشية، لم تعرفها مصر في تاريخها الحديث.
بعد 3 يوليو 2013 سقطت عن الإخوان المسلمين قشرة الرياء والخداع الرقيقة، وظهروا على حقيقتهم. جماعة إرهابية دنيئة وعديمة الأخلاق، لا تراعي حرمة وطن أو إنسانية. يقتضي هذا أن تواجهها الدولة بقوة القانون، سواء القانون العادي أو قانون الطوارئ أو حتى الأحكام العرفية. هذا يجب أن يتم بمنهج يليق بدولة قوية وحازمة، لكن لا لمنهج "عبعاطي" في إدارة الدولة المصرية!!
أخيراً آمنت بوجود "اللهو الخفي"، الذي يجعل الدولة المصرية تصدر عنها قرارات وأحكام وتوجهات، غاية في الغرابة والشذوذ!!. . سأفترض معكم أن هناك من يتربص بنا ويتآمر علينا. لكن أستحلفكم إن كان أي من هؤلاء يستطيع أن يفعل بنا، مثلما نفعل بأنفسنا، وببيانات وقرارات وأحكام نصدرها نحن بكامل إرادتنا!!
على مدى العقود الستة الماضية، تعفنت التربة المصرية، وصارت تنفث أبخرة كريهة، وتنتج ديداناً وحشرات بشعة، تسرح منها على الجوار، وعلى العالم كله. . قضيتنا الآن ليست الأمل في مستقبل أفضل. إذا علينا في البداية البحث في كيفية تجفيف هذه التربة، ليضربها نور الشمس، القاتل والمطهر لما بها من أوبئة ومصادر تلوث. بعدها إن نجحنا في هذا، يمكن أن ندخل لمرحلة الأمل فيما هو أفضل.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايتنا مع الغرب
- كمال غبريال مرشحاً رئاسياً
- مصر تعادي نفسها
- مجرد سيناريو
- ثورة وثوار ودستور
- خربشات على زجاج الوطن
- خربشات في فضاء عشوائي
- فضيحة باسم يوسف
- سؤال للفريق أول/ عبد الفتاح السيسي
- سلفيون بلا حدود
- هواجس علمانية
- بين الماركسية والإسلام السياسي
- خربشات على وجه العواصف
- ثورة أمة على المحك
- مصر العظيمة تنتفض
- نحو عالم بلا إرهاب
- أمة في مواجهة الأغبياء والقتلة
- في ذكرى انقلاب 23 يوليو
- آمال المصالحة الوطنية
- استعادة الإنسانية


المزيد.....




- تونس: قصص نجاح حرفية بتوقيع اندا تمويل!
- اليمن: مقتل أكثر من 58 شخصا في غارات أمريكية على عدة محافظات ...
- -القسام- تعلن عن عملية نوعية ضد قوة إسرائيلية جنوب غزة (فيدي ...
- فانس يعرب عن تفاؤله بإمكانية إنهاء النزاع في أوكرانيا
- الدفاع الروسية: خسائر أوكرانيا في كورسك تجاوزت 75 ألف جندي
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة يكشف حجم الدمار والخسائر المادي ...
- روبيو للأوروبيين: نبحث حلا سلميا مع إيران ولا تسامح بالسلاح ...
- غارديان تروي قصة محاربين أميركيين قدامى نصروا غزة
- ماذا يفعل أكثر من نصف مليون أميركي في إسرائيل؟
- الصين تنفي تزويد روسيا بـ-أسلحة فتاكة-


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - العبعاطية تجتاح مصر الوطن