واقعة ثور القاضي وبقرة جحا

طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)

الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أني استنكر اشد الاستنكار الجريمة البشعة التي ارتكبها ضابط ضال وساقط باغتياله الشهيد الصحفي محمد بديوي الشمري بكل خسة وحقارة ...تلك الجريمة التي هي انعكاس لبؤس ما يعيشه العراق منذ ان وطأت حذاء اول امريكي وتابع ذليل لهم ارض العراق ودنسته مشرعنة الفوضى وسقوط الحضارة في ارض الرافدين.. هذه الجريمة هي امتداد لجرائم اخر نالت من أخيار العراق وقممه أدباء وصحافية وضباط طيارين وأطباء ووطنيين  بأشكال وصور وسيناريوهات متعددة .. ولم تهتز حينها شعرة  للسلطة والكتل السياسية التي امتطت صهوة العراق ..نعم تمنيت ان غضب السيد رئيس الوزراء او من ينوب عنه وإجماع الشخصيات والوزراء ورموز السلطة واقاربهم ومؤسساتهم ونقاباتهم على التحرك والغضب وسرعة القاء القبض على المجرم .. تمنيت ان يكون ذلك مبكرا وسابقا لدى اغتيال كل عراقي سواء كان ذلك ذو مكانة مهنية واجتماعية عالية امثال الشهيد  رئيس اتحاد ادباء العراق  او الشهيد كامل شياع او مهدي المهدي او الصحفي الكردي الذي نسيت اسمه .. ليس هؤلاء بل كل عراقي راح ضحية للارهاب وقربانا للملفات التي يحرص السيد رئيس الوزراء على عدم كشفها خوفا من ( البوكسات) التي ستنال من وجوه برلمانية قبيحة اسودت في الدنيا قبل الآخرة .. او خوفا على المحاصصة بين الحرامية خوفا من الفضيحة لكنها سياسة النعامة ( المتهمة ظلما وعدوانا )!!  
سادتي .. يذكرني موقفكم هذا بواقعة بقرة المرحوم جحا العراقي حين نطحت تلك المصونة ثور القاضي وقتلته في الحال . احتار المرحوم جحا وذهب مرعوبا الى ديوان القاضي فاستقبله بشوشا طامعا بإحدى مقالبه التي اعتاد عليها .. قال جحا وهو يرتعش:
مولاي القاضي أستميحك عذرا .. لقد حدث امر جلل .. لقد قام ثور جنابكم بنطح بقرتنا المصونة وقتلها على الفور!!
قال القاضي ..لا حول ولا قوة الا بالله ... عظم الله اجورنا واجوركم يا جحا ... !! انه ثور اسم على مسمى...!! هاتو ماء لجحا .. الله يعوض عليك ويعطيك ( امسحها ابلحيتي!!)
تردد جحا ولما اطمأن قال:
سيدي القاضي ... يبدو أني كنت مرتبكا !! ان بقرتنا هي التي نطحت ثور معاليكم والمصيبة ان ثوركم قد مات!!
استشاط القاضي غضبا ونزل من كرسيه وامسك جحا من لحيته وهو يقول:  يا ابن البوالة على عقبيها اعد ما قلت وان صح ذلك فقد جنيت على نفسك لأني سوف اعيدك الى رحم امك !!! 

#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات