ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 19:44
المحور:
الادب والفن
قصص قصيرة جدا :
إدريس الواغيش
1- متسع من الانتظار
طلبت فنجان قهوة ، بإشارة ألفها مني النادل ، وجلست على الرصيف أشاهد :
- شيوخ يمرون متباطئين ، حيث تتلقفهم بعد قليل حديقة الحي المهملة
- عاهرات عائدات من رحلة ليلية وفيرة ، يبتسمن في دلال وغنج ، ونقود الفضة تلمع على جباههن.
جلسن بجانبي ، طلبن كؤوسا من العصير، ثرثرن قليلا ثم انصرفن في هدوء ، تاركات الكؤوس على حالها ، مع بقشيش ووشوشات في أذن النادل.
- باعة يسرعون الخطى في اتجاه " سويقة " ، ينادي أولهم على بضاعته بصوته الصباحي المبحوح
- زبائن نابتون على كراسيهم ، منذ أن أحيلوا على التقاعد ، يتنططون في كسل ، ليطردوا ما علق من نوم بأجفانهم
- زبون انتهي للتو من قراءة جريدة المقهى ، يتلصص في صمت على عناوين التي بين يدي !
أخذت هاتفي الخلوي ، وانتبهت إلى المذكرة...
- لا زال هناك متسع من الانتظار، للوصول إلى آخر الشهر!!
2- جزمة قديمة :
سافر من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين
وحين أعياه السفر
تذكر أنه نسي أن يرتاح
كان قد فات الأوان...
لم يعد أكثر من جزمة قديمة
3- حية تسعى :
صادفها في الطريق
لا عبها
داعبها بنعومة الساحر الماهر
وقفت على ذيلها في ما يشبه رقصة أفعى
استهوتها ألحانه وخفة حركات أصابعه ، وهي تنساب بسلاسة فوق ثقوب المزمار
استهوته هو الآخر شطحاتها والتواء وسطها
نسى أنها تركز النظر، كي لا تخونها فطرة التصويب
ما هي إلا لحظات ، حتى سقط صريعا على الأرض
مع بقع دم بين حاجبيه !!
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟