ماهر المنشداوي
الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 12:17
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هكذا رأيت --- محمد
الاحلام تراودك احيانا لأحداث تعيشها أو تقرأها أو تسمع بها فترسم لك قصة أخرى قد تكون حقيقية أو كاذبه --- وهكذا رأيت محمد في حلمي ----
الصحراء غبية ولا تمنحك إلا خيمة وسيف وحصان وبعض الأبل وكذلك تمنحك قصائد كي تعتاش عليها الربابة وقهوة الليل وسلطنة مع نيران الحطب المشتعل تحت سماء ( كأن نجومها عُلقت بكل مصارع يذبل) --- في حلمي رأيت شاباً بدوياً شديد السمرة أسمه عبد الله بن عبد المطلب متزوجاً من إمرأة جميلة ليست من دياره بل تعرف عليها بمسرى إحدى القوافل الاتيه من العراق أو الشام فتزوجها وقبل أن تنجب فقدت زوجها بسبب مرض ما قد يكون الجدري الذي طالما ضرب سكان الصحراء --- أنجبت ( آمنه بنت وهب ) الجميله طفلا يشبه أخواله فأسمته ( قثم ) وتركت لجاريتها حليمة السعديه مسؤؤلية إرضاعه – ولأنها من بنات الحضارة ولم يعد لها شيء في الجزيرة في وسط عشيرة تعاني الفقر والجوع إستأذنت كبير العشيرة ( عبد المطلب ) بالرحيل مع إبنها الى أهلها في ( العراق أو الشام ) وتحقق لها ما أرادت فنشأ هذا الصبي في كنف أخواله وبعيدا عن الخيمة بل في بيوت حضارية ومزارع غناء وكان له معلم صوفي عالم بأسرار التوراة والانجيل وعلوم الاولين إسمه ورقة بن نوفل أخذ على عاتقه زق هذا الصبي كل تلك المعارف التي يملكها قبل أن يزوجه في أول شبابه من بنت أخته خديجه ذات المال والجاه والتجارة ثم يرحل بهما الى موطن الاباء والاجداد فتستقبل عشيرته بنو هاشم شابهم الجميل وزوجته الغنيه أجمل استقبال فقد عاد ابن عبد الله الى موطن أبيه ---- دخل محمد إبن الخامسة والعشرين عاما ذو الوجه الجميل والهدوء والرصانة الكبيرة دخل محملا بعلم كبير لم تعرفه الجزيرة قبله ولم تسمع به قبائل البدو سابقا فمنحته صفة شرفية وصلت الى دار الندوة مجلس علية القوم وكباره --- دخل محمد وقد انجز الكثير مع استاذه من كتابة قرآنه ولم يكن يحتاج الا ل 15 عاما كي يضع للتأريخ عنوانا آخر وللصحراء صورة أخرى وللعالم أجمع --- نعم هكذا رأيت في حلمي المفقود من سيرة محمد والذي لم تتطرق له أي كتب أو سير قبل الاربعين من عمره ----
ماهــر المنشداوي
#ماهر_المنشداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟