أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - جنيف 2, نحو الجنة السورية














المزيد.....

جنيف 2, نحو الجنة السورية


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 07:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مضى جنيف 2 و التطلع إلى جنيف 3 ابتدء قبل أن ينتهي جنيف 2 و هو استحقاق صار واقعاً كما صارت الثورة و كما صار استحالة بقاء النظام, واقعاً أيضاً.
بجردة حساب لجنيف 2, لم يكن السوريين, ثوار و معارضين و موالين و بين قوسين صامتين جميعهم, يتوقعون ظهور المسيح على أحد جبال دمشق ناشراً السلام و الحرية فهم الأكثر معرفة بطبيعة النظام السوري و حالة الجنون و العنجهية التي اغتسلت بالدماء, كما يعرفون البير و غطاه لما يمثله الائتلاف و المعارضات على الأرض, بينما يعانون يومياً من ويلات النظام قصفاً و حصاراً و إذلالاً و بلاوي التنظيمات المتطرفة و انكشاف طبيعيتها الاستبدادية و المتوحشة و انسداد أفق الحلول و عدم ثقتهم بالمطلق بالعالم غربي كان أم شرقي.
نعم, يمكن أن نوجه التحية للوفد السوري المعارض و لجهوده على محاولة تقديم الأفضل أمام استحقاق دولي مهم سيبنى عليه الكثير في المستقبل, و نحيي اللغة السياسية الوطنية التي اتسمت بخطابهم في خطوة مفاجئة للنظام و للعالم و هذه نقطة ايجابية يمكن تطويرها في الجولات القادمة و إغناؤها بعدد من الشخصيات الوطنية التي تملك مستوى أكثر من جيد في علم التفاوض و الحوار السياسي و الإعلامي خاصة عندما يكون موجهاً للعالم و في المحافل الدولية, لكن نقدنا ينبع من حرصنا و إيماننا بأن أي سياسي سوري حر عليه أن يؤمن بالنقد و يستفيد منه أولاً قبل أن يعمل بالشأن العام و هذا ما نريده لمستقبل سورية الحديثة:
1- لم يكن يحمل الوفد المعارض السوري بيانات أو إحصائيات موثقة و دقيقة لضحايا النظام المجرم من شهداء و معتقلين و مفقودين و مهجرين و لاجئين و شهداء قضوا في بحار الهروب إلى أوربة, و هذه تعتبر سقطة كبيرة يتحمل مسؤوليتها كل المعارضات السورية دون استثناء, حيث يعمل الكثير من الأشخاص و الهيئات باسم المعارضة و يتقاضون رواتب عالية نسبياً لكننا نجد جهوداً فردية تطوعية, كعمل الحرة يارا صبري, أكثر حيوية و قدرة على تحصيل المعلومات و توثيقها من هيئات متخصصة لا نتائج حقيقية و صادقة لأعمالهم.
2- التغطية الإعلامية لمؤتمر جنيف 2 من قبل الائتلاف أو المعارضة ككل كانت ضعيفة و فردية ليست بمستوى حتى التغطية الإعلامية للنظام و هذا يحرم الوفد المفاوض و قضيته العادلة سلاحاً قوياً و مقنعاً دولياً.
3- خطاب التضخيم في صناعة الانتصارات في حالة مستنسخة من النظام نفسه لم تعد مقبولة سورياً. الخطاب الهادئ و الواقعي و العلمي هو الأفضل و الأكثر مصداقية للعمل أمام السوريين و أمام العالم.
4- تعدد الشخصيات التي تحدثت باسم الوفد المفاوض في جنيف نفسها و إقحام آخرين عبر العالم يتحدثون من غرف جلوسهم. كان من المفروض تسمية شخصية محددة و قادرة على التحدث باسم الوفد المفاوض إضافة لرئيس الوفد تحديداً لأن التصريحات الإعلامية قد تنقلب إلى ضغوطات إذا لم تكن ذكية و براغماتية و حاسمة في بعض الأحيان لتمرير رسائل للخصم.
بالنسبة لوفد النظام, كان الإصرار على تسميته بوفد الأسد هو التوصيف الحقيقي له. كان وفداً هزيلاً و تافهاً رغم تعمد أعضائه التحدث باللغة الانكليزية و بلغة طائفية مستجدية للغرائز الدينية من قبل العالم و أوربة تحديداً التي محاها رئيس وفد الأسد من الخارطة. كانوا ملكيين أكثر من الملك و كانوا عاجزين عن الإجابة على أسئلة الصحفيين. كانوا موظفين في جهاز أمن الأسد سيئي الأداء و الخطاب, فمن شاهد الوزير المعلم يجادل في وقت كلمته امام جرس الأمين العالم للأمم المتحدة يذكرنا بجرس المدرسة الموجه للطلاب الكسالى و الفاشلين, كذلك صراخ وزير إعلام الأسد بأن الأسد باق يخبرنا بهلعه و خوفه من المحاسبة من ولي نعمته عند العودة. في الحقيقة, وفد الأسد كان أكثر المقنعين بعدالة الثورة السورية.
رعاة المؤتمر من الدول الفاعلة و الحاضرة و منظمة الأمم المتحدة, كان لهم كلام آخر غير ما يسمعه العالم و يشاهده على الفضائيات. هناك أجندة اتفق عليها الراعيان القويان و فرضاها على الجميع و لكن هذه الأجندة لم تجد حتى اليوم من يسوقها للداخل السوري لذلك على الداخل السوري أن يدفع الأثمان الباهظة حتى يقعون في حمى الحاجة للخلاص بأي أجندة غير وطنية و هذا ما عجز عنه النظام و العالم حتى اليوم.
جنيف 2 لن يكون الأخير و استدامة الصراع مصلحة دولية للقضاء على اسس و مرتكزات إعادة إعمار سورية وطنياً. النظام, وجوده و عدمه لن يقدم و لن يؤخر في معادلة استدامة التدمير لأنه لم يعد الرقم الصعب كما كان خلال عقود في صراعات المنطقة و لكن دعم وجوده يعطي الصراع مبرراته الشكلية و القانونية. استمرار الثورة هو القلق الدائم لجميع الأطراف إلا السوريين الثائرين الأحرار و ما علينا نحن السوريين جميعاً سوى الاستمرار حتى نحول سورية جنة للحرية و الديمقراطية, إنطلاقاً من هدف ثوار سورية الأحرار: (إما نحول سورية جنة أو نذهب إلى الجنة).



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية تؤخذ و لا تعطى
- علم مقابل وطن
- القضاء على الحاضنة الشعبية للثورة
- الجيش الحر و انتقام النظام
- استراتيجية المفاوضات في مسيرة الثورة السورية
- حصاد الرؤوس الكبيرة
- هي هجرة أخرى ..فلسطينيون سوريون
- سوريون..و لا نخجل
- التصويتات على تأديب الأسد
- الضربة التأديبية, فأين المفر؟
- الخمسين, بين ماضي الهزائم و حقيقة الانتصار
- في حضرة الموت السوري, ستولد الحرية
- التاج يسقط في الشام
- حصار الشعب الذي يريد
- من أين جاؤوا هؤلاء؟؟
- تقاطعات بين استراتيجيتين على حساب ثورة السوريين
- عيد ميلاد كندا و الولادة العسيرة لسورية الجميلة
- الرحمة للمناضل و الإمام المغيب الشهيد موسى الصدر.
- القصير.. الثورة لا تسقط
- إعادة هيكلة و ليس مهزلة


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - جنيف 2, نحو الجنة السورية