أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - القضاء على الحاضنة الشعبية للثورة














المزيد.....

القضاء على الحاضنة الشعبية للثورة


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 07:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سأل صديق عمره بخجل و توجس: هل ترض ما يحدث بحلب؟ أجابه و بدون تردد: هؤلاء إرهابيون و قاعديون و يجب قتلهم. أدار له شاشة الحاسب و وضع فلم عن إسقاط الطائرات الأسدية للبراميل المتفجرة و شرح عن ما تحويه هذه البراميل من اسباب الموت الجماعي العشوائي دون تركيز و دون تمييز, تبعها صراخ أهالي الضحايا و نجدتهم لأطفال من تحت ركام بيوتهم و بكاء الرجال و نحيبهم بينما كانت ثلوج إلكسا تنهمر على البشر و الحجر المتهدم و على نار البراميل المنفجرة و المتطايرة ممزقةً ما يقف في طريقها من عيون و رؤوس و أطراف.
توقف العرض, فنظر في عيني صديق عمره من جديد و سأله بنبرة من الحرقة و العتب: هل هؤلاء ارهابيين و قاعديون؟, هؤلاء أهلنا في حلب و مثلهم في درعا و الرقة و دير الزور و حمص و دمشق و ريفها و إدلب, هؤلاء أهلي و أهلك السوريين, أليس كذلك؟.
لم ترف له جفن و إنما أجابه بعيون جاحظة بلا بريق, و بوجه بلا ملامح: هؤلاء الحاضنة الشعبية للإرهابيين و القاعديين و علينا قتلهم.
انتهى الحوار العقيم!!
السؤال المعضلة الذي مازلنا نسأله عن الوسيلة التي مارسها نظام استبدادي لا أخلاقي للوصول بالبشر إلى هذا الدرك من الوضاعة الانسانية و الاخلاقية بعيداً عن الوطنيات و الشعور الوطني الذي قتله فيهم منذ زمن بعيد, حيث حولهم لجماعات و ملل و مذاهب أكثر ما حولهم لسوريين, و الأنكى هذا الدرك يبنونه على منطق الخوف على سورية.
البعض منهم يسر لك بأنه لا يحب النظام و لا ظلمه و لكن المهم اليوم سورية و خوفه على سورية إذا سقط النظام أو رأس النظام تحديداً. بالأمس و قبل الثورة كانوا الأكثر انتقاداً و تأففاً من وساخة النظام و أجهزته الأمنية و وساخة الطرقات, اليوم ليس لهم حديث سوى عن وساخة المعارضة و المقاتلين الأجانب و الكتائب الاسلامية المسلحة و الجيش الحر...
كل الأخبار عن التدمير الشامل الذي يمارسه النظام بمنهجية و هميجة لسورية حاضراً و مستقبلاً و قتلاً و إذلالاً للسوريين ليست لديهم سوى تلفيقات و إكاذيب بعد أن كانت مجسمات قطرية و مؤامرات كونية, بينما أخبار الفضائيات السورية و بعض الفضائيات اللبنانية كتاب منزل و صحيح في حين انهم كانوا الأكثر بعداً و اشمئزازاً منها قبل الثورة.
كل الأراء النقدية لأي معارض لممارسات البعض ممن يدعون الثورة, تؤخذ منهم مجتزأة فقط فيما يخص ذلك و تترك ما يتحدث بها عن أصل الأزمة و سبب استمرارها و سبل حلها التي يبدأ بسقوط النظام و محاكمته على خياناته و إجرامه بحق هذا الوطن الجميل.
لن أعفي الذين تربعوا على شاشات الفضائيات و مجالس المعارضات و إئتلافاتها و هيئاتها من مسؤولية التحريض على العنف و على تديين الثورة ثم تطييفها و مخاطبة الآخر المتردد و الموالي بخطاب التخوين و المحاسبة و وعود بقطع الرؤوس في حال انتصار ثورتهم, لكن هناك عطب بنيوي في ذهنية و عقلية الكثيرين من السوريين الذين يبررون قتل سوريين آخرين لأنهم حاضنة شعبية لما يدعونه ارهابيين و قاعديين, المسؤول عنها أولاً و أخيراً نظام قاتل و لص و مغتصب لسورية و لسيادتها.
في علم النفس يمكن تسمية هذه المعضلة بمتلازمة استوكهولم حيث تتعاطف الضحية مع جلادها و ترفض حقائق واضحة و ملموسة عن خروج السوريين طلباً للحرية و الكرامة و العدالة و عن تأكيدهم على المصير السوري الواحد على ارض سورية كلها.
أغلب مدن أوربا كانت مدمرة بعد الحرب العالمية الثانية و لكنها نهضت من جديد و أعيد بناؤها و بناء الأضرحة و الصروح المعبرة عن بشاعة تلك الحقبة الزمنية كي لا تتناساها الأجيال القادمة و لكن من أصعب و أقسى أعمال إعادة البناء, هي إعادة بناء العقول المشوهة و المنحرفة و القلوب الباردة و لو كانت تنعم بدفء فيزيائي.
في سورية الجديدة, سورية الوطن و المواطنة, سورية الدولة الوطنية الحديثة من الضروري تلازم إعادة بنائها الانشائي و المدني بإعادة بناء الشخصية الوطنية السورية, الحرة من قيود العبودية و الايديولوجيات الشمولية و الاقصائية التي تسمح لسوري بأن يبرر تعرض سوري آخر لأدنى أنواع الأذى و الإذلال أو الحرمان من واحد بالمئة من حقوقه و لو كان يمثل واحد بالمئة من مجمل السوريين.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش الحر و انتقام النظام
- استراتيجية المفاوضات في مسيرة الثورة السورية
- حصاد الرؤوس الكبيرة
- هي هجرة أخرى ..فلسطينيون سوريون
- سوريون..و لا نخجل
- التصويتات على تأديب الأسد
- الضربة التأديبية, فأين المفر؟
- الخمسين, بين ماضي الهزائم و حقيقة الانتصار
- في حضرة الموت السوري, ستولد الحرية
- التاج يسقط في الشام
- حصار الشعب الذي يريد
- من أين جاؤوا هؤلاء؟؟
- تقاطعات بين استراتيجيتين على حساب ثورة السوريين
- عيد ميلاد كندا و الولادة العسيرة لسورية الجميلة
- الرحمة للمناضل و الإمام المغيب الشهيد موسى الصدر.
- القصير.. الثورة لا تسقط
- إعادة هيكلة و ليس مهزلة
- شعار الثورة (الموت و لا المذلة) كهدف استراتيجي
- كلاب مسعورة في ريف بانياس
- مصر و العراق..دروس هامة للثورة السورية.


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - القضاء على الحاضنة الشعبية للثورة