أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - في حضرة الموت السوري, ستولد الحرية














المزيد.....

في حضرة الموت السوري, ستولد الحرية


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4193 - 2013 / 8 / 23 - 07:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأخبار المتواردة من سورية و من الغوطة بالذات تتوالى فيها أرقام الشهداء صعوداً نتيجة لمجزرة الغوطة يوم الأربعاء 21 آب 2013. تذكروا هذا التاريخ جيداً و سجلوا بكتب التاريخ غصباً عن من ينتصر و من ينهزم في هذه الحرب التي فرضها نظام العار على شعب سورية, كل شعب سورية و من كل انتماآته: هذا يوم لن يمر كغيره من الأيام و لن يعبر عبور سحابة صيف.
اليوم, سيتأسس عليه مستقبل سورية القادم بسواده و بياضه. لا تستهينوا بالكلمات التي يقولها سياسيو العالم و قادتها. لقد انتظروا هذا اليوم طويلاً و خططوا لما بعده منذ صدمتهم الأولى بقيام ثورة الكرامة و الحرية السورية.
وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين ألبرايت, كانت تنظر من خلال نافذة سيارة المراسم للقصر الرئاسي السوري في طريق لقائها بالطاغية الأب, حافظ الأسد و كانت تقول لنفسها: (متى ينتهي هذا الشعب النابض بالحياة ممن يحرمه الحياة؟ و لكن علي الآن أن أقابل ذاك الطاغية و أرتب معه أمور و مصالح بلدي) هذا ما كتبته في مذكراتها بعد تقاعدها.
العالم كله يكره الأنظمة الشمولية و يحتقرون الطغاة, لكنهم يتعاملون معهم بكل أريحية لأنهم بلا ذمة و بلا ضمير. يمنحون الأقوياء من جبابرة العالم ما يريدون دون خوف أو خشية أو خجل من شعوبهم المدجنة, فمن ذا الذي يستطيع أن يبيع الجولان و لواء اسكندرون سوى طاغية الشام الأب و من ذا الذي ينصاع لأوامر جورج بوش الأبن بالخروج ذليلاً من لبنان كما دخلها أبوه بأمر, سوى طاغية الشام الأبن. الطغاة مكشوفون و أثمانهم معروفة و كما يقال: (الذي تعرف ديته, أقتله) أما الشعوب الحرة فلا دية لها لأنها لا تهادن أو تساوم على حقوقها و سيادتها و لا ثمن لها.
هناك شعوب ابتلعت الموس على الحدين و قبلت الهزيمة العسكرية لتحولها لتحدي اقتصادي , كما فعلت اليابان القيصرية و ألمانيا النازية و لكن تلك الشعوب كانت تحارب و لم تكن في غمرة ثورة شعبية و هنا الفرق واضحاً لنفهم كيف لشعوب أن تقبل الهزيمة و كيف لشعوب تتحمل ما لا يطاق و لا تؤمن سوى بالنصر رغم قنديله البعيد وسط عتمة مرعبة, قد تكون تآمرية.
الشعب السوري هو من يمثل ظاهرة عالمية جديدة لم يشهدها التاريخ من قبل بكل هذا الزخم الدموي و الخزلان العالمي. الثورة الفرنسية دامت عشر سنوات و لكنها كانت تمر بمخاضها الطبيعي و الانسيابي سلمياً سياسياً ثم عنفياً سياسياً ثم سياسياً بحتاً. أما الثورة السورية فالسياسة هي الغائب الأكبر حتى هذه اللحظة عن مسارها.
من الأرياف خرجت و بسلمية غير منطقية لتتحمل آلة وحشية همجية أكثر من ثمانية أشهر ثم لتنقلب عنيفة و بتصاعد مضطرد و مدعوم من الجميع نظاماً و معارضات و دول و أجهزة استخباراتية و أحزاب و شخصيات متسلقة و طفيلية.
قوة الدفع الوحيدة التي ساهمت و مازالت في استمرار الثورة تنبع من حاجة ذاتية للشعب الثائر بعد أن حطم جبروت صمته على ذل النظام لأكثر من ثلاث و أربعين سنة و استنشق نسائم حريته و من غريزة حب البقاء النابعة من تجربة مريرة لهذا الشعب من نظام عائلة الأسد الذي لا عهد له من الشعب السوري و لكنه حريص على عهوده مع أعداء الوطن.
مجزرة الغوطة البارحة لم تكن الأولى على امتداد سنتين و نصف من عمر الثورة و لكنها ستكون الأولى في سيناريو انهيار هذا النظام نهائياً و بشكل دموي قد يصعب وصف مجرياته و سيتذكر العالم هذا السقوط طويلاً.
الأسد الذي وضع بقائه أمام حرق سورية و تهديد حرق الجوار و العالم, لن يكتفي بالحرق. لآنه نظام قادم من أعتى الأنظمة الهمجية و العنيفة على مدار التاريخ و لأنه حول وطناً و دولةً و عقولاً إلى بنية متكاملة لبقائه و لتوريث هذا البقاء لعائلته الحاكمة.
سيكتشف السوريون يوم سقوط النظام وثائق قرابين بقائه, قدمها للقاصي و الداني في هذا العالم من بيع للوطن و لثرواته و لشعبه و ما أخبار الاكتشافات النفطية على ساحل شرق المتوسط سوى واحدة من وثائق بيع سورية.
الشعب السوري و بفطرته و بغريزة البقاء لديه يقاتل منذ سنتين و لا طريق له سوى قطع رأس الأفعى, رغم كل الاشكالات و المشاكل التي تتقاطع بين كتائب مقاتلة مختلفة الانتماآت و الولاآت, لكنه صار قريباً من قصر الطاغية الذي لم يعد يستطيع التمتع بألعابه الالكترونية و بغرامياته على الانترنت فأصوات الثوار باتت قريبة من مخدعه, رغم ندرة السلاح و شح الزاد و اشتداد الحصار و القصف.
بعد مجزرة الغوطة, لن يهنأ عيش لذاك الطاغية الأخرق و ها هي جحافل مواليه يتنازعون تذاكر السفر بعيداً بعد أن أدركوا أن لا عقل و لا عقال على رأسه و أنه أحرق البلد و سيقلب عاليها واطيها و ستحرقهم نار حربه المجنونة بذنب و من غير ذنب.
شهداء الغوطة اليوم, يحصيهم من تجاوزته سحابة الموت التي أرسلها طاغية الشام لرئتيها و سينتقلون إلى جنة الله في السماء بعد أن كانوا أهل غوطته على الأرض.
الغوطة و الشام و الوطن اليوم, يئنون على رحيل أحبابهم و لكنهم غداً سينهشون رأس الأفعى و سيطلقون صيحتهم للحرية فيتردد صداها على امتداد الوطن السوري و العالم, فصبراً ثوار الوطن فإن موعدكم الحرية.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاج يسقط في الشام
- حصار الشعب الذي يريد
- من أين جاؤوا هؤلاء؟؟
- تقاطعات بين استراتيجيتين على حساب ثورة السوريين
- عيد ميلاد كندا و الولادة العسيرة لسورية الجميلة
- الرحمة للمناضل و الإمام المغيب الشهيد موسى الصدر.
- القصير.. الثورة لا تسقط
- إعادة هيكلة و ليس مهزلة
- شعار الثورة (الموت و لا المذلة) كهدف استراتيجي
- كلاب مسعورة في ريف بانياس
- مصر و العراق..دروس هامة للثورة السورية.
- تصحيح المسار لا يعني الفشل.
- جبهة النصرة..لنا أم علينا؟
- مآلات الثورة السورية 4
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الثاني
- الثورة السورية على مدار عامين (المقالة 3) – الجزء الأول
- التمثال الغبي
- الثورة السورية أسباب و مقارنات 2
- التحليل السياسي في الثورة السورية 1
- التكوينات الطائفية من موقع المقاوم إلى موقع العدو


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - في حضرة الموت السوري, ستولد الحرية