صبري هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 12:10
المحور:
الادب والفن
***
وهمٌ سلجوقيٌّ
***
مِن أَخْطَاءِ " رومَانوس الرَّابِع " امْبراطور بِيْزَنْطَة أَنَّهُ كانَ مُتَهَوِّراً وَبِعَدُوِّهِ هَازِئاً
فَخَسَرَ الأرْضَ والعِرْضَ
ثُمَّ ـ مُقابِل فَكّ أَسْرِهِ ـ أَرَاقَ مَاءَ الجَبِيْنِ ، فَعَادَ مُهَانَاً مُكَللاً بِعَارِ الهَزِيْمَةِ
وسَادَ ـ بَعْدَ حِيْنٍ ـ القُسْطَنْطِيْنِيَّةَ قَوْمٌ هَمَجٌ.
كانَ هذا خَارِجَ الإرَادَةِ .
هكَذا فَعَلَ الخَلِيْفَةُ العَبّاسيُّ المُعْتَصِمُ
حِيْنَ سَيَّدَ ـ إِكْرامَاً لِعَيْنَي " مَارِدَة " ـ عَلَى الكِرَامِ أَخْوَالَهُ المَمَالِيك
فَتَصَدّوا فِيْمَا بَعْد للخِلَافةِ بِاسْمِ الله
وَهكذا أُخِذْنَا ، بِأعْنَاقِنا ، رَهَائنَ
كانَ هذا بِكَاملِ الإرَادَةِ .
نَحْنُ أَسْلَمْنَا لِلْذَبْحِ الرِّقَابَ
فابْلِغُوا السّيدَ " أردوغان "
حَامِي حِمَى " الإسْلَام " أَنَّ امْرَأةً مِنَّا بَاتَتْ
تَبْحَثُ عَنْ حَبّاتِ عِقْدٍ مَزْعُومٍ
فَهَلْ تُنَازِعُنا فِي امْرَأَةٍ خَرَجَتْ مِنّا ؟
لا أَعْنِي " سُجاحاً "
وَلَيْسَتْ هِيَ " أمّ جَمِيْلٍ " مَا قَصَدْتُ
وَ لَا هِيَ مِنْ نِسائكُم
إنّما تِلْك التِي زَرَعَتْ فِي أَرْضِنا بَذْرَةً للشَرِّ
مَنْ يُخبرُ رَاعِي الإيْمَان " أردوغان "
نَحْنُ وَمُنْذُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ قَرْناً أيُّها المُؤمنُ بكِتَابٍ
لَمْ تَفْهَمْ مِنهُ مَجَازَاً وَلَم تَرَ فِيْهِ إعْجَازَاً
وَبِسَببِ أَفْعَالِ " أُمِّكُم " الشّنِيْعَةِ شَبِعْنا عَارَاً ؟
مَنْ يُفْهِمُ هذا الحَالِمَ بِالسُلْطانِ
إنَّنا بِالدِّيِنِ كَفَرْنا
وَبِربٍّ لَا تَأتي مِنْهُ غَيْرُ حُرُوبٍ وَكَوَارِثَ وَكَرَاهَةٍ تَعْتَمِلُ
فِي صَدْرِ النَصِّ تُخَلِّفُ طُوْفَاناً مِن آهَاتٍ وَبَراكِيْنَ مِن أحْزَان ؟
مَنْ يُخْبِر هذا الغُلامَ السّلْجُوقيَّ الأحْمَقَ أنَّنا مَا عُدْنَا نَتَشَهّى الغُلْمَان ؟
فَخُذْ زَمَانَكَ السّلْجُوقيَّ وَصَوْلَجانَ العَارِ العُثْمَانيَّ
وارْتَحِلْ
اغْرُبْ عَنّا " أردوغان "
وارْتَحِلْ بَعِيْداً
بَعِيْدَاً
فَنحنُ دَفَنّا خَارجَ آلامِ الذَّاكِرةِ
تَارِيخَ بَنِي عُثْمَان
وَلَمْ نَعُدْ نُسْلِم لِلْطامِعِ فِيْنَا القِيَاد
#صبري_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟