أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - ابن عثيمين وصل..!!














المزيد.....

ابن عثيمين وصل..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكفي نصف ساعة من البحث على الإنترنت لاكتشاف أن جمعيات ابن باز، وابن عثيمين، وما لا أعرف من رموز الوهابية السعودية تغلغلت في المجتمع الفلسطيني، وأصبحت لديها بنية تحتية تتمثل في مؤسسات خيرية تربوية وصحية واقتصادية، وأن هذه البنية لا تشكو قلة الموارد، ولا ندرة النشطاء والمُستهلكين. كما وتكفي نصف الساعة نفسها للعثور على معلومات عن مصادر التمويل، والاطلاع على زيارات يقوم بها دعاة وهابيون من السعودية والخليج إلى غزة (وهذه المعلومات متوفرة على صفحاتهم الإلكترونية). ربما يحدث الأمر في الضفة الغربية بطريقة مختلفة لأسباب معلومة، لكن مصدر التمويل واحد.
خلاصة أولى، عندما يقرر السلفيون (وهذه هي التسمية المتداولة للوهابيين على صفحاتهم الإلكترونية، وفي منشوراتهم) خوض الانتخابات في فلسطين، لا يحق لأحد التظاهر بالدهشة، أو التساؤل: من أين جاء هؤلاء.
طرح المصريون والتونسيون والليبيون واللبنانيون (ويطرح السوريون في الوقت الحاضر) أسئلة كهذه، وقد كانت وما تزال مصحوبة بقدر واضح من الدهشة. ومن نافلة القول التذكير بحقيقة أن هذا النوع من الدهشة لا ينم إلا عن هامشية المعرفة في النسق الثقافي والسياسي العربي.
وبقدر ما يتعلّق الأمر بالفلسطينيين فإن الوهابية تنمو في فلسطين تحت أنوفهم، لكنهم لا يرونها، ولا يكتبون عنها، ولا يحاولون فهم دلالات وجودها، وتأثيرها على مستقبل الحقل السياسي في بلادهم. يعرف المعلّقون الفلسطينيون عن المجتمع والسياسة في إسرائيل أكثر مما يعرفونه عن مجتمعهم وسياستهم.
بعد نصف الساعة الأول يكفي نصف آخر للعثور على معلومات عن التناقض بين الوهابية (السلفية، أنصار السنّة، سمها ما شئت) وبين جماعات الإخوان المسلمين، واكتشاف أن هذا التناقض يمثل انعكاساً للتناقض بين الممولين في السعودية والخليج. وهؤلاء يصدّرون خلافاتهم ويخوضون معاركهم في الحواضر العربية، خاصة بعد ثورات الربيع العربي.
وإذا كانت لدينا رغبة في معرفة المزيد فإن المعلومات، في هذا الشأن، على قارعة الطريق. قبل ثورات الربيع العربي نأت الوهابية بنفسها عن العمل السياسي، وبعده، اقتحمت الحقل السياسي بقوّة. وفي زمن النأي بالنفس لم تبطش بها الحكومات القائمة، بل وشجعتها في أحيان كثيرة لمجابهة نشاط الإخوان والجهاديين.
خلاصة ثانية: سيجد الفلسطينيون أنفسهم في وقت قد يطول أو يقصر في وضع يشبه وضع بلدان عربية شهدت وما تزال تحوّلات راديكالية على رأسها صعود الإسلام السياسي بأطيافه المختلفة. وربما يُقال: ولكن الفلسطينيين سبقوا الآخرين، عندما فازت حماس في انتخابات المجلس التشريعي. بيد أن نصف الساعة الأوّل، الذي تكلمنا عنه في البداية يوحي بأن حكاية الفلسطينيين مع الإسلام السياسي لم تنته بعد.
حماس لا تحب السلفيين، الذين ينازعونها السلطة في غزة، وأهم من هذا وفوقه، وبعده، ينازعونها حق احتكار الكلام باسم الدين في السياسة، وحق التقوى في كل مكان آخر. هذا، على الرغم من حقيقة وجود تجليات مختلفة للوهابية في صميم تصوّرات الحماسيين عن أنفسهم وعن العالم.
خلاصة ثالثة: ثمة تصوّرات متباينة في مختلف تيارات الإسلام السياسي تعكس، أحياناً، التباين في بلد المنشأ والحاضنة السياسية والأيديولوجية والمالية الدائمة أو المؤقتة لهذه الجماعة أو تلك. ولكن، وبقدر ما يتعلّق الأمر بمفهوم الدولة، وإرادة الإقصاء التي تعني احتلال الحقل السياسي، ومصادرة الفضاء العام، يصعب العثور على تباين في التصوّرات، ولا يُصعب الكلام عن احتمال التحالف بين تيارات متناقضة لتحقيق مكاسب آنية، ومجابهة الخصوم العلمانيين والقوميين، أو سمهم ما شئت.
خلاصة رابعة: نشبت في كل مكان صعد فيه الإسلام السياسي صراعات أهلية بدرجات متفاوتة الحدة والخطورة. وفي الغالب يتهم المتأسلمون الغرب والعلمانيين والصهاينة بتدبير المؤامرات لتقويض ما اكتسبوه من سلطة ونفوذ، بدلاً من الاعتراف باصطدام تأويلاتهم الأيديولوجية مع واقع لا يحتمل التبسيط، سواء ما تعلّق منه بمعنى ومبنى الدولة الحديثة، أو بالإدارة السياسية للعلاقات الإقليمية والدولية.
خلاصة خامسة: لا تملك النخبة الفلسطينية، سواء في الأكاديميا، أو في مؤسسات السلطة والمنظمة، أو في القطاع الأهلي (ولننس فقاعة رام الله) ما يكفي من المؤهلات الثقافية والسياسية، ناهيك عن الإرادة ونفاذ البصيرة، لحماية الحقل السياسي من محاولات الاستيلاء عليه من جانب جماعات نعرفها وأخرى لا نعرفها صعدت، أو في طور الصعود.
يتجلى هذا الإعياء (وهو من عيار تاريخي بالتأكيد) في اختزال السياسة في اليومي، في التركيز على هذه الشجرة أو تلك ونسيان الغابة. تُخاض في مصر، كما في تونس، ولبنان والعراق وسورية، وحتى في ليبيا، مجابهات حقيقية للدفاع عن معنى الدولة والمجتمع الحديثين، لكن الحقل السياسي الفلسطيني راكد. بل وربما نجد بين "الساسة" الفلسطينيين من يعتقد أن في التحالف مع طرف من أطراف الإسلام السياسي ضد طرف آخر ما يخدم "قضيته".
المُحزن في هذا الركود أن الفلسطينيين في أزمنة مضت كانوا الأكثر صخباً وإثارة للضوضاء في قضايا الحرية والتحرر، وفي الإيحاء بأن دولتهم القادمة ستكون الأكثر تحررا وتقدمية في المنطقة. واتضح أن ما تقدّم يدخل في باب الأوهام.
على أية حال، ابن عثيمين، وابن ما لا أعرف، وصل وحصل على موطئ قدم، ولن يمر وقت طويل قبل مطالبته بضرورة الاحتكام إلى صندوق الاقتراع، في غزة ورام الله، طبعا، وليس في عواصم الخليج. وعندما يحدث ذلك لا يحق لأحد التظاهر بالدهشة، أو التساؤل: من أين جاء هؤلاء؟ المهم أن ابن عثيمين وصل.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مولانا وجهة نظر خاصة..!!
- البرابرة هم الحل..!!
- غزوة عبد الرحيم الموريتاني..!!
- كلامٌ في كلام..!!
- الطين والتراب في مطلع العام الجديد..!!
- ارتفعت أسعار الملح..!!
- واللبيب بالإشارة يفهم..!!
- لا شيء يفنى أو يُخلق من عدم..!!
- وكأن على رؤوسهم الطير..!!
- جديد اسمه الصراع على هوية الدولة..!!
- الجنرال حريص على مؤخرته..!!
- الحقبة السعودية..!!
- عن عودة اللاجئين وشبهة الأبد..!!
- وهل يعفي حذر من قطر..!!
- أبو حمزة المصري
- ربيعٌ على شفا حفرة من النار..!!
- اليهود العرب..!!
- قبل فيلم براءة المسلمين وبعده..!!
- ربيع الفلسطينيين: المطلبي يُساوي الوطني ولا يقل عنه..!!
- كيف تُشعل حرباً أهلية في سبعة أيام..!!


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - ابن عثيمين وصل..!!