أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب غلاب - صراع يحتاج أفق جديد














المزيد.....

صراع يحتاج أفق جديد


نجيب غلاب

الحوار المتمدن-العدد: 3995 - 2013 / 2 / 6 - 23:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليمن يبذل جهده ليخرج من أزماته المركبة ولكنه يقع في معضلات جديدة، فكلما اندفع المجتمع باتجاه بناء دولته تتعاظم الصراعات على الدولة وتزداد حالات التمرد وتفقد المؤسسات هيبتها وفي ظل ضعف الهوية الوطنية وسيطرة مراكز القوى يصبح قانون القوة الذي تفرضه التكوينات الاجتماعية والسياسية المهيمنة له القول الفصل في تحديد خيارات القرارات الرسمية.
ومن يتابع واقع الحال سيجد ان الأحزاب بلا مشاريع واضحة ومراكز القوى تريد إنتاج الماضي وباصرار غريب وباسم ثورة والطامحين الجدد لا همّ لهم إلا التعمية والتضليل وتحصيل الغنائم وبكل الوسائل المتاحة بما في ذلك تفجير المجتمع طائفيا، وشباب بين الحين والآخر يخترعوا لهم قضية وحولها يدندنون بالكلام المبجل. والمؤسسات تفقد هيبتها ويجتاحها الفساد بلا رحمة وهي بلا هيبة أصلا وحركات تنمو هنا وهناك وكل طموحها تقسيم الارض في بلد لم يمتلك هوية وطنية متماسكة، وقبائل تعيد ترتيب أوراقها لتحديد مسار اندفاعها بما يعظم من مصالح نخبتها والتي تناضل باسم ثورة وباسم شرعية ودورهم مازال يصاغ لحسم المعركة وقت اشتعال النار، وتجار صالحون وفاسدون يستغلون الاوضاع ويعقدون الصفقات وبعضهم يهربون السلاح والأموال وما حرم الله، وقوانين لا تطبق ودجالين يسوقون الخراب بالتنظيرات الثورية الميتة في فراغ قاتل.
ولا يخلو الوضع من فنتازيا شعاراتية فكل الاطراف تتحدث عن الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة إلا ان الواقع وتطوراته والبنى الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية تعيق الامل في تأسيس الحرية واحداث تحول ديمقراطي متقدم ولو بالحد الأدنى، والاخطر ان مؤسسات مدنية وحزبية ورسمية كانت في المراحل السابقة حجاب للفساد تتصدر واجهة التغيير.
ربما يزداد الامر سوء في ظل تحولات أضعفت الاجماع العام الذي كان مشتتا ومشوها، والنزاعات المتنوعة ان لم تضبط فقد تهدد وجود الدولة، والعجيب أنه مع الاحتجاجات اصبحت الحرية مخنوقة بفوضى عارمة واصبح التمرد طريقا معبدا لا يحكمه قانون أو اخلاق باستثناء رغبات جامحة مصاغة باحلام محاصرة بمصالح طائفية او جغرافية او حزبية.
وما يعقد الامر أكثر تراكم إشكاليات النزاعات المتلاحقة التي شتت قوة الدولة ومزقت لحمة المجتمع ومع الانتفاضة الشبابية الباحثة عن ثورة صار الانقسام حادا ومتشعبا وينتظر صاعق الانفجار ليعبر عن نفسه، والامل في ان ينعقد الحوار وتتمكن الاطراف من إعادة بناء الاجماع العام ولو بحده الادنى.
من الواضح ان أي قوة لن تتمكن حتى من بناء ديكتاتورية وطنية عادلة بنكهات ديمقراطية متحكم بها، فإرادة المؤسسات موزعة على الاطراف ومحاصرة بحراك اجتماعي تنتجه تكوينات متنازعة والخصام بينها شديد، وهذا الامر قد يخلق توازن ايجابي لتحول ديمقراطي إلا ان صراع الهويات لن يصل بالتحول إلى المآل الذي يخرج الجميع من معضلة تاريخية مكررة.
ستظل الدولة تعاني من انقسامات حادة ودائمة ولن يتجاوز المجتمع حالة الدولة المائعة والمفترسة وصراعات التكوينات إلا بفرض هيبة الدولة بقوة المؤسسة الامنية والعسكرية المسنودة بكتلة تاريخية من القوى المدنية الاكثر نضجا، والحوار الوطني القادم لم يعدّ مطلوبا منه فتح الملفات المعقدة وانما تحديدها وتعريفها ووضع آليات المعالجة لانها تحتاج الى وقت طويل، والاهم هو البدء بتخليق تقنيات دستورية صارمة ومتلائمة مع واقع اليمن وحاجاته بحيث تكون قادرة على توزيع القوة وتشتيتها في لحمة متكاملة تأسيس لتحول ديمقراطي، ولن تكون القواعد المحائدة طاقة منتجة للتقدم مالم تكون محمية بإدوات قسر صارمة لا ترحم أي عابث.



#نجيب_غلاب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الاسلامويات.. الحوثة والاخوان
- اليمن .. الانتقال إلى المستقبل أو الفناء المتبادل بين الخصوم
- المثقف ضمير الناس
- دور الاخوان في خنق التغيير
- الارض مسكني الذي لابد منه
- لذيذة تلك السعادة التي لم نتذوقها
- معادلة الروح اللانهائية
- اليمن من الانتفاضة الى بشمرجة النخب
- سر الغموض الروحي حكاية
- التيار الديني القبلي وإعادة إنتاج الذات بالثورة.. ارحلوا ان ...
- عندما تصبح نظرية المؤامرة عامل إسناد للقاعدة
- الثورة المضادة تحاصر اليمن وتخنق التغيير: المركز القبلي الدي ...
- مخاطر عنف النخب القبلية الاسلاموية على مستقبل التغيير
- اليمن ..البحث عن ثورة في صراعات الافتراس
- الفعل الثوري وصراع مراكز القوى: الثورة في اليمن كقوة مضافة ل ...
- حميد الأحمر: عاشق المال الباحث عن الزعامة في عاصفة تأكل نفسه ...
- التيار الديني القبلي قد يبتلع مستقبل اليمن باسم ثورة الشباب
- الإخوان والنظام ابتلعوا ملامح ثورة الشباب
- مخاطر الاندفاع الأصولي على ثورة الشباب الليبرالية
- من أجل مسار ثالث في اليمن: دور قوى المجتمع المدني في دعم الد ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب غلاب - صراع يحتاج أفق جديد