وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 - 12:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
رؤية نفسية
لماذا لاينشر قسم من اعضاء الشلة صورهم ؟ولماذا يكتب بعضهم باسماء مستعارة ؟
لماذا التقى قسم من الكتاب الماركسيين في موقع ( الحوار المتمدن ) باتجاهاتهم الماركسيةالمتصارعة مع الشلة الصهيو – ماسونية ضد مقالتي (التكامل بين لاهوت التحرير والشيوعية) ؟ والمنشور على الرابط التالي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=330418
:
ووقفوا الى جانب زميلتي الكاتبة الليبرالية الرائعة ليندا كبرييل (لها مني كل الود والتقدير والاحترام )ومقالتها (تعليق على مقال -التكامل بين لاهوت التحرير والشيوعية)والمنشورة على الرابط التالي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=330563
:
واعلن قسم من الكتاب ماركسية ليندا كبرييل رغم انها لم تقول عن نفسها انها ماركسية اوانها قد قرات لماركس .ولايمكن الحديث عن ماركسية تلقائية لدى الزميلة ليندا كبرييل ,لان الماركسية علما وليست نظرة وجدانية صوفية .وهذه النظرة التقى فيها الكتاب الماركسين مع اصحاب الشلة ,اي تم جمع النقائض في الموقف من هذا المقال .
كيف يمكن لشخص من افراد الشلة ان يكون شيوعيا وصهيونيا في نفس الوقت ؟
كيف يمكن ان تصبح العمالة والخيانة ممارسات يومية طبيعية ويتم التكييف الفكري لها ؟
من المعلوم ان الكثير من المثقفين العراقيين كانوا من الشيوعيين او من تيارات قومية مختلفة وبالاخص منهم البعثيين. بالاضافة الى الاسلاميين . يتميز عمل الاحزاب الشيوعية في بلداننا بالعمل تحت الارض , اي بالعمل السري . وبالتالي يحتاج هذا العمل الى حس امني والى تفعيل مبدا الشك بالاخرين ,وفي احتمال قيام السلطات باختراق تنظيمهم ,اي الايمان بنظرية المؤامرة .
ان العمل الحزبي في ظرف العمل السري يحتاج الى التمويه والمراوغة والخداع ,اي استعمال التقية . والاسلاميون من جانبهم يؤمنون ايضا بالتقية وبنظرية المؤامرة .اما القوميون وعلى الاخص البعثيون فهم منظمة امنية سرية بامتياز . ولهذا كان عملهم قائم على الشك بالاخرين واعتبار المخالفين لهم مذنبين حتى يثبتوا برائتهم .
جميع هذه التيارات تؤمن بالايمان اليقيني والجزمي بمعتقداتها وبصحة نظرياتها وايديولوجياتها .
عندما خرج هؤلاء الى خارج العراق واتجهوا الى بلاد المهجر ,وخصوصا بلاد الانجلو –سكسون كالولايات المتحدة الامريكية وغيرها من البلدان ,تاثروا بجوهر الليبرالية الغربية القائم على تقديس الفردانية الشخصية المطلقة للانسان .وبذلك تلاقت وتلاقحت فكرة عزل وانعزال المثقف العراقي مع الفكرة الليبرالية في تقديس فردانية الانسان المطلقة .وامتزجت بالتراث السياسي والفكري للاحزاب الشمولية الحاكمة كالبعث ’والمعارضة كالاحزاب الشيوعية .وبذلك اصبح المثقف في بلاد الغربة والمهجر يعيش في اغتراب نفسي وفكري عميقين ,وبات يعيش في عزلة لمن لم يستطيع تكييف نفسه مع مجتمعه الجديد .
كيف حل المثقف العراقي هذه العزلة وهذا الاغتراب ؟
لقد عمد الى البحث عن العراقيين اينما وجدوا , وذلك لغرض التواصل معهم ,وحتى يشعر بوجوده ,بغض النظر عن اتجاهاتهم الفكرية والسياسية والحزبية .
ولغرض الاندماج معهم فقد قام بحل التناقض بين مبادئه وبين الواقع العملي الذي يعيش فيه ,فقام بحل التناشز المعرفي والذي بات يؤنبه لمخلفته مبادئه بايجاد تبريرات لما يقوم به من اعمال .فقدموا التبريرات لانفسهم بانه لاتناقض ولا اشكالية في المسالة .
وهكذا بتنا نرى عضوا شلاويا في الشلة الصهيو – ماسونية يدافع عن اسرائيل والصهيونية ,ونجده في الجانب الاخر عضوا في الحزب الشيوعي العراقي !!!
فكيف اجتمع النتقيضان ؟
لقد اراد هؤلاء ان يقنعوا انفسهم بانهم شيوعيون مع الشيوعيين ,وليبراليون مع الليبراليين ,وصهاينة مع الصهيونيين . وهكذا اصبحوا متعددي الوجوه والافكار وجمعوا عدة اقانيم في شخوصهم
اذا كان قسم من هؤلاء يسكن في ارقى بلدان الديمقراطيات في العالم خصوصا في بلاد الانجلو-سكسون ,فكيف يكتب مقالته او تعليقه باسم مستعار ووهمي ؟ولاينشر صورته ؟الا اذا كان الامر خوفا من انكشاف حقيقته امام الاخرين .وبذلك تنكشف انتهازيته السياسية والفكرية للاخرين .
وهكذا قام هؤلاء المثقفون بتقديم التبريرات لاطروحاتهم وذلك بازالة الحواجز بين الليبرالية والشيوعية ,وانتج هؤلاء المثقفون فكرا هجينا ,يمكن تسميته ب (الشيوعية الصهيونية ) و (الماركسية الليبرالية ). واصبحت الخيانة والعمالة عملا علنيا وواقعيا ومبررا ووطنيا ,وله اسبابه الذرائعية والانتهازية . واصبحت (الصهيونية )فكرا قوميا راقيا بامتياز .
ان افراد الشلة الصهيو- ماسونية اخذوا من جذورهم اليهودية والاسلامية والبعثية فكرة التقية والخداع والمراوغة والمداراة .ومحاولة اخفاء افكارهم الحقيقية . واخذوا يردحون مع الرادحين . وبدلا من عبارة (ابن الشعب البار ) و (القائد الضرورة ),رفعوا من الافكار الليبرالية ومن الصهيونية والماسونية الى مرتبة الاصنام والاوثان الفكرية .
ان الشيوعيين العراقيين الذين يعيشون في بلاد الغرب خصوصا في بلاد الانجلو سكسون ,قد كيفوا ماركسيتهم وشيوعيتهم على قياس ليبرالية البلدان التي يعيشون فيها .انها محاولة لتبرير تراجعهم عن اليسار باتجاه اليمين . ومن الشيوعية والماركسية باتجاه الراسمالية . اي عمل تسوية فكرية بين الماركسية والليبرالية ليستطيعون بعدها العبور الى الضفة الاخرى .واصبحت علاقتهم مع الاخرين في بلاد الغربة تقوم على المنفعة الشخصية .ونظروا الى الانسان من خلال مصالحهم الضيقة وليس من خلال انسانيتهم .اي نظروا الى الانسان ككينونة اقتصادية وليس ككينونة انسانية . وبذلك فان الانتهازية والنفعية هي التي قادتهم الى اقامة علاقات الصداقة بغض النظر عن افكارهم ومبادئهم .
وهكذا فعندما يجتمع احد افراد الشلة بشيوعي يصبح هو شيوعيا اكثر من شيوعية زميله .وعندما يجتمع نفس الشخص مع زميل له ليبرالي الهوى ,يتحول الى ليبراليا اكثر من صديقه .وعندما يجتمع مع الصديق الصهيوني ,يصبح صهيونيا اكثر من الصهاينة انفسهم .واذا اجتمع مع الاكراد اصبح كردويا اكثر من الاكراد .ولكن هذه الانتهازية لاتعمل مع الفلسطيني !
وهكذا تعددت وجوه المثقفين في الخارج وعند افراد الشلة اكثر من غيرهم .ولما كان افراد الشلة قد تخلوا عن مبادئهم السابقة لفشل المشاريع القومية والماركسية .فقد قاموا باحداث القطيعة التامة مع تاريخ الدولة العربية القومية ومع الدين والتراث . وتبنوا الطروحات والافكار لليبراليين الجدد .وربطوا انفسهم بالقوة الاكبر والاقوى وهي الولايات المتحدة الامريكية وحليفها الاقوى اسرائيل .وراحوا يروجون للتطبيع السياسي والثقافي مع اسرائيل على اساس الاستسلام للواقع . ومن هنا تم تبرير كل شيء .واصبحت الدعارة الفكرية قيما ليبرالية حداثوية .واصبح الحديث عن الوطنية والقومية ايديولوجيات سلفية ماضوية .
لقد عاش هؤلاء الليبراليون الجدد من اصحاب الشلة في رطانة الكلمات الاجنبية متوهمين انها الحداثة .وبعدما عاشوا الاغتراب الخارجي والداخلي النفسي في بلدان المهجر .عاد قسم منهم الى العراق .وكان قسم من هؤلاء معارضين للعملية السياسية الحالية في العراق . وكانوا يملاون الفضائيات زعيقا كالجزيرة والعربية والمستقلة وغيرها ...
ولكنهم عادوا اخيرا للصلح مع حكومة المالكي محاولين الدخول في لعبة المحاصصة .وشاهدت احدهم في شارع المتنبي في بغداد ,وجلست الى جانبه لمدة خمسة عشر دقيقة ,فلم ينبس ببنت شفة .وكان يبتسم ابتسامة صفراء بلهاء وينظر باتجاه ال (لااين ).وهي تعكس خيبته واغترابه مرتين ,مرة في الخارج ,والاخرى وهي الاتعس في الداخل .هكذا اتضح لي وجود صدع وشرخ بدرجات متفاوتة بين مثقفي الداخل ومثقفي الخارج واغتراب مزدوج .
الخاتمة اتمنى على مراكز البحوث في بلادنا وعلى الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والوزارات ذات العلاقة القيام بمسوحات واستبيانات لمعرفة مشكلات المثقفين في الخارج .والقيام بحلها عن طريق الاستفادة من مناهج علم الانثروبولوجيا مثل علم النفس وعلم الاجتماع وما يسمى بالانثروبولوجيا التربوية ,وذلك لمعالجة الخلل في نفسية مثقفي الخارج واعادة تاهيلهم ,سواء في بلدن المهجر او في بلدانهم الاصلية والعائدين اليها .
ان الصحة النفسية السليمة تعني مجتمعا متوازانا وسليما وقادرا على الانتاج والابداع .
على المودة نلتقيكم ...
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟