أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - رسالة مفتوحة إلى علي الأسدي















المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى علي الأسدي


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 16:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


"أهو الجشع اليهودي الذي عرفوا به عبر التاريخ ، فقد اشتهروا بالجشع نحو المال والثراء ، لكن ألا يشعروا (= يشعرون) بالإشباع ، فحتى الحيوانات تشعر بالاشباع ، الأسد اذا شبع لا يهاجم حتى حملا صغيرا.. فكيف ببشر يدعون التحضر..؟" (علي الأسدي، "الحوار المتمدن"، 14/12/12)

سيدي علي ألأسدي
بتاريخ 14/12/2012 نشرت في "الحوار المتمدن" الجزء الثاني من مقالٍ تحت عنوان "لماذا رفض الفلسطينيون القرار الدولي رقم 181".
في هذا المقال حاولت أن تدافع عن أكبر غلطة تاريخية وقعت فيها زعامة الحركة الوطنية الفلسطينية، حين رفضت مشروع التقسيم الذي أقرته هيئة الأمم المتحدة بتاريخ 29 نوفمبر 1947.
هذا طبعاً حقك. أنت لست أول، وبالتأكيد لُست آخر، من "لم ينسوا شيئاً ولم يتعلموا شيئاً". مآثركم تملأ صفحات تاريخ الشعب الفلسطيني بأحرفٍ من ذهب، من "نكبةٍ" إلى "نكسةٍ" وهلمجرا.
ما ليس من حقك هو أن تعتدي على ذكرى ألبيرت أينشتاين.

وهكذا كتبت:
"قبل حوالي 65 عاما حذر عالم الفيزياء الأمريكي البيرت اينشتاين من الخطر الفاشي وتصاعد العنصرية والإرهاب والتعصب الديني بين أعضاء قيادة الدولة التي تم إنشاءها إسرائيل.
"لقد وجه البيرت أينشتاين وأكثر من عشرين من ابرز الأساتذة الجامعيين والمثقفين اليهود رسالة الى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عبر صحيفة نيويورك تايمز الواسعة الانتشار محليا وعالميا عبروا فيها عن مخاوفهم تلك. كان ذلك في عام 1948 ، وها نحن في العام 2012 ، فما الذي تغير من طبيعة تلك الدولة الإسرائيلية ومن شوفينية وعنصرية أحزابها و أعضاء حكومتها..؟
لقد ترجمت الرسالة المذكورة من الانكليزية لأتيح للقراء الأعزاء الفرصة ليقارنوا بأنفسهم بين فاشية حكومة إسرائيل حينها وفاشية إسرائيل اليوم."

أنا أدّعي أن كل كلمة كتبتها، سيدي علي الأسدي، بهذا الصدد، تحت ستار أنها "ترجمة" لرسالةٍ كتبها ألبيرت أينشتاين، هي إهانة لِ"القراء الأعزاء" وإساءة جبانة لذكرى العالم اليهودي الكبير. ليس هناك في ما كتبته كلمة صحيحة واحدة. كل علاقة بين الرسالة الأصلية والرسالة "المترجمة" هو من باب الصدفة فقط. كل ما جاء في الرسالة "المترجمة" هو تزوير وتشويه واختلاق لا يليق بمثقّفٍ يساري ويضع علامة استفهامٍ كبيرة على نزاهتك الفكرية.
أنت لم تترجم الرسالة التي بعثها ألبيرت آينشتاين إلى جريدة نيويورك تايمز بل مسخت مسخاً كاملاً، وبلا خجل، وثيقة إنسانية كتبها أينشتاين، ظنّاً منك أن أحداً لا يمسك بك متلبّساً بالجريمة.

أنا أتهمك بما يلي:
1. ترجمة خاطئة (تبلغ حد التزوير المُتعمّد) لأجزاءٍ من الرسالة ممّا قلب معنى وروح الرسالة رأساً على عقب.
2. حذف أجزاءٍ من الرسالة يعلن فيها أينشتاين عن تأييده للمشروع الصهيوني في فلسطين.
3. حذف كل إشارة لمن أطلق عليهم أينشتاين في رسالته اسم العصابات العربية أو بتعبيره هو: Arab bands
4. تشويه الخلفية السياسية للرسالة وإظهارها كأنها موجهة ضد حكومة اسرائيل أنذاك في حين أن الرسالة موجهة فقط ضد حزب حيروت المنشق عن ال"يشوب"، أي: المنشق عن المجتمع الأسرائيلي المنظم وعن حكومته. الرسالة تقف بوضوح إلى جانب جكومة اسرائيل آنذاك وتدعو يهود أمريكا لمقاطعة مناحيم بيغن (المنشق عن الإجماع الوطني الإسرائيلي) في الزيارة التي كان يزمع القيام بها لأمريكا.
5. أيهام القراء أن أينشتاين يتهم بالفاشية والإرهاب "أعضاء قيادة الدولة التي تم إنشاءها إسرائيل". هذا كذبٌ وافتراء. أنت تعلم علم اليقين أن الرسالة مشبعة بروح التعاطف والتأييد للدولة التاشئة، والإتهام بالفاشية موجّهٌ فقط نحو المنظمات الإرهابية المنشقة عن الإجماع الوطني الإسرائيلي.
5. جهل تام بالأحداث التاريخية في فلسطين واسرائيل في السنوات الحاسمة 49-47. حزب "الحيروت" لم يكن في الحكم عام 1948 يا أحمق.
حزب "حيروت" ذو الأتجاه الفاشي الأرهابي لم يوافق على قرار التقسيم، لم يكن جزءً من المجتمع الأسرائيلي المنظم، لم يشارك في الحكومة الموقتة وممثله لم يوقع على "وثيقة الأستقلال". في عام 1948 أمر بن غوريون بقصف سفينة "الطالينا" (المحملة بالسلاح) التابعة لحزب "حيروت" وإغراقها.

"ترجمتك" للجملة الأولى من الرسالة هو تزويرً مهني يفوق حد التصور. وهكذا افتريت على أينشتاين قوله:
"من المظاهر المقلقة في وقتنا الحالي هو ظهور الدولة الاسرائيلية الجديدة وعلى رأسها حزب الحرية (حيروت)"
من أين أتيت بهذه الجملة أيها المترجم المفتري؟ هل أنت لا تفهم اللغة الأنجليزية أم أنك تفعل ذلك عمداً؟
لماذا تقوم بعملية ترجمة إذا كنت لا تعرف اللغة الأنجليزية أصلاً؟
ومن أين لك القدرة اللازمة لكي تنسب لأينشتاين القول: "إن ظهور الدولة الاسرائيلية الجديدة هو من المظاهر المقلقة في وقتنا الحالي"؟
وكيف لم تفكّر لحظة واحدة قبل أن تكتب أن حزب "حيروت" وقف على رأس الدولة الإسرائيلية الجديدة؟ هل هذا جهلٌ أم تجاهلٌ أم تحايل؟
فيما يلي النص الأنجليزي:
Among the most disturbing political phenomena of our times is the emergence in the newly created state of Israel of the "Freedom Party"
(من أشد المظاهر السياسية مبعثاً للقلق في أيّامنا هو ظهور "حزب الحرية" ("حيروت") في دولة اسرائيل التي قامت حديثاً)
يحتاج المرء إلى أكثر من مهارةٍ في "الترجمة" لكي يقلب معنى الجملة رأساً على عقب. لكن من أين أتيت بكلمة "رأس"؟ أنا فمتُ بعملية تنقيبٍ في كل النص الأنجليزي ولم أجد أثراً لكلمة "Head". نصيحتي لك: استبدل قاموسك.

مهارتك، سيدي علي الأسدي، لم تتجلّ في ما "ترجمت" فقط بل في ما لم "تترجم" أيضاً. فقرات كاملة حُذِفت ولم "تُترجم" وهناك خطة وراء هذا الحذف. نلقي نظرة على قطعة محذوفة واحدة.
أينشتاين، كما ذكرنا، يدعو في رسالته يهود أمريكا إلى مقاطعة مناحيم بيغن ويقول لهم أن "حزب حيروت"، ذا النزعة الفاشية، لم يساهم أبداً في إنجازات المشروع الصهيوني وكان عائقاً أمام دفاع المجتمع اليهودي عن نفسه في فلسطين. إليكم النص الإنجليزي:
The people of the Freedom Party have had no part in the constructive achievements in Palestine. They have reclaimed no land, built no settlements, and only detracted from the Jewish defense activity. Their much-publicized immigration endeavors were minute, and devoted mainly to bringing in Fascist compatriots
( إن أعضاء "حزب الحرية" ("حيروت") لم يساهموا في الإنجازات البناءة في فلسطين. لم يُحيوا أرضاً، لم يبنوا مستوطنات وكل ما حققوه هو الإضرار بالمجهود الدفاعي اليهودي. نشاطاتهم في الهجرة كانت ضئيلة، رغم كل التطبيل والتزمير، واقتصرت في الغالب على جلب أقاربهم الفاشست).
كلّ من له عقلٌ يفكّر وعين ترى يعرف لماذا حُذِفت هذه الفقرة ولم تحض حتّى ب"ترجمةٍ" مزيّفة.

سيدي علي الأسدي
إن أمامك أحد خيارين: إمّا أن تدحض بالحقائق والأدلة الإتهامات التي وجهتها لك، وإمّا أن تتحلّى بالشجاعة الأدبية المفروضة في كاتبٍ يساري، تعيد النظر في "الترجمة" وتقول الحقيقة للقراء.
سكوتك سوف يلقي ظلّاً كثيفاً على نزاهتك الفكرية.

التوقيع: شيلوك

ملحق:
(من خطابٍ ألقاه ألبرت أينشتاين إثناء زيارته الأولى للولايات المتحدة الأمريكية في أبريل-أيّار عام 1921):

"فلسطين بالنسبة لنا، نحن اليهود، هي ليست قضية صدقة أو قضية احتلال استعماري، بل إنها مسألة ذات أهمية مركزية للشعب اليهودي.
أوّلاً وقبل كل شيء فلسطين ليست ملجأً ليهود شرقي أوربا بل إنها تجسِّد أنتعاش الشعور بالمصير المشترك بين يهود العالم. هل من الصحيح إثارة وتقوية هذا الشعور بالمصير المشترك في هذا الوقت بالذات؟ في رأيي أن الجواب على هذا السؤال هو "نعم" بصورة مطلقة. . . ومن وجهة النظر هذه أرجو أن تنظروا إلى الحركة الصهيونية."



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد العاصفة - 2
- شعبان - دولتان
- بعد العاصفة-1
- بيان شخصي
- ذو الرأيين : جوابي لعلي الأسدي
- صهيوني عجوز يتصابى
- المواقف الخاطئة لخالد أبو شرخ
- علي الأسدي يدافع عن الشرّ المطلق
- سنة 5773 للخليقة : عام سعيد
- علم أسود في سماء الربيع العربي
- خارطة طريق إلى الوراء
- هل أنت صهيوني يا غروميكو؟
- هذا هو ردي على الأسدي
- هل أنت صهيوني يا يعقوب؟
- لم يفهموا كارل ماركس في يومٍ من الأيام
- أين أخطأ كارل ماركس؟
- والتيار الكهربائي ما زال منقطعاً
- حسني مبارك هو ليس صدام حسين
- فائض الحماقة : ردي على حسين علوان حسين-2
- بيان الشلة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - رسالة مفتوحة إلى علي الأسدي