أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزام راشد العزومى - العدالة














المزيد.....

العدالة


عزام راشد العزومى

الحوار المتمدن-العدد: 3858 - 2012 / 9 / 22 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العدل يؤدي الى الولاء والإنتماء الى الوطن والأنتماء يؤدي الى التنمية والعمل بكل ما في وسع الفرد من أجل التقدم.وتشكل فكرة العدالة القيمة المركزية في جميع العلوم المعيارية سواء كانت "الحقوق،الفلسفة السياسية ،الأخلاق والدين" والتي بدورها تنظم بشكل مباشر أو غير مباشر علاقة الفرد بأقرانه والمجتمع ككل.
وتعرف العدالة بشكل عام بأنها الإحترام الدقيق للشخص وحقوقه وخصوصياته، ويرمز لها بالميزان المتساوي الكفتين. كفة تحمل حق الدائن وكفة ثانية تتلقى حق المدين وذلك حتى يقوم ويتحقق التوازن بينهما . وبهذا المعنى تنطوي كلمة العدالة على الدقة التي أشبه ماتكون بدقة الرياضيات ، فالخط المستقيم في الهندسة مثلاً تقابله الإستقامة عند الإنسان العادل وياليتنا نسعى لذلك في ظل الفساد المالي والإداري والأخلاقي الذي لم يترك شيئا في حياتنا إلا وإلتف حوله وكبله بكل القيود الغير مشروعة حتى أثقل كاهلنا ولم يترك لنا بصيص من الأمل في الغد.ويتوجب على هذا الإنسان العادل أن يخضع حكمه للعقل والحساب حتى لايتعرض للشبهات أو يقع في الخطأ.
ويتم التمييز منذ زمن بعيد بين نوعين من أنواع العدالة ،وهما العدالة التبادلية والعدالة التوزيعية بحيث أننا نجد في كل منهما نصيباً من تطلب المساواة والعقلانية النسبية.
وتعرف العدالة التبادلية بأنها كل مايمت بصلة غلى التبادل بين الأفراد ، فهي تقوم على المساواة الرياضية البحتة، حيث أن التبادل العادل يتحقق عندما يكون للشيئين المتبادلين نفس القيمة أي عندما يمكن مبادلة أحدهما بشيء ثالث، فالكميتان المتساويتان لكمية ثالثة هما متساويتان فيما بينهما . لكن وراء معادلة الأشياء المتبادلة يجب التأكيد على مساواة الأشخاص الذين يقومون بعملية التبادل نفسها. لإ كل منهم يجب أن يتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها الأخر ولايحق له أن يغمطه هذا الحق.
اما العدالة التوزيعية فإنها تفرض أن البشر غير متشابهين في أوضاعهم الإجتماعية ومواهبهم وإستعداداتهم ، وفي هذه الحالة من غير الإنصاف توزيع مكافآت وغيرها حسب حالته الميزاجية والنفسية كما أو حسب المحسوبية أو المنسوبية او الوجوه الجميلة التي تدخل السرور على قلبه، دون الإسناد إلى أي معيار يمكن إستخدامه يبعده عن شبهة الفساد المالي والإداري والتبديد والإستيلاء على المال العام.
لإن العدالة التوزيعية تقوم على مبدأ الإستحقاق، أي لكل حسب مايستحقه وتقيم المساواة بين أربعة أطراف وهم شخصان وشيئان والمثل الذي يمكن أن ينطبق على هذه الحالة هو أن العامل أو الموظف الجيد ينال المكافأة الجيدة في حين أن الموظف المقصر ينال المكافأة الاقل وليس العكس كما يحدث في جميع قطاعات المجتمع وذلك يرجع للمسئول نفسه وقد أثار مفهوما لعدالة بنوعيه التبادلي والتوزيعي ولا يزال يثير خلافات عديدة حول التفسير والتطبيق ، فالبعض يرى أن عدم المساواة الإجتماعية يرجع بالضرورة إلى عدم المساواة الطبيعية، في حين يرى البعض الأخر أن إنعدام المساواة الطبيعية ناجم عن مظالم عدم المساواة الإجتماعية ويبرر ذلك بأن الشروط السيئة للعيش هما من الأسباب الرئيسية التيتخنق وتدمر الشخصية وتفتح المواهب، فالبؤس هو أساس البعد الأخلاقي الذي يدفع بدوره إلى الإنحاف والعنف والجريمة. ويخلص القول بأن المواهب الطبيعية لا قيمة لها إذا لم يتوافر المناخ الملائم لنموها. ولهذا يرى أنه لابد من إكمال شعار العدالة التوزيعية "كل حسب عمله" بشعار آخر اكثر إنسانية أو أكثر قرباًمن العدالة ألا وهو "من كل حسب حاجاته" لإنقيمة العدالة الحقيقية هي إقامة المساواة الفعلية والشاملة بين البشر دون تمييز بينهم على أساس المحسوبية أو المنسوبية أو الشخصية أو اللون أو العرق أو الدين أو المركز الإجتماعي أو العمالة المعينة في الحكومة او العمالة بعقود عمل مؤقتة . وكفانا شعارات من الوزراء أو المسئولين ، وأن يتم وضع وأختيار الشخخص المناسب في المكان المناسب وليس العكس.
هذا وقد إرتبطت فكرة العدالة بفكرة المساواة وشكلت منذ فجر التاريخ ولاتزال المثل الاعلى لكل المجتمعات البشرية فكم من حرب إندلعت من أجلها وكم من ثورة قامت باسمها، دون أن يبدو أن فكرة العدالة المطلقة قابلة للتحقيق ،على الأقل في ظل عالم اليوم.
بقلم: عـزام راشـد العـزومى
باحث دكتوراة- علوم سياسية- جامعة القاهرة



#عزام_راشد_العزومى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمية البشرية
- الفساد الإداري.. مفهومه ومظاهره وأسبابه
- العولمة ودور العوامل الخارجية
- ماذا تعنى المواطنة
- رسالة إلي رئيس جمهورية مصر العربية


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزام راشد العزومى - العدالة