أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - كسرُ عظمٍ على أسسٍ متخلفة














المزيد.....

كسرُ عظمٍ على أسسٍ متخلفة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الدول العربية والإسلامية في خروجها من المرحلة التقليدية متجهة إلى المرحلة الحديثة الديمقراطية تقلبتْ كثيراً وراوحت بين ليبراليةٍ محدودة في البدايات ورأسمالياتِ دولٍ شمولية في الوسط والآن تتصاعد مرحلةُ رأسماليةِ حرة مثقلة بمخلفات الإقطاع والشموليات وصراع الطوائف.

الرأسمالية الجديدة وقعتْ بداياتها في الشمال الافريقي الذي كانت ليبراليته أوسع لكن رغم ذلك يعاني مخلفات الإقطاع السياسي وقوى الإقطاع الديني التي لها أجندة مختلفة عن الرأسمالية الديمقراطية الحرة.

الشكلان الأساسيان للإقطاع أجهزة مهيمنة استثمارية ونصوصٌ تقليدية تكبلُ الحريات الشخصية والنساء وتنامي سلطة العقل، وهما يواصلان سيطرتهما المتعاونة والمتصارعة، بدءًا من ترنح كبار الضباط والموظفين حتى بدء الأسئلة عن هيمنةِ المؤسساتِ الاقتصادية البيروقراطية وإعادة النظر في طبيعة السلطة السياسية الدينية الموروثة من العصر الوسيط السابق، وفك سلاسلها عن الشعوب المتطلعة للحرية، وتجري بروفات صراع أولية لهذا لكن مسرح العمليات العميقة يحتاجُ الى وقتٍ اجتماعي واسع.

ولا يوجد في شمال افريقيا صراعُ المحورين كما هو في المشرق العربي الإسلامي، حيث ثمة معضلة ليس في وجود القوى التقليدية فحسب بل في انقسامِها على أساسٍ طائفي كذلك، وهو ما عقّد العمليات الاجتماعية التحولية الجارية وشوشها.

وبدلاً من أن تتنامى قوى الليبرالية والحداثة والديمقراطية على مراحل وعبر تفكيك العقد التاريخية بمهل، وفي كل الفرقاء الاجتماعيين السياسيين وكافة الدول والقوميات، فإن العقبة الكبرى غدت هي الطائفية السياسية وتحولها لغول سياسي عسكري يمنع تنامي تلك العمليات التحولية الليبرالية الديمقراطية المتدرجة التي تطالبُ بها الشعوب.

حيث اخترقت هذه الكوبرا كافة مظاهر التحول والعلاقات بين الشعوب والقوى السياسية، حتى أصبحت لعبةُ كراسٍ محفوفة بالنيران، وصارت إبادةً لدولةٍ كاملة وذبح شعبها واستمرار ثورته ربما ليرث الخريطة المحروقة والمدن المدمرة.

وتغلغلُ الطائفيةِ بهذا الشكل العميق هو بسبب انتقال العمليات السياسية من شمال افريقيا المحصن من صراعِ المحورين إلى المشرق الذي يعيشُ هذا الصراع مع صراعات مذهبية ودينية واسعة!

صراعٌ مذهبي هو صراعٌ قومي في جوهره وعدم قدرة إيران، أن تُعقلنَ الصراعات الاجتماعية بأشكالٍ إصلاحية داخلية غدا ذلك غير ممكن، لكونها توسعتْ في مشروع العسكرة المكلف لدولةٍ ذات موارد محدودة، وكون مشكلة الطبقة المسيطرة التقليدية المنقسمة في البلدان الأخرى ساسةً مدنيين وعسكريين، هي هنا طبقةٌ واحدةٌ متماسكة ذات وجهين متحدين عسكري وديني معبرةً عن قومية متعالية بين مجموعة من الأمم المغايرة.

فيما أن نفس الطبقة التقليدية في الدول العربية هي من قوميةٍ عربية واحدة فلا تشعرُ بصراعٍ قومي قاتلٍ فيها، فيؤدي الى تقسيمها كما حدث ويحدث في السودان والعراق، ولهذا فإن الهويةَ الطائفيةَ غدتْ في المشرق هي محور الصراع، ملغيةً الصراعَ العقلاني الممكن، فصراعُ شمال أفريقيا هو لظهور طبقة برجوازية وطنية ديمقراطية موّحدة، فيما هو في المشرق تفكيكُ للدول وظهور دول أخرى مذهبية على جسدِ خريطةٍ محروقة كما يحدثُ في سوريا!

في شمال افريقيا المشروع يتجه للحداثة النسبية المتصاعدة وفي المشرق هو للعودةِ للعصور الوسطى وهيمنة الكهنوت القومي.

الصراع الطائفي يقود لظهور قوى ما قبل رأسمالية متخلفة واسعة، قادمة من الأرياف والبوادي، وهي لم تُراكم عقلانية دينية، أو تحديث نسبي، أو تنظيمات وطنية، وجاءت للصراعات بأسمالها التفكيكية للبلدات والقرى ولإزاحة الفئات الوسطى الكبيرة المتنورة في المدن عمود التوحيد.

وفيما الطبقة المسيطرة غدت هنا عصابات هيمنت بقوة السلاح والإدارة على الثروات، فما عاد لديها في مواجهة الصراع المذهبي السياسي الواسع سوى العنف ونشر غرائز الطوائف.

المتصارعان ليسا في مستوى الحداثة والديمقراطية ماضياً لم ينضج في تنام تحديثي، وحاضراً دموياً لم يشكل نضالاً سلمياً تدريجيا. ولكن ليس ثمة خيار سوى المضي في خيار الثورة إلى النهاية.

مأساة سوريا أوضحت بجلاءٍ لا لبس فيه خطورة الصراع السياسي على أساس الطائفية والقومية العسكرية فقد حُرق البلد ولهذا مضاعفاته وهو ليس نموذجاً يقدم للتعايش الإسلامي. إن صراع المحورين هو دمار للجميع، ويجب وقف هذا المسار عبر تسوية ما، وأن يتوقف مشعلو الحرائق عن إعداد بيوتهم هم كذلك للحرق.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (1)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقدُ الذاتي وليس المراوغة
- خارجَ الطائفةِ داخلَ الطبقة
- بُنيتا الحداثةِ الاجتماعية
- المفكرُ والتحولات
- جورج لوكاش(٢-٢)
- جورج لوكاش (١-٢)
- المحافظون والديمقراطية الاجتماعية
- تدهور الثقافة في البحرين
- عالمُ المماحكاتِ
- تقاسمُ المستعمراتِ الإسلامية
- التنظيمات والبالونات
- تناقضات المنطقة
- مساعدةُ الثورةِ السورية واجبٌ قومي إنساني
- الديمقراطيةُ الشموليةُ
- العودةُ الحادةُ للوراء
- حركةُ النهضةِ التونسية.. الأيديولوجيا والحراكُ السياسي ( ...
- نماذج فرديةٌ للخيال الاجتماعي
- مأساةُ الشعبِ السوري بين القوميات
- تحديدُ (عصرنا)
- الثورة السورية.. تفتيتُ صخرةِ الجيش


المزيد.....




- -فلاديمير توقف!-.. ترامب يُعلق على أكبر هجوم روسي على كييف م ...
- مروحية ترصد حجم الحرائق الهائلة التي تلتهم غابات نيوجيرسي
- توتر دبلوماسي متصاعد بين الهند وباكستان.. هل ينفجر؟
- منتدى في موسكو حول صحة الفم والأسنان
- إسبانيا تلغي صفقة شراء ذخائر عسكرية من مصنع في إسرائيل التزا ...
- بن غفير يُرشق بزجاجات الماء أمام جامعة ييل ويردّ برفع شارة ا ...
- أزمة تتصاعد.. مقاومة خيالة نزلة السمان لمشروع تطوير منطقة أه ...
- فرنسا.. عملية طعن بالقرب من مدرسة تخلف قتيلا و3 جرحى (فيديو) ...
- شركة صينية تطور سيارة -حاملة للطائرات-!
- تركيا وروسيا تستعدان لمشاورات رفيعة المستوى حول الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - كسرُ عظمٍ على أسسٍ متخلفة