جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 18:44
المحور:
كتابات ساخرة
هذا الخبر حقيقي جدا تناقلته الصحف من عدة أشهر وهو أن امرأة عربية أردنية الجنسية حفظها الله ورعاها, فاضلة إلى حد النخاع الشوكي ولا يمكن أن نعثر لها على مثيل ولا يمكن أن نجد لها شبها أو شبيهة ومن المستحيل أن نجد في كل الأردن امرأة بمستوى رقة قلبها ومشاعرها,وحنونة يا حرام, تبرعت مشكورة وجزاها الله عنا وعنكم خيرا لجمعية خاصة بالكلاب الضالة في قبرص بمبلغ وقدره 2 مليون يورو,أرجو منكم وأنتم تقرؤون هذه المقالة أن تصفقوا لها بحرارة وبقوة وبأن تصلوا على الحبيب المصطفى لكي لا تصاب هذه السيدة بالعين وبالحسد, طبعا تبرعها كان من أجل خدمة الكلاب وتعليمها كونها يا حرام محرومة من التعليم لأن رؤية الكلاب وهي غير متعلمة تجعل تلك السيدة تتألم جدا ولا أحد يقدر على تحمل مرارة الألم حين يعرف بأن تلك الكلاب لم تأخذ فرصتها في التعلم, وصدقوني أنا شخصيا لا أستطيع رؤية الحيوانات الأليفة وهي تتألم أو وهي محرمة من حقها في التعليم والتَعلُم ولكن العين بصيره واليد قصيره فلا أستطيع أن أتبرع للكلاب ولا حتى بدولار واحد فأنا يا دوب أقدر أنفق على أولادي كي يتعلموا ولو كنت أملك مبلغا كبيرا من المال لقمت بالتبرع لتلك الحيوانات المتشردة المحرومة من الحياة الكريمة دون أي تردد وبما أنني أردني والسيدة التي تبرعت أردنية الجنسية قلبا وقالبا فإنني أعتقد بأنها سدت مسدي, و(كفّت ووفت) كما يقول الناس, وهي تستطيع أن تنظر إلى الأردنيين وهم يتضورون جوعا ولكنها بفضل الله لا تستطيع أن ترى الكلاب وهي جائعة أو محرومة من التعليم وأرجو من الجميع أن يدعوا لها بالخير وبأن يستر اللهُ عليها وعلى بناتها في الدنيا والآخرة كما يقولون وبأن يحفظ لها الله أولادها جميعا الذكران منهم والإناث وبأن يحفظ لها اللهُ زوجها, وأرجو من القراء أن يصلوا من أجل أن تدخل هذه السيدة الفاضلة الجنة من أوسع أبوابها بسبب هذا العمل العظيم الذي قامت به ورفعت بواسطته رؤوسنا عاليا بين مصاف الأمم المتقدمة حضاريا فنحن لم نعد متأخرين بل متقدمين جدا في مجال حقوق الإنسان وتعليم الكلاب على الرقص وعلى العزف, طبعا هنالك الكثير من جيرانها الذين لا يقدرون على شراء البندورة واللبن(الرايب) والذين هم حقا لا يملكون ثمن الخبز لكي يعيشوا منه ولكن هذه السيدة الفاضلة وبحمد الله آلت على نفسها جهدا إلا أن تطعم الكلاب أولا قبل أن تُطعم أولاد حارتها وآثرت على نفسها إلا أن تشتري للكلاب أولا الأدوية اللازمة قبل أن تقوم بشراء الأدوية للمحتاجين الذين يسكنون إلى جوارها, ومن الطبيعي جدا أن سمعة هذه السيدة الآن في الولايات المتحدة الأمريكية وقبرص واليونان عاليةً جدا وفوق الريح ومن المؤكد أنها جلبت لنا نحن العربُ المسلمون سمعة جيدة لدى وسائل الإعلام الغربية بعد أن صارت سمعتنا في السنة الأخيرة سيئة جدا ومثل الزفت ومثل الطين,واليوم ستقول عنا وعنها وسائل الإعلام الغربية بأننا وبحمد الله نتمتع بأخلاق عالية ومن المحافظين على حقوق الحيوانات وحقوق الإنسان ولسنا متخلفين كما يتوهم الغربُ, ومن اليوم وصاعدا لن يجرؤ أي شخص على أن يقول بأننا لا نراعي حقوق الإنسان وحقوق الحيوان بل نحن شعب متقدم جدا في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة وقد نال الإنسان في الأردن حقه وحقوقه وتحققت عمليا مسألة حقوق المرأة ومساواتها بالرجل ولم يبق أمامنا وأمام هذه السيدة الفاضلة إلا أن تهتم بحقوق الكلاب الصحية,تلك الكلابُ التي ترقدُ على الأسرة وليس لها أي قريب يسأل عنها,وقد أوصت في المذكرة الرسمية التي أرسلتها للمستشفى الخاص برعاية الكلاب بضرورة شراء أسرة جديدة تنام عليها الكلاب وأدوية من أجود أنواع الأدوية في العالم وأوصت أيضا ببناء ملعب كبير للكلاب وشراء ألعاب وهدايا للكلاب وقد قامت هذه السيدة مشكورة جدا بتخصيص طبيب نفسي للكلاب لكي يهتم بمشاكلها النفسية وتخليصها من آلامها التي تعاني منها ونصحت بأن تنفق هديتها للجمعية أو المستشفى على دعم البحوث العلمية من أجل التغلب على صعوبات التعلم والتعليم عند الكلاب,أرجو من الجميع التصفيق لهذه السيدة الفاضلة, فأعصاب هذه السيدة المحترمة والحنونة والعاطفية والرومانسية جدا حتى مع الكلاب لا تتحمل أن ترى كلبا كئيبا أو حزينا أو مجروحا على فراق حبيبته أو محروما من التعليم, وأعصاب هذه السيدة ورقة قلبها ومشاعرها لم تسمح لها بأن تمر بجانب هذا المستشفى دون أن تخلع قبعتها وتحني ظهرها احتراما للكلاب المتعلمة ولم تسمح لها شخصيتها المثيرة للدهشة أن تشاهد الكلاب دون مد يد العون والمساعدة لها, وطيبتها وأصلها وفصلها كل تلك الأمور جعلتها تدمع عندما رأت بأنه لا يوجد في المستشفى الخاص بالكلاب تقدما بوسائل الراحة وأثبتت هذه السيدة للعالم كله بأنها رقيقة القلب والمشاعر وبأن الشعب الأردني كله أخلاقه مثل أخلاق هذه السيدة ولو أجرت هذه السيدة استطلاعا عاما تستطلع بواسطته رأي الشعب والناس في الأردن عن العمل الذي قامت به لوجدت بأن شعبيتها في ازدياد مستمر بعد أن قامت بهذا العمل البطولي ولقالوا بأن رعاية الكلاب هذا العام أولى من رعاية الإنسان والمواطن الغلبان .
ولا يسعني أنا شخصيا في هذه العجالة القصيرة إلا أن أدعو كل رجال الأعمال في الأردن بأن يحذوا حذوها من أجل رعاية الكلاب الضالة والمتشردة في قبرص وفي اليونان وفي مالطا إن أمكن وأرجو من جميع مدراء ورؤساء تلك الجمعيات والعيادات البيطرية في أوروبا أن يراسلوا هذه السيدة من أجل دعمهم ماديا ومعنويا , وأنصح رجال الأعمال الأردنيين بأن يذهبوا بزيارة تفقدية لمعظم المستشفيات والجمعيات الخاصة برعاية الحيوانات الأليفة فمن الممكن أن تكون هنالك إساءات للحيوانات الأليفة أو تجاوزات بحقها ونحن لا نعلم عن تلك التجاوزات أي شيء, وأدعو الجميع بأن يقدموا المساعدات الإنسانية لهذه الحيوانات لأن لتلك الحيوانات أرواح مثل أرواحنا ومشاعر مثل مشاعرنا وقلوب مثل قلوبنا تتألم وتعشق وتبكي فيجب أن لا نقف جميعنا مكتوفي الأيدي بل يجب أن نتحرك بسرعةٍ في سبيل إحياء الكلاب والحيوانات الأليفة المتشردة, ويجب أن نشجع رجال الأعمال لكي يقدموا مزيدا من المساعدات الإنسانية للمستشفيات والمؤسسات الخاصة برعاية الكلاب وبأن تكون هذه السيدة أنموذجا حيا للإنسان الراقي والمميز جدا بمشاعر عميقة تجاه تلك الأرواح,وأدعو أنا لهذه السيدة الفاضلة بالخير وبطولة العمر وأن يعطيها الله كمان وكمان وبأن يزيدها من نعيمه لكي تتمكن مرة أخرى من التبرع لمستشفيات أخرى لرعاية الكلاب المتشردة,أما بالنسبة للثقافة وللبحث العلمي فإنهم لا يستحقون الدعم والمناصرة,وصحيح أن بعض الناس تمنوا أن يكونوا كلابا من أجل أن يحصلوا من هذه السيدة على الدعم والرعاية ولكن فعلا الكلاب المتشردة أولى من5 مليون أردني عربي مسلم بالرعاية الصحية, وأنا أدعو لها بأن يسكنها الله الجنة بسبب رعايتها للكلاب,وأتوقع أن يستجيب اللهُ لدعائي لها بالجنة لأن هنالك امرأة كما جاء بكتب التراث دخلت الجنة بسبب هرة أسقتها الماء من البئر بعد أن خلعت خفها(حذاءها) وملأته من البئر بالماء البارد لكي تشرب الهرة وتروي عطشها وجوعها, وهنالك امرأة أخرى دخلت النار بسبب هرة منعتها أن تشرب الماء ومنعتها أن تأكل من حشائش الأرض ولهذا السبب تبرعت السيدة الفاضلة للمستشفى الخاص برعاية الكلاب حتى لا تدخل النار ولعياذ بالله من النار وجحيمها ونحنُ وأنتم طبعا لسنا ضد هذا العمل الانساني الذي قامت به السيدة الفاضلة فإن وقفنا ضدها فهذا معناه أننا نقفُ ضد دخولها الجنة ونحن طبعا لا نقف عقبة في وجه الأعمال الخيرية, وهنالك رجل دخل الجنة بسبب كلب ملأ له خُفه(حذاءه) بالماء البارد وهنالك رجل دخل النار بسبب كلب منعه أن يشرب الماء وأن يأكل من حول أطراف البيت, فإذا كانت هرة واحدة فقط لا غير وكلب واحد جعل الرجل يدخل الجنة فما بالكم بهذه السيدة الفاضلة التي تبنت رعاية عائلة كبيرة من الكلاب؟.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟