أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - إنعام الهاشمي في نصب الحرية و في قصيدة إيلوار














المزيد.....


إنعام الهاشمي في نصب الحرية و في قصيدة إيلوار


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


أغنية حب
.................. 
جوزيف برودسكي / ترجمة أسعد البصري
 
لو تغرقين أجيء لإنقاذك
ألفك بملاءتي و أغلي لك الشاي 
لو كنتُ شرطياً ،  أقبض عليكِ
أبقيكِ في زنزانة بالقفل والمفتاح 

لو كنتِ طائراً ، أسجل لك أسطوانة  
وأصغي طوال الليل إلى تغريدكِ الرفيع
لو كنتُ ملازماً ، تكونين تحت التدريب 
و يا عزيزتي ، أؤكد لك أنك ستحبين التمرين 

لو كنتِ صينية  ، أعشق اللغة الصينية 
أضرم المفرقعات ، أرتدي ثياباً مضحكة 
لو كنتُ مرآةً ، كنتُ عصفتُ  بالسيدات 
أمنحك شفاهي الحمر ، و أزين أنفك 

لو تحبين البراكين ،  أكون الحمم
 أتفجرُ  باستمرار من مخبئي الخفيّ 
ولو كنتِ زوجتي ،  أكون حبيبك 
لأن الكنيسة ترفض الطلاق بقوة 

مثل البروفسورة إنعام الهاشمي لجأ الشاعر الروسي جوزيف برودسكي إلى الولايات المتحدة عام 1972 م لأسباب سياسية خارجة عن إرادته ومنها تم تصنيفه كأحد فحول الشعراء الأمريكان و حصل من هناك على جائزة نوبل للآداب كشاعر روسي حر و مبدع . كانت تهمة برودسكي (( الطفيلية )) و (( الإنحلال الأخلاقي )) و (( الحداثة )) هذه التهم مجتمعة في الإتحاد السوڤيتي أدت إلى حجر هذا الشاعر في مصح عقلي ثم الحكم عليه خمس سنوات أشغال شاقة في سيبيريا . 
لكن محاكمته التي تم تهريب نصها إلى الصحافة و تلقفها الأدباء الأوربيون والأمريكان أدت إلى عاصفة إعلامية وضغط دولي نتج عنه إطلاق برودسكي مبكراً من سيبيريا و من ثم لجوئه إلى الولايات المتحدة . وهذا أدناه ترجمتي لنص المحاكمة السوڤيتية : 
القاضي : ما هي مهنتك عموماً ؟؟
برودسكي : أنا شاعر ، و مترجم أعمال أدبية .
القاضي : ومن منحك لقب شاعر ؟ . من صنفك ضمن الشعراء ؟ 
برودسكي : لا أحد . ومن تراه صنفني ضمن البشر ؟!
القاضي : كيف أصبحت شاعراً ؟ أنت حتى لم تحاول الحصول على الثانوية العامة . أين يتم تأهيل الشعراء ؟ . أين يتم تعليمهم ؟ . 
برودسكي : لم أكن أظن أنه يمكن تعلم الشعر في المدرسة .
القاضي : وكيف إذن ؟؟
برودسكي : أعتقد بأن ذلك يأتي من الله . 
ومثل برودسكي تعتقد (حرير و ذهب )  إنعام الهاشمي بأن الشعر لا يأتي من قسم اللغة العربية بل ( من الله ) لهذا دافعت عن الشعراء الموهوبين إلى درجة عرضت نفسها أحياناً إلى بعض الإحراجات . وهي بمواقفها الكبيرة يمكن تصنيفها ك أخناتوڤا عراقية يلجأ إليها الشعراء و يحتمون بها . 
يصف برودسكي الأديب من المنفى بذلك (( الذي يعيش كسمكة في الرمال )) مع هذا لم يرجع بعد سقوط الإتحاد السوڤيتي و عودة روسيا . وقد أخبر ديفيد ريمنك ، الصحفي في الواشنطن بوست بأن هذه التغييرات الكبرى عديمة الأهمية بالنسبة لسيرته الشخصية و تفتقر إلى اهتمامه . إن وفاءه كان للغة (( أنا أنتمي إلى الثقافة الروسية أشعر بأني جزء منها ، من تكوينها ، ومهما تغير مكان إقامتي فإنه لن يغير هذه الحقيقة النهائية ، اللغة أكثر قدماً من البلد و هي شيء لا يمكن تجاوزه . أنا أنتمي إلى اللغة الروسية )) . الإنتماء إلى اللغة العربية هو الذي يجعل من أديبتنا في المنفى الأمريكي إنعام الهاشمي ترتبط أكثر بهذه اللغة من خلال خدمة الشعر العراقي بالترجمة و التعريف بالمبدعين العراقيين . 
سيدة عرفت الحرية معظم عمرها لا يمكن أن تستبدلها بشيء حتى الوطن 
تبدأ مقالة الفيلسوف الفرنسي لابواسيه ( 1530-1562) التي كتبها عن (( العبودية المختارة )) 
بعبارة ل هوميروس على لسان بطل ملحمته عوليس : 
(( كثرة الأمراء سوء ، كفى سيد واحد ، ملك واحد )) 
ويعلق لابواسيه العبقري الذي توفي وعمره 32 عاماً بالقول بأن الملك بؤس واحد ، وكثرة الأمراء سوء متعدد . 
وبلاد الدكتورة العراقية الغريبة إنعام الهاشمي انتقلت من السوء الواحد إلى السوء المتعدد وهي بثقافتها الواسعة لاشك تعرف لابواسيه الذي يمثل نضال أوربا المبكر و نداءها البكر في سبيل الحرية .
 والشكر الأول والأخير لأخناتوڤا العراق العنقاء التي يعشو الشعراء إلى ضوء نارها وهي في المنفى تنتظر كما كتبت أن تدفن إلى جانب زوجها في الولايات المتحدة بعد عمر طويل . كمواطنة مخلصة للغتها و أدبها العراقي  وأيضاً كمواطني أمريكية مخلصة لتمثال الحرية و للإنسانية . // أسعد البصري 
هامش / هناك نصوص ترجمتي الخاصة لم تراجعها الدكتورة إنعام و لأن لغتي الأجنبية ضعيفة لا تتحمل البروفسورة مسؤولية أخطائي الكثيرة مع الإعتذار للقاريء الرفيع في هذا الموقع الرفيع . 



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى سعد الحجي عن الأدب الوطني واللغة والحرير والذهب
- عزائي كتبه عبد الزهرة زكي والحب عزاء الفاشلين
- نهاية الصعاليك
- سبينوزا و أنا سيرة شخصية للعذاب
- واصف شنون ملحد عراقي محترم
- شرود البقرة
- الشاعر
- قاطع طريق
- الحكمة من أفواه المجانين
- الإنسان حيوانٌ صامت
- أهمية الشعر و جدواه
- وطني سفسطة و سفسطائيون لا يمكن دحضهم
- نخاس الشعراء
- عيد الحُب
- واحسيناه
- الأبد
- الطائفية في دقيقة واحدة
- شعر غامض و تقارير واضحة
- الجحيم
- صدر المسجد


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - إنعام الهاشمي في نصب الحرية و في قصيدة إيلوار