أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - دانا جلال - اعتذر من اطفال يهود العراق فهل تعتذر الحكومة العراقية؟














المزيد.....


اعتذر من اطفال يهود العراق فهل تعتذر الحكومة العراقية؟


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 3761 - 2012 / 6 / 17 - 09:31
المحور: سيرة ذاتية
    


في كتابه "الخروج من العراق " (دار النشر السفاردية 1972القدس) يُسَّلِطُ "اسحاق بار موشيه" الضوء على تراجيديا النَّهبِ و التَّرحيل الذي تَّعرض له يهود العراق، و رحلة معاناتهم الانسانية التي بقيت شاخِصةً في ضمائر العراقيين، رغم السياسات التي استهدفت "ذاكرتنا الجمعية" بغرض تجفيفها بعد تبرير مشاهد صور واحداث مُشَّوِهة لتاريخنا الحديث.
كتب موشيه بعد خروجه من بغداد " نتذكر بحزن ان حكام العراق آنذاك كانوا يصفوننا بأننا يهود، وقد تركنا العراق كيهود ووصلنا اسرائيل كعراقيين، المنظر مأسوي ومضحك في الوقت نفسه، فقد ساعدنا حكام العراق على تثبيت هويتنا، وها هم اليوم أبناء ديننا وجلدتنا يساعدوننا مرة اخرى على تأكيد وتثبيت عراقيتنا ". ويضيف موشيه " كنت اتجول بين القادمين كلما سنحت لي الفرصة وابحث عن معارفي وأهلي واصدقائي، لقد تحول الجميع الى أعزاء قوم ذلوا واستبيحوا مرتين مرة بيد حكومة العراق ومرة بيد حكومة اسرائيل ".
جرائم الابادة التي ارتكبت بحق يهود العراق، والتي بدأت بشكل منظم من خلال عمليات الفرهود الأولى عام1941، وعمليات التهجير عام 1948، والاستيلاء على أملاكهم وأموالهم، وأسقاط الجنسية العراقية عنهم قد شوه قزح الديموغرافية العراقية واجتث احد اهم منابعنا التاريخية والحضارية والفكرية بعد ازالة 2.6% (نسبة يهود العراق) من الحياة اليومية العراقية.
"لغز يهود العراق" في غربة وطنهم يؤرق اصحاب القرار ومراكز الابحاث في اسرائيل، لغز طرحه بصيغة حنين بغدادي وسؤال فيه نكهة الادانة أ.د. شموئيل (سامي) موريه في "ذكريات عراقية في وثائق منسية"( وما زلت أتذكر بساتين العراق وقد كستها الأعشاب الى خاصرتي، تبدو برقة الديباج، "كرفرف الخلد طيبا". وأسائل النفس، ترى لماذا هذا الحنين الطاغي بعد أكثر من ستين عاما على الرحيل؟ واي شيء يشد يهود العراق إليه إلى يومنا هذا؟، فتراهم محافظين على لهجتهم وأغانيهم وعاداتهم وتقاليدهم وذكرياتهم في العراق وذكرى الاصدقاء والجيران الذين عاشوا معهم اياما خصيبة وعصيبة، وهم يتسقطون أخباره ويحزنون لمآسيه؟).
"لغز اليهود في العراق" بعد ان بقي منهم العشرات في العراق، هو خوفهم من الاعلان عن "الذات" و"الهوية" رغم ان حكومة بغداد تعلن عن نفسها بانها دولة للقانون، ودستورها بعموده الفقري الاسلامي فيه ديمقراطية الاسلام واعترافه بحقوق النساء والقوميات والديانات الاخرى وبالأخص ممن هم من "اهل كتاب".
كي يعلن "اليهود" كبقية البشر الإعلان عن هويتهم ووجودهم في وطنهم "العراق"، فان الحكومة العراقية مطالبة بواجب الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبت بحقهم، وان تعيد لهم الجنسية التي اسقطت عنهم، مع اعادة اموالهم واملاكهم التي صودرت بعد تعويضهم المادي والمعنوي. الاعتذار من "يهود العراق" يجب ان يرافقه اعادة لصياغة وعينا الجمعي بعد ان شوهتها الخِلافات، والامبراطوريات، والاحتلالات، وحكومات تعاقبت على توريث قمعها وضاعفت من تراكم الألم الإنساني لضحاياها.
صياغة الوعي الجمعي بشكل ديمقراطي والانتصار للضحايا هي مسئولية الجميع.
هل نوضح في مناهج تعليمنا، وخُطب جُمَّعِنا، وبيانات قادتنا بان عمليات الفرهود والتهجير التي مورست بحق الكورد الفيلية، والجرائم التي ارتكبت في كوردستان وبقية مدن العراق، وما جرى من نهب وفظائع بعد غزو الكويت وايران قد بدأت بجريمة فرهود اليهود عام1941 . وان الذين مارسوا الفرهود ضد اليهود وبؤر المقاومات العراقية والكويتيين والايرانيين قد ولدوا من ذات الحاضنة الاجتماعية والايديولوجية. على الحكومة العراقية ان تعتذر من اليهود العراقيين، فثقافة الاعتذار شجاعة وانتصار على الذات. هل املك الشجاعة التي اطلبها من الحكومة العراقية؟
هي قصة الطفولة حينما شاركت فيها اطفال محلتي "سر كاريز" في غارات حمقاء على الاطفال اليهود في "الحي اليهودي" المجاور. اعتذر من اطفال يهود لا اتذكر ملامحهم، قد يتذكرونني لان ذاكرة الضحايا اعمق، اعتذر من الاطفال اليهود في مدينتي، كما أعتذر من طفولتي كي اتحرر من وهم ديني واجتماعي ناولني حجر ودلني على حي يهودي.
اعتذرت من اطفال لم اشتبك معهم، فهل يعتذر جنود الاحتلال من اطفال فلسطين الذين قتلوا ما بين حض الامومة واغصان الزيتون؟. دولة لا تعترف بقتلها للأطفال دولة من ورق.
اعتذرت من اطفال لم اشتبك معهم، فهل تعتذر منظمات، واحزاب، وحركات فجرت بمفخخة الموت، و بسمَّلة الدين جسد الطفولة اليهودية؟. ان لم يعتذروا فان الهتهم اكذوبة تنطق بهوى البندقية ووحي مأجور .



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الثقافة العراقية تُهين مثقفي العراق
- الفتوى الحائرية والكوميديا العراقية في اغرب مظاهرة عالمية
- حوار لا يخلو من الهدوء مع د. عبد الخالق حسين
- مؤتمر اربيل وثقافة -المسدس والزيتوني-
- هر بژي كورد عرب رمز النضال
- هل تُحررنا حرَّم الأستاذ ؟
- -الايمو- يهدد -الجمهورية الخضراء-
- احمد النعمان.. لن نقول وداعا فمثلك يعود مع كل اغنية وحلم سوم ...
- مؤخرة الرئيس و الحصة التموينية
- رسالة عاجلة الى العاصمة قنديل
- هامش الخطأ في الثورة
- اكتب لأوباما واليك عنوانه
- عواصم عراقية في جمهورية الكذب
- مؤخرات الخبر التركي وبسملة مقالات اعداء الكوردستاني
- لحورية الحوار مكارم ابراهيم
- ربيع الكورد و خريف الحكام العرب
- بابا نوئيلكم يا اخوان جزار
- جدل الهويات في سقيفة العراق
- وجه السَّلفي كمؤخرته
- مايوهات اليسار وعمائم الاخوان


المزيد.....




- ماذا قالت أمريكا عن مقتل الجنرال الروسي المسؤول عن-الحماية ا ...
- أول رد فعل لوزارة الدفاع الروسية على مقتل قائد قوات الحماية ...
- مصدران يكشفان لـCNN عن زيارة لمدير CIA إلى قطر بشأن المفاوضا ...
- مباشر: مجلس الأمن يدعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا بعد ف ...
- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - دانا جلال - اعتذر من اطفال يهود العراق فهل تعتذر الحكومة العراقية؟