|
رسالة مفتوحة إلى الرفيق حميد مجيد موسى - سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
رزكار عقراوي
سياسي واعلامي يساري
(Rezgar Akrawi)
الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 23:45
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
رسالة مفتوحة إلى الرفيق العزيز حميد مجيد موسى - سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
تحية شيوعية حارة أزفها إلى شخصكم الكريم، من رفيق يعتبر نفسه جزءً من الحزب، وفق مفهومي للعضوية المركبة في أكثر من فصيل يساري، وان كنت خارج صفوفه تنظيميا ومستقل سياسيا الآن.
أقدم عبركم التهاني الحارة، لرفيقاتي ورفاقي الأعزاء في الحزب الشيوعي العراقي، بمناسبة اختتام المؤتمر التاسع للحزب الذي افتتح في بغداد وأكمل في إقليم كردستان، مما يشكل عرسا و تحدياً شيوعياً ثوريا باسلاً، خاصةً في الظرف الحالي، أملا أن تكون لقراراته دورا ايجابيا ملهما للتجديد، وحافزا لتطوير عمل الحزب و تعزيز مكانته بين الجماهير الكادحة ،الأمر الذي سيقوي دور التيار اليساري والديمقراطي على مختلف الأصعدة، وأتطلع إلى أن يترجم شعار المؤتمر - دولة مدنية ديمقراطية اتحادية.. عدالة اجتماعية - إلى واقع عملي مؤثر، والذي من الممكن أن يكون شعارا ل - تحالف يساري- واسع في العراق.
رفيقي العزيز
أسمح لي أن أصارحكم – صراحة الرفيق لرفيقه - أنه قد أزعجني والمني كثيرا، بقاؤكم في القيادة للدورة القادمة، وبالتالي ما يقارب ربع قرن في منصب - السكرتير -، ومع إني أكن لكم كل الاحترام الشخصي والسياسي، واقدر كثيرا دوركم النضالي وتضحياتك الكبيرة، وقيادتكم للحزب في العشرين السنة الماضية وفي وضع معقد وصعب جدا، ولكن ضرورة مبدأ التداولية و التجديد بعد تلك الفترة الطويلة من القيادة، و بجانب وضعكم الصحي الحساس والحرج، وعمركم المتقدم، فكل تلك الظروف مجتمعة ستعيق بوضوح سياسيا وتنظيميا وشخصيا، أن تكون - سكرتيرا- ل 4-5 سنوات القادمة، وأخشى أن ينعكس ذلك على أنشطة الحزب المختلفة أيضا. ومع ذلك احترم رأي الرفيقات والرفاق الذين انتخبوك، وان كنت اختلف معهم في قرارهم، حيث اعتقد إنهم بذلك قد اضعفوا إمكانيات التجديد والتطوير في الحزب، ولابد ان هو بأمس الحاجة لذلك، وفرضوا مهمات شاقة على رفيق عزيز لا طاقة كافية له لتواكب التحديات الجسيمة على الأرض، بل من المفترض أن يكرم ويتقاعد، ويرتاح صحيا، مع الاستفادة القصوى من خبرته السياسية والتنظيمية الكبيرة كأحد ابرز مستشاري قيادة الحزب الجديدة.
سؤال بسيط، ماذا سيكون موقفكم، وموقف رفاقي ورفيقاتي في الحزب، إذا استمر- احتكر المالكي، أو أي شخص أخر في منصب رئيس الوزراء ل 25 سنة؟؟ هل سنقبل ذلك؟ الجواب كلا. من مواقع اليسار نطرح دوما أهمية وضرورة ممارسة مبادئ الحرية والديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة والتجديد، واحترام حق الاختلاف في الرأي، إذ نعتبر هذه المبادئ وغيرها جزءاً أساسياً من أهداف نضالنا الديمقراطي بمفهوم اليسار. و لذلك وعلينا قبل كل شيء أن نسأل أنفسنا، هل هذه الأمور موجودة في الأحزاب والمنظمات التي ننتمي إليها أو نعمل معها، قبل النضال من اجلها على صعيد المجتمع. ومع إن أحزاب اليسار هي جزء من المجتمع وانعكاس لدرجة تطوره الديمقراطي والمعرفي ووعيه، ولكن ولابد من عملية تحديث ذاتية فعلية، ودمقرطة وشفافية على مختلف المستويات الفكرية والتنظيمية, و تغيير وتحديث الأنظمة الداخلية لأحزابنا اليسارية، بحيث توفر المزيد من الديمقراطية، وتحسن من فرص القيادة الجماعية وتضمن مبدأ التداولية، ومن الضروري جدا، أن يحدد تبوء المناصب القيادية بدورتين كحد أعلى، وحد أقصى 8 سنوات.
في حوار قيم مع احد رفاق الحزب المخلصين، أعطى مثلا رائعا لوصف ضعف التداولية في قيادة الحزب، حيث قال ( كنا نادي كرة قدم درجة أولى في العراق، ولظروف مختلفة موضوعية وذاتية، أصبحنا نادي درجة ثانية واستمر التراجع إلى الدرجة الثالثة والرابعة و الخامسة و..... ولكن للأسف المدرب وكابتن الفريق يرفضون الاستقالة أو تغييرهم، وفسح المجال للآخرين لإجراء ما يستلزم من تغييرات ضرورية لوقف التراجع، بحجة إن لاعبي - الفريق – متمسكين بهم! ولا يسمحون بذلك، فالمسؤولية لا يتحملها المدرب أو الكابتن، بل يلقون اللائمة على الذين لا يريدون تغييرهم !!.).
وأود هنا أن أشير هناك إلى الموقف الرائع للرفيق العزيز حسن مدن الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المؤتمر العام السادس للمنبر التقدمي -ابريل نيسان 2010-، ابرز فصائل اليسار في البحرين، الذي فسح المجال لامين عام جديد وفق النظام الداخلي بعد انتهاء دورتين له في قيادة المنبر: ((إعمالاً لأحكام النظام الداخلي لتنظيمنا الذي ينص على ألا تزيد ولاية الأمين العام عن دورتين انتخابيتين متتاليتين، فان هذه هي المرة الأخيرة التي أتحدث فيها أمامكم بصفتي أمينا عاما للمنبر التقدمي، بعد نحو عشر سنوات متواصلة، واجهنا فيها تحديات ومهام جسيمة في وضع متحول، وقد حققنا، خلال عملنا هذا، نجاحات ووقعنا في أخطاء، وعن النجاحات فنترك تقييمها للتاريخ، أما عن الأخطاء فلدينا كل الشجاعة في الاعتراف بها، وممارسة النقد الذاتي الآن ومستقبلاً. ))
رفيقي العزيز أبو داود
ومع هذا الخلل و التقصير التنظيمي المحدود! وهو عادي جدا فمن لا يعمل لا يخطأ، ويمكن دوما تصحيحه، الآن أو في المستقبل القريب، إلا إني سعيد جدا بأن مؤتمر الحزب قد أنهى أعماله بنجاح، وعزز ذلك من وحدة الحزب وانسجامه، ومن المفرح كثيرا انضمام عدد اكبر من النساء والشباب إلى القيادة، وان لم يكن بمستوى الطموح، وأقدم لهم تهاني خاصة، و أرى إن التطور مستمر ومتواصل وايجابي في آليات التنظيم والعمل الحزبي، كما أجد نفسي متلهفا للاطلاع على قرارات المؤتمر القيمة، خاصة البنود المتعلقة بالعمل والتنسيق والتحالف مع القوى اليسارية الأخرى في العراق، الذي أشرت إليه في خطابكم القيم في حفل افتتاح المؤتمر.
اكرر تهاني الحارة بنجاح المؤتمر التاسع، وأتمنى لكم، وللرفيقات والرفاق في قيادة الحزب، وعموم أعضاء الحزب الموفقية في أداء مهامهم، كما أتطلع أن تتقبل ملاحظاتي برحابة صدر، ولا اعتقد إنها ستقلل من مكانتكم ودوركم القدير، كأحد ابرز واهم قادة اليسار في العراق، أو من مكانة الحزب الشيوعي العراقي كأحد أهم الفصائل اليسارية العراقية، المناضلة جميعها، من اجل عالم أفضل لكل العراقيين.
تمنياتي لكم بالصحة والعافية
مع كل الاحترام والتقدير
رزكار عقراوي
************************************************************* مواضيع ذات الصلة: كلمة د.حسن مدن الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المؤتمر العام السادس للمنبر التقدمي http://www.altaqadomi.com/ar-BH/ViewNews/19/2715/news.aspx
#رزكار_عقراوي (هاشتاغ)
Rezgar_Akrawi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حان وقت العمل المشترك بين اليسار العراقي
-
نحو تشكيل - تحالف لليسار العراقي - .. على شرف ذكرى تأسيس أول
...
-
العقدية الأولى لليسار الالكتروني
-
تحية إلى مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في العراق
-
إلى المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي – تحية وتقدير
-
حول - التيار الديمقراطي - في العراق!
-
وماذا عن – طغاة – اليسار!! ؟
-
ثورات اليسار الالكتروني، تونس ومصر نموذجا.
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اليسار ا
...
-
الشرعة الدولية لحقوق الإنسان
-
اليسار والإعلام الالكتروني, الحوار المتمدن نموذجا
-
حول الهوية اليسارية للحوار المتمدن
-
كيف نطور ونقوي إعلامنا اليساري والعلماني - المرئي والمسموع -
...
-
كيف تصون بريدك الإلكتروني من السطو عليه وسوء استخدامه؟.
-
هل نصوت للحزب الشيوعي العراقي و- مدنيون- ؟ ولماذا؟
-
رزكار عقراوي لآفاق: التعبير عن الرأي أحد قواعد ترسيخ ثقافة ح
...
-
الحوار المتمدن بعد 7 سنوات
-
أسئلة مفتوحة إلى رفاقي في قيادة الحزب الشيوعي العراقي حول ال
...
-
ليس تأييداً ل وفاء سلطان وإنما دفاعاً عن حق التعبير والمعتقد
...
-
مدنيون : يساريون , علمانيون , ديمقراطيون , تحرريون , جميعا و
...
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|