حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 23:21
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ماركس و اللغة الإنگليزية
كتب ماركس "رأس المال" (Das Kapital) بلغته الأم : الألمانية ، و ليس بالإنگليزية . و بالتالي فلا يمكن بتاتاً إصدار الأحكام الشمولية المسبقة بكون الترجمة الفرنسية أو الروسية لفلان أو علّان من المترجمين لرأس المال هي أقل دقة من الترجمة الإنگليزية له و المنفذة من طرف فلتان ، خصوصاً إذا كانت كل هذه الترجمات منفذة بإشراف ماركس أو إنجلز بنفسيهما . صحيح أن من الطبيعة الملازمة للترجمة حصول حالات من الفقدان هنا و الربح هناك ، و لكن هذا هو أمر طبيعي في كل عملية ترجمة ، سواء كانت للإنگليزية أم الفرنسية أم الواقواقية .
لماذا إذن يصر يعقوب إبراهامي في سجالاته مع زوار و كتاب الحوار المتمدن على إعتبار الترجمة الإنگليزية وحدها هي الأساس في صواب و دقة الدلالات التعبيرية عن أفكار ماركس في "رأس المال" ، و ليس النص الألماني الأصلي ، مثل كل القراء المدركين للتغاير المحتمل بين الأصل و الترجمة ؟ هل قام يعقوب إبراهامي بنشر بحوث علمية تقارن بين تمام نص الترجمة الإنگليزية أو العربية مثلاُ لرأس المال مع نصها الألماني الأصلي ليثبت فرضية أن هذه الترجمة أصوب من تلك ، أو أنها لا يُركن إليها ، خصوصاً – على حد علمي – أن إبراهامي لا يتقن اللغة الأصل الألمانية لكي يضطلع بمثل هذه المهمة ؟ كما أن اللغة الإنكليزية ليست هي لغته الأم (Mother Tongue) ، بل هي عنده لغة ثانية أو ثالثة .. لغة أجنبية مكتسبة (acquired foreign language) ؛ أي أنه ليس ناطقاً أصيلاً باللغة الإنگليزية (native English speaker) كلغة أُمٍ لشخصٍ ولد و نشأ و ترعرع في مجتمع ناطق بالإنگليزية . لماذا إذن الإصرار النضالي على النص الإنگليزي لـ "رأس المال" ؟ الجواب : لغاية في نفس يعقوب ! لكي يستطيع أن يقتطع تحكماً ما يحلو له من جمل و عبارات مجتزأة من الترجمة الإنكليزية التي لديه ، و يقذفها في عيون زوار و كتاب الحوار المتمدن لإثبات عدم فهمه لا للإنكليزية و لا لماركس ، مثلما فعل معي عندما رماني بهذه الجملة :
The capitalist as buyer paid for each commodity, for the cotton, the spindle and the labour-power, its full value
و طلب مني أن اترجم له العبارة (its full value) كما لو كان قانون فائض القيمة كله مكتنزاً بهذه العبارة السحرية و التي تفتح الأبواب المغلقة للولوج لمعنى هذا القانون مثل الجملة الطلبية : " إفتح يا سمسم" .
ترجمة الجملة أعلاه هي : الرأسمالي المشتري دفع تمام قيمة كل سلعة : القطن ، المغزل ، و قوة العمل . أما ترجمة العبارة فهي : "تمام قيمتها" . و بالإستشهاد بهذه الجملة يريد إبراهامي أن يدلل لقراء "الحوار المتمدن" على أن ماركس قد قال بأن الرأسمالي يدفع للعامل تمام قيمة قوة عمله . ما هذا التلفيق ؟ هذه الستراتيجية هي أسوأ من ستراتيجية من نصح المسلمين بعدم الصلاة باجتزاء الآية : "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة" ، و حذف تكملتها : "و أنتم سكارى" . و من يدري ، فلربما سيأتي اليوم الذي سيؤكد لنا فيه يعقوب إبراهيمي بأن ماركس ما هو إلا مفكر "رأسمالي" ، بدليل أن عنوان كتابه هو "رأس المال" ، مثلما عيّر إنجلز بفائض القيمة .
معنى الجملة أعلاه
يقول علماء البلاغة العرب : لكل مقام مقال ؛ و يقول علماء اللغة و الإجتماع المحدثين (مالينوسكي ، فيرث ، هاليداي ، هارتمان) أن معنى أية جملة في النص لا يمكن أبداً إدراكه بمعزل عن السياق اللغوي (linguistic context of situation) للجملة ، أي ما يسبقها و يليها من جُمل . فما هو المقام الذي ترد فيه هذه الجملة في رأس المال ؟ هذا ما سيتبين لنا بعد هنيهة . و لكن قبل ذلك ، ينبغي عليّ الإعتراف هنا بأن هذا الإختيار ذكي جداً . لماذا : لأن الفهم الصحيح لما تعنيه هذه الجملة يتطلب ربط فقرتها بكل الفقرات السابقة عليها في هذا القسم الثاني من كتاب رأس المال ، أو على الأقل بالفقرات الست التي تسبقها و الفقرة التي تليها مباشرة . و كنت سأكون أسعد لو أن يعقوب إبراهامي قد إستثمر ذكاءه لخدمة الحقيقية الماركسية بدلاً من تزييفها . هذه الجملة ترد في المجلد الأول ، الجزء الثالث (عنوانه : إنتاج فائض القيمة المطلق) ، الفصل السابع ، القسم الثاني ( عنوانه : إنتاج فائض القيمة ) من "رأس المال" . و هي تصف كيف يستطيع الرأسمالي إضفاء صفة الشرعية على قيامه بإجبار عماله على الإشتغال 12 ساعة عمل يومياً ( تتضمن ست ساعات عمل إضافية غير مدفوعة الأجر تذهب قيمتها لجيبه) و يدفع لهم قيمة قوة عمل لست ساعات فقط ، بدلاً من الإكتفاء بتشغيلهم لست ساعات بالقيمة الفعلية لسلعة قوة العمل التي يدفعها لهم ، و التي لن يربح منها و لا فلساُ واحداً و يصبح أضحوكة للآخرين (يراجع النص المنشور بترجمة محمد عيتاني في الحلقة الثانية من هذه الورقة ، لطفا ؛ و ما سيلي تحت عنوان : التخريف) . على السطح ، تبدو عملية تشغيل العمال ساعات إضافية غير مدفوعة الأجر في النظام الرأسمالي و كأنها عملية تبادل مشروع للسلع بين الرأسمالي و العامل بـ "تمام قيمتها" رغم وجود ست ساعات عمل غير مدفوعة الأجر في مثال ماركس . و لأن ماركس ذكي و يعرف أن هناك من تحتم عليهم أغراضهم الإستشهاد بهذه الجملة التي يمكن أن تصبح أثيرة لديهم ، لذا فهو يسمي كل العملية التي تنطوي عليها بـ " الحيلة " (The Trick) . ماركس يعرف الحيّالين . أنه يعرف ما يقوله المحتالون لشرعنة سرقاتهم بتأطيرها بالضبط و كأنها حاصلة : " وفقاً لقوانين تبادل السلع المتفق عليها في المجتمع الرأسمالي " مثلما خُبِّرنا . هذه هي فقط ثلاث من الفقرات التي يتضمنها سياق هذه الجملة :
Our capitalist foresaw this state of things, and that was the cause of his laughter. The labourer therefore finds, in the workshop, the means of production necessary for working, not only during six, but during twelve hours. Just as during the six hours’ process our 10 lbs. of cotton absorbed six hours’ labour, and became 10 lbs. of yarn, so now, 20 lbs. of cotton will absorb 12 hours’ labour and be changed into 20 lbs. of yarn. Let us now examine the product of this prolonged process. There is now materialised in this 20 lbs. of yarn the labour of five days, of which four days are due to the cotton and the lost steel of the spindle, the remaining day having been absorbed by the cotton during the spinning process. Expressed in gold, the labour of five days is thirty shillings. This is therefore the price of the 20 lbs. of yarn, giving, as before, eighteenpence as the price of a pound. But the sum of the values of the commodities that entered into the process amounts to 27 shillings. The value of the yarn is 30 shillings. Therefore the value of the product is 1/9 greater than the value advanced for its production; 27 shillings have been transformed into 30 shillings; a surplus-value of 3 shillings has been created. The trick has at last succeeded; money has been converted into capital.
Every condition of the problem is satisfied, while the laws that regulate the exchange of commodities, have been in no way violated. Equivalent has been exchanged for equivalent. For the capitalist as buyer paid for each commodity, for the cotton, the spindle and the labour-power, its full value. He then did what is done by every purchaser of commodities; he consumed their use-value. The consumption of the labour-power, which was also the process of producing commodities, resulted in 20 lbs. of yarn, having a value of 30 shillings. The capitalist, formerly a buyer, now returns to market as a seller, of commodities. He sells his yarn at eighteenpence a pound, which is its exact value. Yet for all that he withdraws 3 shillings more from circulation than he originally threw into it. This metamorphosis, this conversion of money into capital, takes place both within the sphere of circulation and also outside it; within the circulation, because conditioned by the purchase of the labour-power in the market; outside the circulation, because what is done within it is only a stepping-stone to the production of surplus-value, a process which is entirely confined to the sphere of production. Thus “tout est pour le mieux dans le meilleur des mondes possibles.” [“Everything is for the best in the best of all possible worlds.” – Voltaire, Candide]
By turning his money into commodities that serve as the material elements of a new product, and as factors in the labour-process, by incorporating living labour with their dead substance, the capitalist at the same time converts value, i.e., past, materialised, and dead labour into capital, into value big with value, a live monster that is fruitful and multiplies.
ترجمتي للنص أعلاه (التقويس مني ):
إن صاحبنا الرأسمالي قد تحسّب لهذه الحالة (أي حالة عدم أمكانية حصوله على أية أرباح عندما لا يشغل العامل لديه ساعات إضافية غير مدفوعة الأجر ، فيصبح الرأسمالي أضحوكة ) ، و هذا ما يُضْحكه هو (الآن) . و لهذا فأن العامل يجد في المعمل وسائل الإنتاج الضرورية للعمل ليس فقط لمدة ست ساعات (مدفوعة كامل القيمة) ، و أنما لمدة إثنتي عشرة ساعة . و مثلما حصل خلال عملية الست ساعات ، حيث امتصت ليبراتنا العشرة من القطن ست ساعات عمل ، فأصبحت عشرة ليبرات من الخيوط ؛ إذن الآن ، عشرون ليبرة من القطن ستمتص عمل اثنتي عشرة ساعة ، و تتحول إلى عشرين ليبرة من الخيوط . دعنا نتفحص الآن المنتوج من هذه العملية المتمددة . لقد تجسد في العشرين ليبرة من الخيوط هذه عمل خمسة أيام عمل ، أربعة منها تعود للقطن و الفولاذ المندثر خلال عملية الغزل . و قيمة العمل لخمسة أيام معبر عنا بالذهب هي ثلاثون شلناً . إذن ، هذا هو سعر العشرين ليبرة ، و التي تعطي ، مثل السابق (عند إستغال العامل ست ساعات فقط) ، ثمانية عشر بنساً سعراً لكل باوند . و لكن مجموع قيم السلع التي دخلت العملية (الإنتاجية) يصل إلى سبع وعشرين شلناً . (في حين) أن قيمة الغزل هي ثلاثون شلناً . و عليه فأن قيمة المنتوج هو أكبر من القيمة المسلًفة لإنتاجه بمقدار 1/9 ( التُسُعْ). لقد تم تحويل سبع وعشرون شلناً إلى ثلاثين شلناً ؛ و تم خلق فائض قيمة بمبلغ ثلاثة شلنات . لقد نجحت الحيلة أخيراً : تحوّل المال إلى رأسمال .
كل متطلبات المسألة تم الإيفاء بها ، و القوانين التي تنظم تبادل السلع لم يتم التجاوز عليها بأي شكل من الأشكال . ( إنتباه : الجملة المجتزأة) لقد تم التبادل بين متعادلين . فالرأسمالي المشتري دفع تمام قيمة كل سلعة : القطن ، المغزل ، و قوة العمل . ثم قام بما يقوم به كل المشترين للسلع : لقد إستهلك قيمتها الإستعمالية . و إستهلاك (سلعة) قوة العمل قد أنتج عشرين ليبرة من الخيوط ، قيمتها ثلاثون شلناُ . الرأسمالي ، الذي كان سابقاً مشترياً ، يعود الآن للسوق كبائع للسلع ، فيبيع خيوطه بثمانية عشرة بنساً للباوند الواحد ، و الذي هو قيمة الخيوط (المصنعة) بالضبط . مع ذلك ، فأنه مقابل كل هذا سيسحب من التداول ثلاثة شلنات أكثر من المبلغ الذي أدخله أصلاً للتداول (النقدي) . عملية المسخ هذه ، هذا التحويل للمال إلى رأس المال ، تحصل في آن واحد مرتين : مرة ضمن إطار التداول (النقدي) ؛ و مرة خارج التداول (النقدي) أيضاً . إنها تحصل داخل التداول لكونها مشروطة بشراء قوة العمل في السوق ؛ و هي تحصل خارج التداول لأن ما يجري فيها هو مجرد العتبة الأولى في أنتاج فائض القيمة ، و هي عملية تنحصر كلياً داخل إطار الإنتاج . وهكذا "فأن كل شيء يحصل كأحسن ما يكون ، و في أفضل عالم ممكن" . [فولتير ،(رواية) كانديد]
بتحويله لماله إلى سلع تخدم كمواد أولية لمنتوج جديد ، و كعوامل في سيرورة العمل ، و بدمجه للعمل الحي بالعمل الميت ، يحوّل الرأسمالي في آن واحد القيمة - أي العمل الماضي و المتجسد و الميت - إلى رأسمال ؛ (و كذلك) إلى قيمة ضخمة بالقيمة : وحش مثمر و متضاعف . إنتهى .
توضح الفقرات أعلاه بالتفصيل الممنهج كيف أن سيرورة تحويل المال إلى رأسمال لا تتم قط بدون خلق فائض القيمة ، و جوهرها هو : إجبار الرأسمالي العامل الأجير للاشتغال لحسابه ساعات عمل زائدة غير مدفوعة الأجر . و نلاحظ كيف يدين ماركس عملية الرسملة غير الشرعية هذه بوصفه لها بـ "الحيلة" و بـ "العملية المسخ" و بـ "الوحش" . كما يسمي الرأسمالي في أماكن أخرى بالمنتزع الغشاش (swindler) ، و فعله بـ "يسرق" (rob) . أيٌ من مفردات الإدانة أدمغ دلالة من هذه ، و كم نحتاج منها لنفهم الموقف الحقيقي لماركس من نظام الإنتاج الرأسمالي ؟ و لكن أبلغ إدانة تهكمية هو ذلك الذي يتضمنه إقتباس ماركس البليغ أعلاه من رواية فولتير "كانديد" . و لكي لا يقول أحد أن ماركس "يعترف" بعظمة لسانها بأن سرقة الرأسمالي لعمل العامل عند تحقق فائض القيمة "يحصل فيه كل شيء كأحسن ما يكون ، و في أفضل عالم ممكن" ، ينبغي شرح المقصود بهذا الإقتباس التهكمي المتخم بالمعاني .
كانديد هي رواية قصيرة مرصوصة بالكوارث رصاً ، الكارثة تلو الأخرى . كتبها فولتير عندما عمَّ الوضع الكارثي كل أرجاء أوربا . نُشرت الرواية عام 1759 ، و هو عام معركة "سهول أبراهام" بين إنكلترا و فرنسا ، و سقوط إقليم "كويبك" بأيدي الإنكليز . قبلها ، عام ( 1755) ، إهتز العالم كله بزلزال لشبونة الكبير و الذي ربما أستغرق أقصى قوة مقياس رختر : 9 درجات . أعقب هذا الزلزال تسونامي رهيب و حرائق عمت لشبونة طوال عدة أيام ، مات خلالها حوالي 200000 شخص . بعدها حصلت حرب السنوات السبع ، ثم محاكم التفتيش . كل هذه الكوارث دفعت فولتير لكتابة الرواية تحدياً و إستهزاءً بمقولة : "أن هذا العالم هو أفضل عالم ممكن" . (بالنسبة لإقتباس ماركس : تحدياً و إستهزاءً بمقولة أن النظام الرأسمالي الكارثي هو أفضل عالم ممكن ") . في الصفحة الأخيرة من الرواية ، يجمع فولتير كل الشخصيات الرئيسة في إقليم وستفاليا ، ليس في قلعتهم الفخمة القديمة التي ضاعت منهم ، بل في حقل صغير . يتفكّر كانديد ( العامل بالنسبة لماركس ) في حياته و الدمار الذي حل بآماله ، و خصوصاً بالنسبة لعلاقته بحبيبته الشديدة الأنانية و إبنة عمه كونغوند ( و هي إبنة غير شرعية لعمه البارون : الرأسماليون) ، فيطفق أستاذه الدكتور "بانكلوس" (مؤدلجي الرأسمالية ) بالهذيان بمبدأ "أن ليس بالإمكان حصول ما هو أحسن من هذا " [ كل شيء يحصل وفقاً لقوانين تبادل السلع المتفق عليها في المجتمع الرأسمالي ، و هي أحسن ما يكون] ، فيقول لكانديد :
"كل هذه الحوادث ترتبط إرتباطاً لا مناص منه بأفضل العوالم الممكنة ، فلو لم يتم طردك من القلعة العظيمة ، و لو لم يتم ضربك بقوة على المؤخرة ، و كله من أجل حبك لكونغوند (التي تخونه و تصبح في أحد الأوقات عشيقة لأثنين غيره في آن واحد) ، و لو لم تُستدعى من طرف محكمة التفتيش ، و لو لم تقطع مشياً على الأقدام كل أصقاع أمريكا ، و لو لم تطعن بسيفك عمك البارون ، و لو لم تفقد كل قطعان غنمك التي جلبتها من ذلك البلد الجميل "ألدورادو" ، لما كنت هنا تأكل الليمون المحفوظ و حب الفستق ."
هذا ما قصده ماركس بالإقتباس أعلاه من فولتير : الرأسمالية (المتأسسة على سرقة كد العمال ) عالم كارثي غير شرعي ، تتوالى فيه الأزمات و الحروب و الجرائم بحق الإنسانية أزمة بعد أزمة و على نحو مترابط لا خلاص منه . فهل كان ماركس مخطئاً في توقعه هذا ؟ لنقرأ التاريخ للقرن و نصف القرن الذي مضى منذ كتابة ماركس لتلك الأسطر ، و نحصي حروب و مجاعات و أزمات الرأسمالية لنصل إلى اليقين . لم يسبق في تاريخ الفكر الإنساني برمته لأي مفكر آخر غير ماركس و أن توقع تحقق مثل هذه الكوارث لمستقبل النظام الرأسمالي غير الشرعي و ذلك بالإعتماد على التحليل العلمي لهذا النظام فتحققت توقعاته فعلاً و هي مستمرة إلى الآن بالتحقق ؛ و كل هذا لا يستغرق من ماركس سوى إقتباس جملة مركبة واحدة فقط ، و لكنها مكتنزة بالمعاني . زئير واحد يكفي لتبيُّن الأسد .
يتبع ، لطفاً .
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟