أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - إهانة العقل فريضة














المزيد.....

إهانة العقل فريضة


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3700 - 2012 / 4 / 16 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رجل فى حجم الدكتور العالم أحمد زويل عندما يذهب إلى مكان مثل لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس الشعب، من المؤكد أنه ينتظر رجالاً كل همومهم وأهتماماتهم تتركز فى مشاكل التعليم وسبل تطويره وإنقاذ المؤسسات التعليمية من التردى الذى تعيش فيه، لكن أن يعكر صفو هذا الجو العلمى والأكاديمى ويوجه أحد أعضاء اللجنة سؤالاً للدكتور أحمد زويل تصاب معه العقول بالذهول حيث يقول: " سمعت إن حضرتك تبرعت بنصف قيمة جائزتك لإسرائيل فإندهش الدكتور زويل من السؤال ولم يصدق أذنيه وطلب أن يعيد السؤال مرة ثانية فقال النائب: أنا سمعت من البعض إن حضرتك تبرعت بنصف الجائزة لإسرائيل فالناس بتسأل عن الحقيقة دى فياليت نوضحها للناس".!!!

لن أتكلم عن رد الدكتور الكبير صاحب جائزة نوبل الذى أتسم بالأدب والأحترام ، وهو الذى جاء ليزيدهم علماً وخبرة ليجد نفسه موضع أتهام واضح فى شخصه وفى وطنيته التى لا جدال فيها وإلا لما قامت تلك اللجنة الهامة بدعوته ليشرفها بتقديم معارفه لتنوير عقولهم لخدمة الوطن، لكنها كارثة مصر فى مثل هؤلاء الأعضاء الذين يجهلون القيم الأخلاقية التى تنقص سلوكياتهم وتنعكس سلباً على قدرتهم فى العمل وتقديم أشياء تنفع الوطن والمواطن.
تلك الأسئلة القبيحة المعنى والمهينة لشخص السائل والمسئول، كان يجب تجنبها لأنها تعبير عن هبوط أخلاقى وثقافى حاد وهى صفات لا ينبغى أن يتحلى بها عضو فى لجنة بهذه الأهمية الكبرى والمؤثرة فى مستقبل دولة كبيرة مثل مصر، إن طريقة طرح مثل هذه الأسئلة تعبر عن سلوكيات تهين كل العقول المصرية وتجعلها تفكر بجدية فى الفرار من هذا الجحيم المقصود والموجه ضد العلم والعلماء، ذلك الجحيم الذى لا يحترم عقلاً قادراً على الإبداع وخدمة الإنسانية.
من الواضح أن هؤلاء الأعضاء المنتخبين من الشعب، كانوا يعيشون فى حالة ظلامية وعندما وجدوا الأنوار مسلطة عليهم أنبهروا بها ونسوا أنفسهم ونسوا حالة الظلام التى كانت تكتنف أفعالهم وأفكارهم، وبدأوا يكشفون عن ظلامية شخصية جديدة من خلال إهتماماتهم التى تعكس ثقافة رجعية غير ديموقراطية، ثقافة تستغل المناخ الديموقراطى لتحقق أهدافها الشخصية التى جاءت من أجلها ليشغلوا تلك العضوية فى مجلس الشعب والتى لا يقدرونها حق قدرها ولا يشعرون بمقدار المسئولية التى يجب أن يتصف بها العضو البرلمانى.
وبدلاً من تركيز أهتمام الجميع للأستفادة بخبرات وعلم عالم كبير موجود بينهم، يخرج علينا هذا العضو بتلك الإهانة لكل ذى عقل يعقل التفكير والكلام النافع لنفسه ولوطنه، إهانة تستخف بعقول الحاضرين فى تلك اللجنة والمفترض فيها إحساس الجميع بجسامة المسئولية الملقاة على عاتقهم للخروج من عنق الزجاجة التعليمية، التى عفى عليها الزمن والأقتراب من عالم التعليم المعاصر الذى يصقل العقول بالمعارف العلمية الحديثة لإيجاد البدائل المناسبة لمواجهة تحديات المجتمع الداخلى الذى يفكر بثقافة وفكر ما قبل العصور الوسطى إلى جانب مواجهة التحديات الخارجية التى لا ترحم العقول المتخلفة التى تتشبث بفكر الجاهلية.

أن يتحول مجلس الشعب المصرى إلى ميدان لإلقاء الإتهامات على أرفع علماء مصر وبهذه الطريقة، فهذا امراً لا يمكن تصوره من رجال ينوبون عن الشعب وضاقت بهم مجالات الأسئلة والمشاكل فى مصر حتى نجد عضواً آخر يسخر من العالم المحترم ويطالب بطرده من مجلس الشعب لموقفه من التطبيع مع أسرائيل، وعضو آخر يتهمه بأنه أعطى نصف جائزته لإسرائيل، وكأن المقصود من ذلك هو إدخال الإحباط إلى نفس العالم الكبير الدكتور أحمد زويل، وكأنهم يريدون أن يقولوا له ببساطة: علمك لا ينفعنا ولا نحتاج إلى خدماتك وقد أخطأت بحضورك إلى مصر وأذهب إلى أمريكا التى تقدر إبداعاتك ومواهبك العلمية.!!
على أمثال هؤلاء الأعضاء محاولة إثبات جدارتهم لتلك العضوية بالتعلم والنضوج السياسى والثقافى، ليستطيعوا تمثيل مجتمعهم أحسن تمثيل وطرح المشاكل ذات الأهمية التى تشغل بال كل مواطن، وأن تكون أولوياتهم المصلحة العامة للوطن بدلاً من إهدار الوقت والفرص التى تسنح لهم بالأستماع إلى خبرة وعلم الدكتور أحمد زويل التى ينبغى إحترامها، إن كنا بالفعل نؤمن بقدرة العلم على نقل المجتمع والدخول به إلى عالم المجتمعات المتقدمة ولنا فى سنغافورة وماليزيا خير مثال.
هل ننتظر وصول ثورة الأخلاق إلى أمثال هؤلاء الأعضاء الذين لا يشرفون شعباً، وإهتمامهم الوحيد هو هدم رموز مصر الكبيرة؟
من سيدفع ثمن تلك الأخطاء القاتلة المهينة للعقول الكبيرة التى يحترمها العالم كله ويسعده الأستفادة من خدماته؟
هل أصبحت إهانة العقل فريضة سياسية يمارسها كل من دخل إلى عالم السياسة الدينية لإثبات إخلاصه للإله؟

ومع ذلك لا يسعنا إلا أن نقول مع من قالوا: أصحاب العقول فى راحة!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل ثورة وأنت طيب
- حقائق مؤلمة يا أهل العراق
- من الذى فشل فى إدارة مصر
- سوريا وحاجز الصمت
- شريعة الوجود الديناصورى
- المرأة ضحية العقلية البدوية
- المرأة والثورات العربية فى المجتمع الذكورى
- العامرية وغياب القانون
- خواطر فى ذكرى 25 يناير
- سنة أولى ديموقراطية
- مصر الجديدة بنت القديمة
- الإجرام الرسمى فى حق المرأة
- عيد ميلاد الحوار المتمدن
- الأنتخابات الدينية فى مصر
- غيبوبة صاحب القرار
- القمع الدموى للشعوب
- عورة الرجل وعورة المرأة
- النظام العسكرى المصرى
- الإعلام والقانون فى مصر
- مصرع الطغاة


المزيد.....




- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...
- وزير الخارجية المغربي: خطاب العرش وضع المحددات الثلاثة لموقف ...
- إعلام إسباني: تعرض والد نجم برشلونة لامين يامال إلى عملية طع ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل استنفدت إمكاناتها العسكرية في المعر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - إهانة العقل فريضة