أحمد شهاب الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 07:23
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
تناقلت وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية خبرين أحدهما مبشر وجميل والآخر مؤسف ومحزن ، الأول هو رفع الحظر عن سفر الأجانب العاملين في منظمات حقوق الإنسان وهو خبر مبشر ومفرح للأمريكيين بعد كثير من الضغط والشد والجذب والآخر هو اجتماع العشرات أمام دار القضاء للمطالبة بالإفراج عن دومة وجورج رمزي صورتان متناقضتان ولكنهما معبرتان جدا إذا صدقت تصريحات العسكر بأن هؤلاء النشطاء الأجانب كانوا يريدون تقسيم مصر، وبث الفتنة والفوضى وانتقل الموضوع إلى خانة سيادة الدولة وكرامتها ، السؤال هنا لو كان هناك إيرانيون في أمريكا أو إسرائيل وارتكبوا مثل هذه الجرائم هل ستسكت إسرائيل ، ولو كان أمريكيون في إيران وفعلوا مافعلوا هل ستسكت إيران ؟ وإذا انتقلنا للصورة الأخرى نجد شابين من النشطاء ينتمون إلى حركات شبابية ساهمت بقوة في إسقاط نظام مبارك – أو في خلع الرئيس مبارك على وجه الدقة – وعشرات أمام القضاء العالي يطالبون بالإفراج عنهم، هؤلاء لم يسعوا إلى تقسيم مصر وإثارة الفتن أو أخذ تمويل من الخارج ويعرف المجلس والإخوان قبل غيرهم أن هؤلاء الشباب المتعلمين والمثقفين لايمكن أن يجول بخاطرهم وهم يعارضون حكم العسكر أن يحرقوا أو يخربوا لأننا جربناهم منذ 2007 ولم يكن من خططهم حرق أو إثارة فتنة ولكن المشير مثل خلفه مبارك أعطى اهتماما زائدا بالتدخلات الأجنبية واشترى خاطر الأمريكان وضرب بالقضاء المصري ونزاهته عرض الحائط وكأننا كما يقول البرادعي دولة من دول الموز ولسنا بلد حضارة الألف عام ، يذهب الموظفون المتهمون وبدون أن تسقط التهم عنهم بطائرة عسكرية أمريكية خاصة مبالغة في التكريم لهم وحرصا على سلامتهم وليس في طائرة عادية ، في حين التهم الملفقة لشابين من شباب الحركات الشبابية يبيتون في السجن كل تهمتهم أنهم يعشقون تراب هذا الوطن ، السجون التي كانت ملأى بالإخوان والجهاديين أيام مبارك أصبحت الآن تحتضن بقسوة الشباب النشط لأنه لم يساوم على مبادئه لأنه حفظ حق الشهداء ولم يحول الوطن إلى تورتة يقتسمونها ولم يمسخوا مبادئنا الإنسانية التي نزلت من أجلها الديانات السماوية إلى بضاعة تباع وتشترى إلى مكاسب تخضع لكل مافي السياسة من ابتزاز ومناورات وكذب ونفاق .
#أحمد_شهاب_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟