أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - أبعد من الفيتو الروسي الصيني














المزيد.....

أبعد من الفيتو الروسي الصيني


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 12:19
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


برغم كل تلك الغوغائية الفجة المنفـّرة، والصخب المتناثر على الشاشات، ودرجات التلوث الفضائي التحريضي العالي، والدعائية الحرفية والمهنية الهائجة، والتسعير والتسخين المحموم والهادر الذي سبق الحدث، فكما كان متوقعاً، لقد كان الفيتو الروسي الصيني المزدوج بالمرصاد لمشروع القرار الفرنسي المغربي ضد سوريا، وأحبطه، وأعاد كل تلك الجهود الدبلوماسية والسعي الغربي-العربي لاختراق سوريا إلى نقطة الصفر، وأطاح بأحلام كثيرين للنيل من سوريا، والرقص على جثث وآلام السوريين.

وفي الحقيقة، لا ندري سر هذا الإصرار الغربي-العربي على عقد الجلسة رغم سيل التصريحات الروسية السابقة والتي تصب جميعها في اتجاه استخدام الفيتو، اللهم إلا تلك النزعات المعروفة المحكومة بنرجسية وغطرسة القوة والحماقات وركب الرأس والطيش الأعمى الموتور لتكرار السيناريوهات الدموية العراقية - الليبية في الوطن السوري الغالي العزيز.

وبعيداً عن الفشل الغربي المريع الواضح، وعن أية احتفالية، وحتى شماتة، ولا سمح الله، فرمزية الحدث الأولى تتجلى في انحسار هيمنة الغرب المترنح والمنكسر مع حلفائه التقليديين على مجلس الأمن، وعدم قدرتهم الظاهرة على فرض القرارات فيه، أو توجيه المجلس وفق رغباتهم كما جرت العادة طوال العقدين الماضيين، حين ذهب الغربيون بعيداً جداً في إظهار حقيقة نواياهم وتصوراتهم للعالم الذي لا يريدونه ولا ينظرون إليه إلا كمجرد مزرعة ومناطق نفوذ وشرايين طاقة تمد وتغذي وتـُنمـّي اقتصادياتهم. وهم لن يتورعوا عن فعل أي شيء يخدم تلك السياسات حتى لو ذهبت الملايين ضحايا رخيصة وبائسة لا قيمة لها في سبيل ذلك.

وبهذا، فالفيتو المزدوج الأخير، هو بداية لترسيخ إستراتيجية ثابتة جديدة وليس، كما يلوح للبعض، رهناً لحدث آني، أو منوط فقط بالحدث السوري، وله دلالات أبعد من مجرد هذا الحدث، مع عدم إنكار أهميته وحيويته. فتشكل وصعود قوى جديدة فرضت ذاتها على المسرح الدولي ولها مصالحها التي يجب الاعتراف بها، وكلمتها، ووزنها وثقلها الاستراتيجي والنوعي، ورأيها، والتي تحاول القوى التقليدية التي هيمنت على العالم لمدة عقدين، أي منذ انهيار الاتحاد السوفييتي تحديداً، تجاوزها وتجاهل مصالحها الحيوية والتنكر لوجودها وازدراءها في أحايين كثيرة، ينبغي أن ينعكس ذلك سياسات ونهجاً جديداً يتجاوز النمطية والتبعية والإذعان والتسليم بالعجز، منتقلاً نحو ضفاف الندية والعين بالعين. فلقد بات بإمكان دول في هذا العالم، اليوم، قول "لا" كبيرة وبالفم الملآن، والوقوف، جهاراً، في وجه السياسات، ولجم هذا الاندفاع الغربي الشرس والمحموم، والحد من هذه الرغبة الشريرة والشيطانية وغريزة العدوان والتدمير المتأصلة لدى الغربيين في افتعال الأزمات والحروب وفبركتها والتي ترجمت دماراً وخراباً في كل مكان تطأها الأقدام الغربية الهمجية.

والتقدم، أو لنقل التمدد، الروسي- الصيني، من زاوية أخرى، ما هو إلا نتيجة حتمية وفيزيائية، لملء وسد الفراغ الاستراتيجي الناجم عن التقهقر الأمريكي الغربي، وتعبير عن واقع لوجستي ضاغط بدأ بالتبلور مؤخراً على الأرض في ظل الانكفاء والتراجع الغربي الواضح، بشكل عام، على عدة صعد ولاسيما العسكري عبر ترنح الناتو والهزائم بالجملة للولايات المتحدة، أو الاقتصادي عبر انهيار اقتصادات الغرب وغرق اليورو والدولار، ومحاولة ترميم كل ذلك عبر شن الحروب على الدول والشعوب الأخرى وسرقة خيراتها ومقدرات تحت أزعومات التغيير والربيع والثورات المخملية والبنفسجية والأرجوانية والقرمزية والبرتقالية....إلخ ورايات الديمقراطية وحقوق الإنسان الخفاقة والمحمولة، في هذه الأيام، ويا للمفارقات، على البعير والهجن العربية ودشاديش الطالبان وعقالات الوهابية.

لم يعد، بعد اليوم، وكما بدا من جلسة الأمس لمجلس الأمن على الأقل، بإمكان القوى التقليدية الاستفراد بالقرار العالمي ومصادرة مصائر الشعوب، والاتجار بتطلعاتها، وفرض الوصايات عليها من قبل أحد، أو اللعب بأقدار الأمم وإزاحة أنظمة وفرض أخرى تأتي على مزاجها، وتصنيع "الكرازيات" والدمى المتحركة، أو تشكيل الخرائط السياسية، وفق هوى تروستات المال الاحتكاريالعسكريتاري الغربي وأذنابه وعملائه المحليين والإقليميين. ولم يعد الغرب المنهار صاحب الكلمة والقرار العالمي. ومن هنا تقتضي الحكمة مراجعة الذات والإقرار، ولو على مضض، بوجود ونهوض لاعبين جدد أنداد في الميدان، وبناء السياسات وإعادة التموضعات والتحالفات في ظل هذا الواقع الجديد والمتغيرات التي لا يمكن القفز من فوقها. وأما الإصرار على السياسات، أو لنقل الحماقات القديمة، فما هو في الحقيقة، سوى محض عبث وجهل بضرورات تلبية استحقاقات هذا الواقع الجديد، والدوران في نفس حلبات السيرك القديم.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا عن ولاية المرأة في الدستور السوريِ الجديد؟
- الثورة السورية المخصية
- المادة الثالثة: وجعلناكم بعضكم فوق بعض درجات
- إفلاس العرب
- سوريا: المسلم قائداً للدولة والمجتمع
- المادة الثالثة في الدستور السوري: عودة الخلافة الإسلامية
- رسالة إلى معارض سوري
- غزو سوريا
- قطر بين عجز التعريب وفشل التدويل
- نعم ثوار ولا نخجل
- احذروا الدب الروسي
- الأسد: خطاب التحدي والانتصار
- لماذا الخوف من التدويل؟
- صدف ثورية أغرب من الخيال
- اضحكوا على دبابات برهان غليون
- انشقاقات الثورة السورية
- انتقام إسرائيل
- لماذا سأنضم للثورة السورية؟
- عروش بلا جيوش
- مفتي الناتو الجليل


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - أبعد من الفيتو الروسي الصيني